الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ضغوط شبابية وسياسية تؤجل لقاء عباس وموفاز

ضغوط شبابية وسياسية تؤجل لقاء عباس وموفاز
1 يوليو 2012
(غزة، رام الله) - أعلن مسؤولون فلسطينيون أمس تأجيل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والنائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز المقرر عقده اليوم الأحد في رام الله إلى موعد غير مسمى لأسباب مختلفة أبرزها ضغوط شبابية وسياسية فلسطينية. وقال مستشار عباس السياسي نمر حماد إنه تم تأجيل اللقاء بسبب ارتباطات طارئة في المواعيد الرسمية لعباس وانشغالاته السياسية وتجري اتصالات لتحديد موعده الجديد. لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف قال “إن اللقاء تأجل بحكم أن موفاز لن يحمل شيئاً جديداً أو خطة سياسية يمتلكها، حسب حزب كاديما (بزعامته) المشارك في الحكومة الإسرائيلية التي اختارت الاستيطان وتهويد القدس ضد الشعب الفلسطيني”. وأضاف “لم يكن اللقاء سيسفر عنه أي شيء جدي، لذلك عندما يتحدث (موفاز) عن القدس عاصمة لإسرائيل وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين والدولة ذات الحدود الجزئية، فهناك معارضة فصائلية حزبية شعبية لهذا اللقاء لعدم عقده وهو ما حصل”. وقال القيادي الفلسطيني حسن عصفور “إن السبب الوحيد لتأجيل اللقاء، ولا سبب غيره، هو حراك شبابي”. وقد تظاهر العشرات من الشبان وسط رام الله عصر أمس، مطالبين بإلغاء اللقاء، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ومنعتهم قوات الأمن الفلسطينية من التوجه الى مقر الرئاسة الفلسطينية، واعتدت على عدد منهم بالضرب. وهتف المتظاهرون “يا للعار يا للعار، موفاز صار من أهل الدار” و”يسقط، يسقط التنسيق الأمني”. كما رفعوا لافتات عليها عبارات “عالتفاوض ثورة عاللقاء ثورة عالتنسيق ثورة” و”عار على يدي إذا صافحت يداً طوحت باعناق شعبنا” و”الحياة مقاومة وليست مفاوضات.” وأوضحت مصادر فلسطينية مطلعة أن عباس طلب من مساعديه تبليغ الجانب الإسرائيلي برفضه لقاءه موفاز احتجاجاً على طرح حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأول عطاءات لبناء 171 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين اليهود في القدس الشرقية المحتلة. وأكدت أن ضغط الحركات الشبابية والفصائل الفلسطينية الرافضة للقاء شكل العقبة الأساسية أمام إتمامه، موضحة أن الفصائل كافة، بما فيها حركة “فتح” بزعامة عباس، أرسلت رسائل إلى مكتب الرئيس الفلسطينية تطالبه فيها برفض لقاء موفاز. وذكرت أن عباس نفسه غير مقتنع بلقاء موفاز، إلا أنه يُريد إقناع الرأي العام الدولي بأنه لا يرفض أي لقاء سياسي من أجل إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المجمدة بسبب الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. إلى ذلك، أطلع عباس مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري مساء أمس الأول رام الله، على العقبات أمام مفاوضات السلام ومن أهمها عدم التزام إسرائيل بالمرجعيات الدولية للعملية السلمية ورفضها وقف الاستيطان. وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن اللجنة قررت، خلال اجتماع برئاسة عباس عقدته في رام الله أمس، دعوة مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة موضوع الاستيطان. وقال في بيان تلاه بعد الاجتماع “قررنا بدء الاتصالات مع كافة الكتل الدولية لاتخاذ قرار من مجلس الأمن ضد الاستيطان وبوقفه”. وأضاف “لقد تم تخصيص الاجتماع لموضوع الاستيطان والمصالحة (الوطنية الفلسطينية) في ضوء ازدياد النشاطات الاستيطانية ومصادرة الأراضي وتهجير السكان، بما يؤكد خطورة مخططات الحكومة الإسرائيلية لتقويض حل الدولتين ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وتطويق القدس الشرقية وعزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية”. وتابع “إن الوضع الراهن على الأرض يؤكد دخولنا مرحلة الخطر الحقيقي على كل المشروع الوطني والحل السياسي القائم على خيار الدولتين، ما يستوجب على المجتمع الدولي أن يتدخل الآن وبقوة لأن الحالة الراهنة غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي”. وذكر عبد ربه أن اللجنة قررت أيضاً “الدعوة إلى عقد لقاء وطني سريع يضم الهيئات القيادية للمنظمة وشخصيات وطنية فاعلة من أجل بحث الخيارات الوطنية في المرحلة المقبلة على ضوء الوضع الراهن من استيطان وتهويد واحتلال، ما يهدد مشروعنا للاستقلال الوطني بأكمله”. وأكدت تمسكها بخطة المصالحة وحذرت من “أي تعطيل أو مماطلة في هذا الشأن أو التعامل بطريقة انتقائية معه”. مؤكدة أن “وحدة الوطن وإنهاء الانقسام هدف يسمو على كل الاعتبارات”. كما دعت جميع الدول العربية إلى المساهمة العاجلة في حل الأزمة المالية الشديدة التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية، قائلة: “إن الحالة المالية الراهنة للسلطة أصعب من أي ظروف سابقة وتتطلب التدخل السريع لمعالجة هذا الوضع لأن السلطة تعجز الآن وعلى أبواب شهر رمضان المبارك عن سداد الرواتب واستحقاقات مالية ضرورية وعاجلة لمؤسسات اقتصادية أخرى”. وحذرت من أن الانهيار المالي للسلطة الفلسطينية “يمكن أن يهدد الأمن الاجتماعي والوطني ويقود إلى انعكاسات داخلية وإقليمية سلبية وخطيرة”. وأكد وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أن القيادة الفلسطينية تعتبر تحرير الأسرى أولوية خاصة في أعلى سلم جدول أعمالها خلال مختلف اللقاءات الدولية لأنه لن يتحقق سلام ولن يوقع أي اتفاق ما دام هناك أسير خلف القضبان. وقال: “نحن كشعب فلسطيني ليس لدينا ما نخسره سوى القيد الذي سينكسر بإرادة وصمود وتضحيات أبطالنا الذين سيتحررون من السجون كما تحرر الآلاف سابقاً، لذلك يستمر الرئيس عباس في جهوده واتصالاته واستثمار كل لحظة لعودة مناضلي الحرية واجتماع شملهم مع أسرهم وذويهم”. ميدانياً، ذكر مدير “مركز معلومات وادي حلوة” في القدس الشرقية جواد صيام أن العشرات من اليهود المتطرفين قطعوا أشجاراً برية في منقطة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك التي يدعون أنها منطقة مطاهر “الهيكل اليهودي” المزعوم. وأضاف أنهم قاموا خلال ذلك باستفزاز الأهالي والمارة. من جانب آخر، قال شهود عيان إن مسلحين فلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا الليلة قبل الماضية قذيفة مدفعية على برج مراقبة عسكري إسرائيلي شرق بلدة جُحر الديك جنوب شرق مدينة غزة أسفر انفجارها عن اندلاع حريق كبير التهم الموقع والأحراش في المنطقة المحيطة به على مساحة كيلومترين مربعين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©