الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة «الزيتونة» في أميركا!

2 أكتوبر 2010 22:20
تصف الكتب الدينية السماوية ثمرة الزيتون بأنها ثمرة مباركة بسبب فوائدها العديدة، وتعتبر شجرة الزيتون عموماً رمزاً للنقاء والنور. ولذا فمن المناسب جدّاً أن تحمل أول كلية إسلامية في الولايات المتحدة، تعبق بالنور والمعرفة والقيادية، اسم كلية الزيتونة. ولاشك أن مجرد وجود مثل هذه الكلية في أميركا ينفي ذلك الانطباع العام بأن الثقافة الإسلامية ثقافة شرقية بشكل حصري، ووافدة على أميركا والغرب. وبدلاً من ذلك تؤكد هذه الكلية أن في إمكان المسلمين أن يكونوا أميركيين أصليين، وأنهم يستطيعون المساهمة في تقدم الأمة الاجتماعي والسياسي والثقافي العام. ولا حاجة للتذكير بأن التعليم لعب على الدوام دوراً أساسيّاً في الحد من التوترات العرقية والدينية وتشجيع التسامح في الولايات المتحدة. وفي السابق تعرضت مجموعات عديدة من المهاجرين الذين أتوا إلى أميركا بحثاً عن الحرية، للتمييز والتفرقة لدى وصولهم، وقد نجحت الجماعات الدينية على مر الأجيال في استخدام التعليم لاحتواء مختلف التوترات، لتصبح قوى حيوية في النسيج الاجتماعي الأميركي. وقد مهدت جامعات مثل "برانديز" و"نوتردام" الطريق لترسيخ الهويات اليهودية والكاثوليكية داخل نسيج تيار المجتمع الأميركي الرئيس. وقد تأسست جامعة "نوتردام" عام 1842 كمشروع بقيادة القس إدوارد سورين، في سنوات ذروة الهجرة الكاثوليكية من أوروبا. وبعد ذلك أصبحت جامعة "برانديز" في ولاية ماساتشوسيتس أول جامعة غير طائفية -وإن كانت برعاية يهودية- وقد فتحت أبوابها عام 1948. وتجمع هاتان الجامعتان اليوم، وكثيرات غيرهما، بين أحدث المناهج الأكاديمية والرؤى الملهمة دينيّاً، بهدف تشجيع القيم العالمية الجامعة لمختلف الثقافات والأديان مثل العدالة الاجتماعية، وتفتحان أبوابهما لكافة الطلبة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية. وفي المقابل تسعى كلية الزيتونة إلى تشجيع الرؤية نفسها وتحفيزها لدى طلبتها الذين ترحب بهم من كافة التقاليد الدينية. كما تسعى إلى استنباط المبادئ من القرآن الكريم، ومن آثار واجتهادات بعض كبار علماء المسلمين مثل الإمام البخاري والإمام الغزالي وغيرهما. وتحمل الزيتونة باعتبارها كلية أميركية إسلامية مسؤولية مضاعفة في جهود دحض الصور النمطية عن الإسلام. وفي مواجهة مناخ الرهاب المتزايد من الإسلام والصور الخاطئة المتفشية عن الإسلام كعقيدة، فستأخذ كلية الزيتونة مكانها في مقدمة الحوار العام لمجابهة هذا التحدي على كافة المستويات، وعبر الأديان والمجتمعات. وستعمل كلية الزيتونة على تقديم معتقدات الإسلام وممارساته إلى الجمهور الأميركي الواسع، وستشكل مصدراً بديلاً عن كافة أشكال التشويه والتصوير الأحادي البعد. وسيتم تحقيق هذا من خلال مجموعة كبيرة من المقالات والوسائط المتعددة المتوفرة على موقع الكلية حول مواضيع مثل الحج والتعايش والقيادة في الإسلام. ويسمح الموقع كذلك لمن يتابعه بأن يطلب محاضرين من بين هيئة الكلية التدريسية. ولحسن الحظ أن كلية الزيتونة تملك كافة السبل لتصبح مركزاً مؤثراً لفهم الفكر الإسلامي وممارسته من خلال هيئتها التدريسية البارزة عالميّاً، بمن فيهم الشيخ حمزة يوسف المؤسس المشارك للكلية والمستشار لمنظمة "الأمة الواحدة" (One Nation)، وهي مبادرة وطنية تشجع فرص العمل والمساواة والتعليم للجميع، وكذلك الإمام زيد شاكر الذي يشرف على "التوجهات الإسلامية الحديثة"، وهي منظمة مكرسة لتقديم فهم متوازن للإسلام، وذلك من خلال دراسة العلوم الاجتماعية إلى جانب اللغة العربية والشريعة الإسلامية والعلوم الإسلامية. ويمكن أيضاً لخريجي كلية الزيتونة أن يخدموا الجالية الأميركية المسلمة بأن يصبحوا أئمة مرخصين، يتعاملون مع قضايا مثل حقوق المرأة وعمل الشباب الناشطين في مجتمعاتهم المحلية الإسلامية. شازيا كمال ناشطة اجتماعية في لوس أنجلوس ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©