الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ديلما روسف... الأوفر حظاً لخلافة «دا سيلفا»

2 أكتوبر 2010 22:19
الرئيس لويس إنياسيو لولا دا سيلفا، الذي وصفه أوباما ذات يوم بأنه "أكثر سياسي شعبية على وجه الأرض"، لا يمكن أن يسعى وراء ولاية رئاسية جديدة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة. غير أن المرء لن يعرف ذلك من خلال ظهوره الدائم في التجمعات الانتخابية وإعلانات تلفزيونية ناجحة من 10 دقائق قبل انتخابات يوم الأحد الرئاسية. وبمعدل يبلغ 80 في المئة من التأييد الشعبي بعد ثماني سنوات في الرئاسة، يحرص النقابي السابق الذي ينضح بالكاريزما، على التواجد في كل مكان، ضامناً الفوز تقريباً لـ"ديلما روسف"، التي انتقاها لخلافته. وبفضل وجود الرجل الذي يُعرف فقط بـ"لولا" إلى جانبها، تتقدم "روسف" اليوم على أقرب منافسيها بـ20 نقطة وتستعد لتصبح أولَ امرأة ترأس البلاد، حيث توقع بعض المحللين السياسيين أن تفوز بالجولة الأولى من الانتخابات بـ50 في المئة اللازمة لتجنب جولة جديدة. وتقول "ماريا فريرا دوس سانتوس"، 38 عاماً، بتجمع انتخابي لـ"روسف" في أحد أحياء البرازيل الفقيرة: "ينحدر لولا من عائلة فقيرة. أما بخصوص "ديلما"، فلا أعرف شيئاً. ولكن الأرجح أنه اختار شخصاً يعلم أنه سيقف إلى جانب الفقراء لأن الرئيس البرازيلي نفسه يقف إلى جانب الفقراء". أما بالنسبة للبرازيليين الذين يعرفون شيئاً عنها، فإن "روسف" هي فقط "المرأة الحديدية"؛ لكن الرئيسة المقبلة المحتملة لثامن أكبر اقتصاد عالمي، التي تعرف بقوة إرادتها وجديتها، تفتقر على ما يبدو للمسة التي تميز شعبوي يسار الوسط، والتي يتميز بها "لولا". فقد نشأت "روسف"، وهي ابنة مهاجر ومعلم بلغاري، في عائلة من الطبقة الوسطى في جنوب شرق البرازيل، وقد اتجهت نحو السياسة الراديكالية في الستينيات، عندما كان البلد خاضعا لحكم ديكتاتورية عسكرية. ولأنها كانت زعيمة خلية في ميليشيا حضرية، فإنها اعتُبرت صيداً كبيراً عندما تعقبها عملاء أمنيون في إحدى حانات "ساو باولو" في السبعينيات. وقام جلادوها بتعذيبها بواسطة الصدمات الكهربائية بعد أن علَّقوها على قضيب معدني رأسها إلى الأسفل وقدماها إلى الأعلى. وعقب إطلاق سراحها بعد ثلاث سنوات تقريباً، استأنفت "روسف" دراسة علوم الاقتصاد، والتي كانت قد علَّقتها خلال انخراطها في الأنشطة التخريبية. وبحلول منتصف الثمانينيات، وبينما كانت الديكتاتورية تتراجع لصالح الديمقراطية في البرازيل، بدأت تدير مالية مدينة بورتو أليجري الواقعة جنوب البلاد. وبعد التحاقها بحزب "لولا"، "حزب العمال"، اختيرت لإدارة وزارة الطاقة. وفي 2005، وبعد أن أطاحت فضيحة فساد بخوسي ديرسو، أصبحت رئيسة موظفي إدارة "لولا". ومن موقعها القوي ذاك، ساعدت الرئيس في الإشراف على جهود بمليارات الدولارات من أجل النهوض بالبنى التحتية وتنفيذ برامج تحظى بتأييد شعبي لمحاربة الفقر. وفي هذا الإطار يقول "ديفيد فليشر"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برازيليا: "إنها تتصف بالكفاءة، وتعين الأشخاص المناسبين، وتعرف كيف تفوض المهام"، مضيفاً "كما أنها تعتبر مديرة مشاريع تمسك سوطاً في يديها". كانت تلك هي الصورة التي لدى العديد من البرازيليين عنها، على ما يبدو. وهكذا، فعندما وقع اختيار "لولا" عليها لتخلفه، كانت "روسف" مستعدة لتغيير في الشكل؛ حيث قام أحد الجراحين المشهورين المتخصصين بجراحة التجميل باستبدال نظاراتها الطبية الثقيلة بعدسات لاصقة؛ وأصبحت ترتدي اليوم بذلات تواكب الموضة ومفعمة بالألوان، بدلاً من بذلات أحادية اللون. كما ساعدها خبراء في الخطابات على تخفيف اللكنة التي اكتسبتها أثناء عملها في أقصى جنوب البلاد، وهي منطقة غنية تبعد كثيرا عن الشمال الشرقي للبلاد حيث نشأ "لولا"، كما يقول فليشر. وخلال الأسابيع الأخيرة، سجلت "روسف" نقاطاً بسرعة على حساب منافسها خوسيه سيرا، وهو عضو الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" في البرازيل وحاكم سابق لـ"ساو باولو"، والذي يأتي متأخراً عنها في استطلاعات الرأي. ويقول محللون إن ترشحها يستفيد من معدل التضخم المنخفض في البلاد، إضافة إلى النمو الاقتصادي القوي والسياسات الاجتماعية التي أدخلت 30 مليون برازيلي إلى الطبقة الوسطى. وفي هذا الإطار، أشادت "روسف"، خلال مناظرة نُظمت مؤخراً، بقدرة الحكومة على الإشراف على النمو الاقتصادي بموازاة مع تحقيق "تحسن استثنائي" في جودة الحياة، وقالت متعهدة "سأواصل تلك العملية". ويبدو أن الحظ سيبتسم لـ"روسف"؛ ذلك أن الكشف عن مخطط لاستعمال النفوذ تورط فيه "إرينيسي جيرا"، الذي خلفها كرئيس لموظفي إدارة "لولا" لم يفد "سيرا" كثيراً، رغم سعيه الحثيث إلى ربط "روسف" بالفضيحة. كما يرى "باولو زوتشي"، وهو عضو قديم في حزب "العمال" وصحافي سياسي، أن "لدى ديلما صعوبة في التواصل المباشر مع الناخبين، غير أن ذلك لم يشكل مشكلة كبيرة في نهاية المطاف". والواقع أن النتيجة تبدو واضحة في مناطق من "ساو باولو" تُظهر مؤشرات على التقدم، مثل حي "بارسوبوليس" الفقير، حيث يتحدث الكثير من السكان عن تقدم في حياتهم. ومؤخرا، عندما دخلت "روسف" مركزاً اجتماعياً خلال زيارة ضمن حملتها الانتخابية، شق "سيرجيو بزيرا دي ليما" طريقه بين الحشود للحصول على رؤية أفضل. وقال "ليما"، وهو سائق في الثانية والخمسين من عمره، إنه لم يكن يعرف الكثير حول "روسف" قبل أن تبدأ حملتها الانتخابية مع رئيسها السابق، مضيفا "إن ديلما ستصبح رئيسة عظيمة، تماما مثل لولا". خوان فوريرو - ساو باولو ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©