الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون وباحثون يجمعون على أصالة فكر سلطان القاسمي الوحدوي

مثقفون وباحثون يجمعون على أصالة فكر سلطان القاسمي الوحدوي
19 يناير 2012
الشارقة (الاتحاد) - تواصلت مساء أمس الثلاثاء ندوة “فكر وإبداع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة” التي ينظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فندق راديسون بلو الشارقة. وخصصت جلسة مساء أمس لمناقشة المحور الثاني من الندوة وعنوانه “ملامح الفكر المكون لثقافة سطان القاسمي” وترأستها الشاعرة والأديبة صالحة غباش وقالت في بداية تقديمها “إننا اليوم أمام شخصية استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى”. الوحدوي ثم ناقشت اللجنة أربع أوراق عمل بدأت بعرض الدكتور حسن قايد الصبيحي استاذ الإعلام في جامعة الإمارات الذي قدم ورقة بعنوان “سلطان القاسمي الوحدوي.. الفكر والممارسة” تناول فيها ملامح تكون الفكر الوحدوي عند صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وقال إن هذا الفكر لم يكن وليد اللحظة وإنما كان متأصلا في شخصية الشيخ سلطان. وقال الدكتور قايد إن سمو الشيخ سلطان القاسمي ساهم منذ البدايات في دعم الفكر العروبي الوحدوي من خلال نشاطاته وعملياته وطريقة تفكيره كما أشار سموه في كتاب “سرد الذات” حين وقف إلى جانب القضايا العربية وهو في عمر لا يتجاوز الخمسة عشرة عاماً. الإعلام عقب ذلك قدم محمد ذياب الموسى المستشار بديوان صاحب السمو حاكم الشارقة ورقة عمل بعنوان “سلطان والإعلام” تناول فيها رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للإعلام ورسالته، وقال إن الإعلام في الشارقة صنع وتقدم على يد سموه، وهو نابع من رؤيته للرسالة الإعلامية والثقافية، وقال إن سموه أكد ضرورة أن يكون للإعلام سياسة تربوية عامة تدعم العقيدة الإسلامية وتنمي البعد العربي والإسلامي وتعزز الحوار والتسامح مع الآخر، وأشار الى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عندما بدأت حكومة الشارقة تفكر في إنشاء قناة تلفزيونية أصر على ان يكون للثقافة والتربية أساس فيها وكان سموه يضع بنفسه هذه السياسات مؤكدا على الالتزام الثقافي والفكري العربي والإسلامي وان يكون للإسلام رسالة وشخصية مميزة بعيدا عن الغث. وقال محمد ذياب الموسى إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أشرف بنفسه، ليس على السياسات فقط، ولكنه شارك أيضا في وضع الخطط البرامجية، بل وشارك في الإعداد والإخراج والديكور أحيانا. وأضاف الموسى قائلاً إن سموه كان ولا يزال يتابع بنفسه يوميا ما يبث ويبدي ملاحظاته سلبا او إيجابا على ذلك. المسرح ثم قدم الدكتور أحمد الزعبي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الإمارات ورقة عمل ثالثة بعنوان “تناصات التراث في مسرح سلطان القاسمي، وقال ان مسرحة التاريخ أسلوب شائع معروف منذ ايام الإغريق مرورا بشكسبير وعمالقة المسرح الفرنسي وصولا الى رواد المسرح العربي، حيث أن المسرحية التاريخية تخضع للحقائق وتقدم مادتها في إطار رؤية تفسيرية للتاريخ. واكد أن مسرحية “القضية” لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي تندرج في إطار هذا الأسلوب الذي يقدم التاريخ ويعيد تفسيره بشكل درامي في تشخيص مؤثر يحمل في ثناياه قضية معاصرة من خلال أقنعة التاريخ التي يرتديها ويظهر بها. وقال إننا نجد ان سموه حين يختار الأندلس قناعا تاريخيا لمسرحيته فإنه بذلك يلمس جرحا نازفا في جسد الأمة منذ مئات السنين، كما يطرح قضية مهمة وخطيرة عايشها عن قرب وعمق، وهي قضية غيرت وجه الحضارة الإنسانية عامة والعربية الاإسلامية خاصة؛ اذ لولا سقوط الأندلس لكان العالم المعاصر غير هذا الذي نراه الآن . واستعرض الدكتور الزعبي المسرحية مشيرا الى أقنعة التاريخ التي وردت بها وهي أقنعة الثورة، والبطولة، والقناع الثوري الشاهد على التاريخ، وصاحب القضية، والقناع الثوري ليوسف بن تاشفين، والقناع الثوري لسيدة البشرات التي توقف عندها متحدثا عن دلالاتها. ثم تطرق الزعبي الى أقنعة الخيانة والاستسلام التي تناولتها مسرحية القضية وهي أقنعة ملوك الطوائف وأقنعة الوزراء والوجهاء والعملاء وأقنعة أبي عبد الله الصغير وحاشيته. واشار الدكتور الزعبي الى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي أراد ان تكون نهاية مسرحية القضية مفتوحة على حلم يجب العمل على تحقيقه وهو حلم العودة ولكن هذا الحلم لكي يتحقق لا بد من إطالة النظر الى مشاهد القتل والقمع والفناء التي سبقت هذا الحلم ولذلك جاءت اللوحة الأخيرة بالمسرحية لترسم ثنائية البقاء والفناء، او الموت والحياة، لتختار الأمة العربية طريقها ومصيرها. وخلص الى ان المسرحية خط ثوري مخلص حاسم طرحته وحضت عليه قبل فوات الأوان مشددا على ان إبداع سموه جاء من كونه مؤرخا متميزاً ركز على مسرحة التاريخ في رسالة الى العصر والأمة، داعياً إلى الاستمساك بالأمل المتسارع في إيقاظ أمة نائمة. خطة ثقافية واختتمت الجلسة المسائية بورقة عمل رابعة بعنوان “سلطان القاسمي.. رؤية ثقافية شاملة” قدمها احمد زكريا المترجم والباحث الثقافي وقال فيها إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي رجل مبدع استثنائي، شكل ولا يزال، مدرسة ثقافية عالمية. وأضاف أن بؤرة الثقافة بدأت تتبلور في فكر سموه منذ عام 1979 فوضع لنفسه ووطنه وأمته خطة ثقافية استمرت ثلاثين عاما وأشرف على تنفيذها وإنجاحها. وأضاف أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أضاف الى محاور الثقافة العالمية البعدين التربوي والديني، مشيراً إلى أننا لو ذهبنا الى محركات البحث الأجنبية، وحتى العربية منها، إلى وقت غير بعيد وبحثنا على كلمة ثقافة لوجدنا حقولاً منها الرسم والفنون وغير ذلك، لكن سموه أضاف من خلال ما كتب وقدم وفكر محوري التربية والدين إلى المكونات الرئيسة للثقافة بمفهومها الشامل. وأشار زكريا الى ان رؤية سموه للثقافة لم تأخذ حقها في البحث بشكل منهجي داعيا الى ما سماها “الدراسة المقارنة لأعمال سموه” لكي تتضح أبعاد فكره وثمار رؤيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©