الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القميش يصنع بيوتاً من سعف النخيل بلمسات إبداعية

القميش يصنع بيوتاً من سعف النخيل بلمسات إبداعية
2 فبراير 2010 21:32
وسط زحمة شارع السيف وأهازيج الفرح والألعاب النارية التي يطلقها مهرجان دبي للتسوق يظل المواطن علي خليل القميش منهمكا في عمله لاستكمال بيته الصغير الذي يعمل على صنعه من سعف النخيل على قواعد خشبية، ويتألف من سعف النخل وأوراقه وعيدانه وحتى الحبال التي يعقد بها العيدان بعضها إلى بعض استخرجها من ليف النخيل. كل ما يمس يدي هذا الحرفي من مواد أولية لصناعة المنازل القديمة هي من النخيل، وكأن هذا الماهر حول النخلة لمنزل ولكنه شكلها كما يرغب لتؤويه من حر الصيف وبرد الشتاء، عبر سنواته السبعين صنع القميش آلاف المنازل باتقان ومهارة، منذ سنواته الست الأولى بدأ بمعاونة من والده بتعلم قص سعف النخل وتجريدها من الأوراق وضمها إلى بعضها وربطها بالحبال ليكون بذلك جدران المنزل وأسقفه. يقول القميش”منذ كنت صغيرا أعمل في هذه المهنة وعندما كان عمري عشر سنوات كنت مسؤولا عن ورشة نجارة، ومنذ تلك الأيام وأنا أعمل في هذه المهنة وقد صنعت آلاف المنازل المكونة من النخيل طيلة حياتي، وما زلت أصنع منها للعرض في مراكز التراث رغم شحّها”. ويتابع” عمل المنزل يعتمد على النخيل 100%، هذه المنازل هي البيوت الإماراتية القديمة التي ظلت موجودة لغاية الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فآلية عمل البيوت تبدأ بعمل القواعد الأساسية للمنزل من الأخشاب والتي تثبت بالأرض بالمسامير والربط” وقال “نبدأ قبل كل شيء بتجهيز أعواد السعف وقشرها ورصها إلى بعض وربطها بحبل مصنوع من ليف النخيل وتثبت السعفات المربوطات مع بعضها إلى القوائم الثابتة بالأرض”. وأشار إلى أن من يملك عشر نخلات في السابق كان باستطاعته أن يكتفي ذاتيا.. يأكل من ثمارها ويصنع بيته من سعفها ومن نواتها يصنع القهوة ويطعم حيواناته، منوها إلى أن كل شيء في النخلة يمكن استثماره لما يفيد الإنسان وحيواناته. وقال “بإمكاننا صنع قرية كاملة من النخيل وهي بيوت قوية تقي الحر والمطر والبرد والرياح.. هذه البيوت الوحيدة التي كانت موجودة في إمارات الدولة عبر عشرات السنين. وقال إنه في الخمسينيات والستينيات لم يكن لدينا غير هذه المساكن ولكن الآن كل شيء يبدو مختلفا، موضحا أن منزلا كاملا أو خيمة يقدر طولها بعشرة أمتار وعرضها ستة أمتار لا تكلف سوى 200 درهم في سبعينيات القرن الماضي، أما الآن فتكلف ما يقارب 10 آلاف درهم تقريبا، شاملة أجرة اليد ومواد الصنع. وعن مشاركته في فعاليات مهرجان دبي للتسوق قال: “نحاول عبر هذا المهرجان تعريف الناس بتراثنا وبطبيعة حياتنا القديمة وكيف كنا نعتمد على أنفسنا في كل شيء دون حاجة لأحد وكيف كنا نستثمر كل ما حولنا باتقان وبساطة وفهم عميق للحياة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©