القاهرة (الاتحاد) - تقدم الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة باستقالته إلى رئيس الوزراء هشام قنديل أمس اعتراضا على أحداث العنف التي شهدها محيط جامعة القاهرة مساء أمس الأول وتضامنا مع الأبرياء الذين سقطوا.
وقال عبد الرحمن، في خطاب وجهه إلى قنديل، “اسمحوا لي أن أعبر عن أسفي لأحداث العنف والقتل التي شهدها محيط جامعة القاهرة خلال اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للنظام ، وأمام هذا المشهد الرهيب الذي نتج عن عدم اتخاذ موقف وطني يمنع حقن الدماء ، أرجو أن تقبلوا استقالتي من منصبي محافظاً للجيزة تضامناً مع الأبرياء الذين سقطوا في محيط جامعة القاهرة”.
وفي الإطار نفسه، ارتفع عدد النواب المستقيلين من مجلس الشوري المصري إلى 30 نائبا، بعد أن أرسل الأزهر خطابا رسميا إلى المجلس باستقالة 3 من ممثلي الأزهر في المجلس، وهم الدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر لشؤون التعليم، والدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، وعبد الهادي القصبي بالإضافة إلى النائبين أيمن هيبة، وعبد الشكور عبد المجيد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “المصري الديمقراطي” اللذين تقدما باستقالتهما أيضا إلى رئيس المجلس.
وأوضح الدكتور عبد الدايم نصير مستشار شيخ الأزهر أن خطاب الرئيس محمد مرسي مساء أمس الأول فتح أبوابا تؤدي إلى تقاتل أبناء الوطن وتزامنا مع الاتهامات المثارة على الساحة للمصريين في عقائدهم وأديانهم واللعب بسلاح التخوين ورمي الناس في وطنيتهم وإخلاصهم.
على صعيد آخر، أعلن عشرات الدبلوماسيين المصريين إضرابهم عن العمل في ديوان عام وزارة الخارجية بالقاهرة والبعثات المصرية بالخارج باستثناء الأعمال القنصلية التي تخص قضاء مصالح المواطنين المصريين وما يتعلق بحماية المصالح الوطنية لمصر، وذلك لحين تلبية مطالب الشعب المصري. وأكد 94 دبلوماسيا في بيان أمس “انه في ضوء الأحداث والتطورات الجارية والتي أسفرت حتى الآن عن عشرات الشهداء، وفي ظل تجاهل الرئاسة لمطالب الشعب المصري المحتشد بالملايين في الشوارع منذ 30 يونيو الماضي ، إدانتهم الشديدة لإراقة الدماء من أي طرف، ويجددون دعمهم للشعب في مطالبه العادلة والمشروعة، خاصة أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يتنافى مع التجارب في دول أخرى حول العالم لها تاريخ طويل في الممارسة الديمقراطية”.
وأضاف البيان: “ وبعد رد الرئاسة المتمثل في خطاب الرئيس محمد مرسي مساء أول أمس والذي لا يقدم أي جديد ويؤجج العنف وينذر بمزيد من تدهور الأوضاع في البلاد، يعلن الموقعون أدناه عن الإضراب عن العمل في ديوان عام وزارة الخارجية والبعثات المصرية بالخارج باستثناء الأعمال القنصلية التي تخص قضاء مصالح المصريين وما يتعلق بحماية المصالح الوطنية لمصر، وذلك لحين تلبية مطالب الشعب المصري العظيم الذي نتشرف بتمثيله”.
تضم قائمة الـ 94 دبلوماسيا الذين وقعوا على البيان سفيرين على المعاش, والعديد من السفراء الحاليين والمستشارين والملحقين الدبلوماسيين ودبلوماسيين على درجة سكرتير أول وسكرتير ثان وسكرتير ثالث.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري “المستقيل” محمد كامل عمرو أن الخارجية بتاريخها الطويل وتقاليدها العريقة لا يمكن إلا أن تعمل لمصلحة الوطن باعتبارها خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومي وصيانة المصالح الوطنية لمصر ورعاية أبنائها المقيمين في الخارج.
وقال عمرو، في اجتماع موسع مع كافة الدبلوماسيين بالوزارة استجابة لرغبتهم في ضوء التطورات التي تمر بها البلاد، إن الوزارة التزمت بالطابع الاحترافي والمهني دائماً، مؤكداً على تماسكها في اللحظات التاريخية الحرجة التي مرت بها البلاد وبصفة خاصة على مدار العامين الماضيين اللذين شهدت مصر خلالهما تغييرات سياسية غير مسبوقة على مدار تاريخها الطويل، وهو ما يؤكد التقاليد الراسخة لهذه المؤسسة العريقة وأبنائها العاملين في الداخل والخارج.
وأوضح أن الخارجية ستظل على عهدها وفية للوطن ولشعب مصر من خلال الاستمرار على نهجها في الدفاع الدائم عن مصالح الوطن العليا وأمنه القومي، وأن أبناءها لن يقصروا أبداً في أداء هذه المهمة المقدسة أيا كانت التحديات.
عدد اليوم
