أحمد سعيد، رويترز (عواصم)- هدد وزير النفط الإيراني رستم قاسمي أمس الدول الأوروبية بمقاطعة اقتصادية إذا نفذت عقوباتها النفطية على بلاده والتي يبدأ سريانها اليوم، في حين انتقد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي مجموعة دول (5+1) التي تتفاوض بشأن برنامج إيران النووي، مؤكدا أنها ليست”جادة بما يكفي” في محاولاتها لحل مواجهة متصاعدة مع بلاده.
وقال قاسمي أمس “في حال تنفيذ الدول الأوروبية للعقوبات النفطية على إيران، فإن إيران ستقوم بخطوات مماثلة تتمثل بقطع استيراد الاحتياجات الصناعية الأوروبية”. وأضاف للصحفيين أن الحكومة وضعت برنامجا خاصا وسيتم الإعلان عن فقراته في الوقت المناسب”.
وكان رئيس منظمة الرقابة الإيراني جمشيد بزوبان حذر من تداعيات الحصار الأوروبي على بلاده. وقال إن “خط الفقر ارتفع في إيران لأن، المعدل الجديد لتعيين خط الفقر هو حقوق أية عائلة التي تتقاضاها شهريا (946 ألف تومان)، وذلك يعني أن العائلة واقعة تحت خط الفقر، ومعظم العوائل الإيرانية تتقاضي أقل من ذلك”.
وكانت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد قد اتخذت خطوات حاسمة للرد على الحظر النفطي الأوروبي الذي يبدأ سريانه اليوم. وبحسب المصادر الإيرانية فإن “طهران ستقوم بإلغاء التعامل التجاري الدولي بقيمة الدولار واليورو وستضع عملة الروبية والريال والين كبديل لهما”.
وأضافت المصادر أن طهران ستزود السفن الناقلة لنفطها ببطاقات ائتمان تعود لمنظمة التأمين الاجتماعي، بعد رفض الاتحاد الأوروبي منح أصحاب السفن بطاقات الضمانات الدولية. وذكرت أن الخطوة الثالثة ستكون بقيام إيران بملء المخازن العائدة لها في المنطقة بكميات كبيرة من النفط خوفا من حصول مواجهات عسكرية أو إغلاق مضيق هرمز.
وهدد أكثر من قائد عسكري إيراني بأن القوات البحرية الإيرانية ستقوم بإغلاق مضيق هرمز في حال تنفيذ الدول الأوروبية لحصارها النفطي علي إيران.
وفي شأن متصل انتقد سفير إيران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي القوى الغربية وقال إنها “ليست جادة بما يكفي في حل” الأزمة النووية الإيرانية. وقال في بيان للصحفيين “من الواضح بالنسبة لنا أن بعض أعضاء الدول الست ليسوا صرحاء وجادين بما يكفي لإيجاد حل، إذا لم تسر المحادثات كما ينبغي فإننا مقبلون على مواجهة أخرى”.
وأضاف خزاعي أن “الولايات المتحدة وبعض الأوروبيين قالوا إنهم سيزيدون ضغوطهم وعقوباتهم ضدنا وهذا يشير إلى عدم استعدادهم للمشاركة معنا في حوار هادف”. وجدد إصرار بلده على تخفيف العقوبات والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم وهما شرطان لم تقبلهما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأكد خزاعي تصريحات كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي التي وردت في رسالة بعث بها إلى منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ضد إقرار “إجراءات غير بناءة” وهي إشارة واضحة لعقوبات جديدة تضر بالمفاوضات بشأن برنامج طهران النووي.
وعززت طهران استعداداتها العسكرية تحسبا لحصول مواجهة إيرانية- أميركية في مضيق هرمز الذي كانت هددت بإغلاقه. وأعلن قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري عن تزويد القوات البحرية بمجموعة من الغواصات والطوافات في القريب العاجل.
عدد اليوم
