الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبرة «الفراعنة» تتحدى طموحات «الخيول»

خبرة «الفراعنة» تتحدى طموحات «الخيول»
31 يناير 2017 20:24
ليبرفيل (د ب أ) بعد مرور 72 ساعة فقط على انتصاره التاريخي على نظيره المغربي في دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية، يتطلع المنتخب المصري للاقتراب خطوة أخرى نحو تحقيق حلمه في التتويج بلقبه القاري الثامن، حينما يواجه منتخب بوركينا فاسو في الدور قبل النهائي للمسابقة اليوم. ورغم غيابه عن البطولة في النسخ الثلاث الماضية، وتوقع الكثير من محبيه خروجه مبكراً قبل انطلاق النسخة الحالية للمسابقة المقامة في الجابون، خالف منتخب مصر كل التوقعات بعدما شق طريقه بنجاح نحو التأهل إلى المربع الذهبي، بحثا عن مزيد من الألقاب تضاف إلى سجله الحافل في أمم أفريقيا. وتربع المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، على صدارة المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة برصيد 7 نقاط، عقب تعادله مع مالي بدون أهداف، وفوزه على كل من أوغندا وغانا 1/‏‏ صفر، قبل أن يحقق فوزه الأول على منتخب المغرب منذ 31 عاماً بهدف نظيف حمل توقيع نجمه محمود عبدالمنعم «كهربا» يوم الأحد الماضي، ليضمن مقعداً في الدور قبل النهائي. ويسعى منتخب مصر، الذي يمتلك رقماً قياسياً آخر بحفاظه على سجله خالياً من الهزائم خلال 23 مباراة متتالية في البطولة، للمضي قدماً في المسابقة ومواصلة تفوقه على منتخب بوركينا فاسو الذي تغلب عليه في مواجهتيهما السابقتين بالبطولة. وفاز المنتخب المصري «الفراعنة» على نظيره البوركيني 2/‏‏ صفر في الدور قبل النهائي لنسخة بطولة 1998 ببوركينا فاسو ، قبل أن يتغلب عليه 4/‏‏ 2 في النسخة التالية التي استضافتها نيجيريا وغانا عام 2000. ومن المؤكد ألا يجري الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر تغييرا في تفكيره الخططي خلال اللقاء والذي يرتكز على التأمين الدفاعي في المقام الأول مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، بعدما أجاد اللاعبون تطبيقها خلال المباريات الماضية، رغم تحفظ البعض على تلك الطريقة التي أفقدت الفريق المتعة في الأداء. ويواجه منتخب مصر أزمة حقيقية قبل المباراة بعدما واصلت لعنة الإصابات مطاردة لاعبيه بانضمام المهاجم مروان محسن إلى قائمة المصابين التي تضم الظهير الأيسر محمد عبدالشافي ولاعب الوسط المدافع محمد النني والحارس أحمد الشناوي، حيث تأكد غيابهم جميعا عن المواجهة المرتقبة. وربما يدفع كوبر بعمر جابر للعب بجوار طارق حامد في مركز لاعب الوسط المدافع، فيما سينتقل أحمد فتحي للعب كظهير أيسر، على أن يستمر أحمد المحمدي في مركز الظهير الأيمن ومحمود كهربا في خط الهجوم، لتعويض تلك الغيابات المؤثرة. كما سيعول المدرب الأرجنتيني في المباراة على الحارس المخضرم عصام الحضري وأمامه علي جبر وأحمد حجازي كقلبي دفاع، بالإضافة إلى الثلاثي الهجومي المكون من محمد صلاح وعبدالله السعيد ومحمود حسن «تريزيجيه». وستكون الفرصة مواتية أمام لاعبي المنتخب المصري لإبراز مهاراتهم في المباراة التي ستقام بملعب «دانجوندجي» بالعاصمة الجابونية ليبرفيل، الذي يعتبر من أفضل ملاعب البطولة من حيث جودة الأرض، بعكس ملعب بور جونتي، ذي الأرضية السيئة، الذي خاض عليه الفريق جميع مبارياته في المسابقة. من جانبه، يعود منتخب بوركينا فاسو للظهور في الأدوار النهائية للبطولة، بتأهله للدور قبل النهائي للمرة الثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة. ويخطئ من يتكهن بقدرة منتخب مصر على ترويض المنتخب الملقب بـ «الخيول» بسهولة، في ظل الأداء المتصاعد الذي يقدمه منتخب بوركينا فاسو في المسابقة، رغم فقدانه خدمات نجميه جوناثان زونجو وجوناثان بيترويبا بسبب الإصابة. وبينما يمتلك المنتخب المصري أقوى خط دفاع في المسابقة، حيث يعد الفريق الوحيد الذي حافظ على نظافة شباكه حتى الآن، فإن منتخب بوركينا فاسو لديه أقوى خط هجوم مقارنة ببقية المنتخبات المشاركة في المربع الذهبي. وأحرز المنتخب البوركيني 6 أهداف حتى الآن، علما بأنه المنتخب الوحيد من بين منتخبات الدور قبل النهائي الذي تمكن لاعبوه من هز الشباك في جميع لقاءات النسخة الحالية. واستهل منتخب بوركينا فاسو مسيرته في البطولة بالتعادل 1/‏‏ 1 مع نظيره الكاميروني في الجولة الأولى بالمجموعة الأولى، قبل أن يحقق النتيجة ذاتها مع منتخب الجابون «المضيف» في الجولة الثانية، ثم اختتم مبارياته في مرحلة المجموعات بالتغلب على غينيا بيساو 2/‏‏ صفر، ليتصدر المجموعة برصيد خمس نقاط بفارق هدف أمام أقرب ملاحقيه منتخب الكاميرون، الذي تساوى معه في نفس الرصيد. وفي دور الثمانية، قدم المنتخب البوركيني أفضل عروضه في البطولة، خلال فوزه الثمين والمستحق 2/‏‏ صفر على المنتخب التونسي، حيث كان الطرف الأفضل في معظم فترات المباراة، خاصة في الشوط الثاني، الذي أهدر خلاله أكثر من فرصة، مستغلا الهفوات الدفاعية الساذجة التي وقع فيها منتخب تونس في اللقاء. ويعتمد منتخب بوركينا فاسو في قائمته بالبطولة على مزيج من اللاعبين المحترفين بأوروبا وداخل القارة السمراء، مثل الحارس كواكو كوفي والنجم المخضرم أريستيد بانسيه، صاحب الهدف الأول في مرمى تونس، وسليمان كوندا، الذين يلعبون جميعا في فريق أسيك ميموزا الإيفواري، بالإضافة إلى يوسوفو دايو مدافع نهضة بركان المغربي. واقعية كوبر تعيد مصر لذكريات «واجادوجو» بور جونتي (د ب أ) قبل 19 عاماً، سافر المنتخب المصري إلى بوركينا فاسو لخوض فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية 1998 وسط توقعات بخروج مبكر ومهين للفريق من الدور الأول للبطولة. ولكن «أحفاد الفراعنة» فجر المفاجأة وقتها وشق طريقه ببراعة ويتوج الفراعنة بلقبهم الرابع في البطولة القارية. ومع تأهل المنتخب المصري إلى المربع الذهبي للبطولة الأفريقية في نسختها الحالية المقامة بالجابون، ظهر العديد من الملامح المشتركة بين مشاركة الفريق في نسخة 1998 ومشاركته الحالية ولكن سمة واحدة تظل هي العامل المشترك الأكبر بين المشاركتين حتى الآن، وهي الواقعية في الأداء والتعامل مع المباريات خطوة بخطوة. في عام 1998، أثار المدرب الأسطورة الراحل محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب المصري آنذاك موجة من الجدل، عندما أشار إلى أن فرصة الفريق في المنافسة على اللقب تبدو هزيلة، وأنه قد يحتل المركز الثالث عشر وربما الأخير من بين 16 منتخباً شاركت في البطولة. ولكن الجوهري قاد الفريق خلال البطولة التي استقبلتها العاصمة واجادوجو من مباراة إلى أخرى بمنتهى الواقعية في التعامل مع المباريات من منظور إمكانيات الفريق حيث اجتاز الدور الأول عبر مجموعة ضمت معه منتخبات المغرب وزامبيا وموزمبيق ، ثم تغلب المنتخب على المنتخب الإيفواري 5/‏‏ 4 بركلات الترجيح في دور الثمانية، ثم أكمل الفراعنة طريقهم إلى منصة التتويج باللقب عبر الفوز 2/‏‏ صفر على بوركينا فاسو في المربع الذهبي و2/‏‏ صفر على جنوب أفريقيا في النهائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©