الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باروت في عيد 162 يوماً

باروت في عيد 162 يوماً
2 أكتوبر 2010 23:27
حكاية إماراتية خالصة، وإنجاز صناعة محلية، من الألف إلى الياء، قصة قدر لها النجاح، قبل أن تكتب، هكذا هو لسان حال المدرب المواطن عيد باروت الذي شهد عام 2010 تألقه غير العادي، وكأن تخصيص العام الحالي بعام المدرب المواطن، هو الشرارة التي فجرت البركان، فتوالت الإنجازات، لابن رأس الخيمة من 16 أبريل للعام الجاري، عندما فاز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة مع فريق الإمارات، وحتى الأول من أكتوبر بتحقيقه لإنجاز وطني بالفوز بلقب “خليجي 7” للناشئين، وطوال 162 يوماً هي المدة بين الإنجازين، كان باروت ابن الإمارات يعيش عيده الخاص. وتحدث عيد باروت عن الإنجازات التي تتحقق على يد المدرب المواطن، مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه حتى الآن من إنجازات محلية أو قارية وإقليمية على يد مدربين مواطنين، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المدرب المواطن لديه الكثير ليقدمه، كما أن لديه الإمكانات الفنية والتدريبية، وكل ما ينقصه فقط هو الحصول على الفرصة المغلفة بدعم مجلس إدارة النادي أو الاتحاد، فضلاً عن الصبر عليه من قبل الجماهير والإعلام والمسؤولين حتى ينجح في مهمته، مشيراً إلى أن لاعبي المنتخب الحالي رفعوا شعار الوطن في المقام الأول لدرجة أنهم رفضوا تسلم المكافآت أثناء البطولة، واختار باروت أن يفتح قلبه لـ”الاتحاد” ويتحدث بصراحة عن الكثير من الأمور خلال الحوار التالي. أنا محظوظ في البداية اعترف عيد باروت مدرب منتخب الناشئين بأنه كان الإنسان الأكثر حظاً خلال الشهور الخمسة الأخيرة، حيث تحققت كل أحلامه تقريباً، وهي اللعب على نهائي كأس يحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة، ويفوز باللقب على ملعب ستاد زايد، فضلاً عن قيادة منتخب يرتدي قميص الإمارات، ويحصد لقباً إقليمياً، ويتبقى له حلم الفوز بلقب قاري، والمشاركة في بطولة عالمية، وهو الذي يخطط له خلال المرحلة القادمة، وقال باروت “كنت محظوظاً الخمسة أشهر الأخيرة، لأنها شهدت تحقيق الإنجازات الأغلى والأهم في مسيرتي التدريبية، وبخاصة الفوز بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بل ويكفيني الفوز ببطولة تحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة، التي تعتبر عندي الأغلى في حياتي، مهما فزت بعدها بألقاب أو بطولات محلية”. وأضاف: أن منبع شعوري بالحظ الوفير خلال الأشهر الخمسة الماضية، هو أني صافحت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عقب الفوز، ووقتها شعرت بالفخر والاعتزاز، خاصة بعد كلمات سموه التي كانت دافعاً لي خلال بقية المشوار، خاصة عندما أبلغني أني فخر للمدربين المواطنين، مما وضعني أمام مسؤولية كبيرة، وبالتالي بذلت كل جهدي في سبيل تكرار الإنجازات في أي عمل يسند إلي”. وأكد باروت أنه يفخر أيضاً خلال الأشهر الخمسة بشرف مقابلة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الرئيس الفخري لاتحاد الكرة الذي استقبل بعثة الفريق العائدة من الكويت، وتوج أعناق الأبطال بالورود، مما كان له الأثر الكبير في نفسه، وقال “لقد اهتم بنا كل المسؤولين، وكان إرسال طائرة خاصة للفريق واستقبال قيادات الاتحاد، لنا كان يوماً احتفالياً رائعاً، ويكفي أننا عشناه بكل تفاصيله وكانت السعادة كبيرة”. ووصف باروت الإنجاز الذي تحقق لمنتخب الناشئين بأنه جاء بعد صعوبة وجهد وعرق وقال “هذا الإنجاز لم يأت بسهولة، بل جاء بعد تعب من الجميع، سواء جهاز فني أو إداري أو مجموعة اللاعبين التي كانت مثالاً في الانضباط والخلق والتمسك برفع علم الدولة عالياً وتحقيق شيء يحسب لهم ويساعدهم في مستقبلهم سواء مع “الأبيض” أو في أنديتهم المحلية”. وأشار باروت إلى أن ما تحقق يعتبر إنجازاً لقيادة اتحاد الكرة التي تخطط بشكل جيد، وتوفر كافة متطلبات المدربين ليس فقط لمنتخب الناشئين، بل لكل المنتخبات الأخرى، وقال “اليوم أصبح لدينا منتخبات سنية كثيرة، عبر خطة طموحة لإعداد لاعبينا للموجهات الدولية بشكل مبكر، وأتوقع أن هذه الخطة بدأت بالفعل تؤتي ثمارها، مما يحسب لرجال اتحاد الكرة، خاصة أن كل مركز من مراكز اللاعب بتلك المنتخبات أصبح مليئا باللاعبين الأكفاء”. وعن مشواره مع المنتخب قال باروت “بدأت المهمة خلال 90 يوماً الماضية، ولم أتردد فور اختياري من الاتحاد، لأن قيادة فريق وتمثيل الوطن ورفع علم الدولة عالياً شرف لأي مدرب، مهما كان سن الفريق الذي يدربه، سواء ناشئين أو شباب أو حتى منتخب أول، فأنا تحت أمر الإمارات في أي موقع، وأي مكان وزمان، وبالتالي دخلت عدة معسكرات خارجية بدأت في المجر ثم بطولة لبنان الدولية ثم تبعها معسكرات داخلية في الفجيرة ورأس الخيمة وتوجهنا بعدها للكويت مباشرة”. وأكد باروت أنه طوال فترة الإعداد، وهو في تركيز وعمل وفكر دائم، لدرجة أنه كان لا يخلد للنوم، إلا قليلاً، وزاد الأمر خلال البطولة التي شهدت قمة التركيز من الجميع، وقال “لم أذق طعم النوم طوال البطولة، ويكفي أنني كنت لا أنام لأكثر من 3 ساعات يومياً مما وضعنا جميعاً تحت ضغوط هائلة، ولكننا نجحنا في التعامل معها بفضل روح الأسرة الواحدة والمجهودات الإدارية التي كان يقوم بها فهد بوهندي مدير المنتخب الذي سهل لي واللاعبين وأفراد الجهاز الكثير من الأمور، فضلاً عن الدور الكبير الذي قدمه محمد مطر غراب رئيس البعثة الذي كان قريباً من الجميع، وبخاصة اللاعبين وكان دائماً ما يوجههم خارج الملعب، ويبث روح الفريق لدى الجميع، وأعتقد أن المنظومة كلها عملت بتناغم وحب للوطن من أجل الفوز باللقب”. مشوار البطولة وتحدث باروت عن مشوار البطولة، مشيراً إلى أنها شهدت محطات صعبة، وأخرى غير متوقعة، مشيراً إلى أن مباراة الافتتاح كانت صعبة على الجميع، خاصة أن اللاعبين وقعوا في الضغوط النفسية الهائلة، مما أدى لخسارة ضربة البداية أمام المنتخب السعودي بهدفين لهدف، وقال “كانت الظروف صعبة في مباراة الافتتاح، حيث أثر الحماس الزائد من اللاعبين على الأداء، ونال من تركيزهم، ولكننا عملنا بثقة في النفس، وأعدنا الفريق لأجواء البطولة جيداً، وكان التركيز كبيراً والروح القتالية عالية من الجميع، وأنهينا البطولة بشكل طيب، ويكفي أننا كنا أصحاب الأداء الهجومي الأفضل وثاني أقوى خط دفاع بعد المنتخب السعودي”. إهداء البطولة إلى رئيس الدولة دبي (الاتحاد) - أهدى عيد باروت مدرب منتخبنا الإنجاز الخليجي إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. كما وجه الشكر إلى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، مشيداً بجهوده في دعم الكرة الإماراتية، وتوفير الدعم، وبث الثقة في نفس المدرب المواطن. وأشاد عيد باروت بالدور الكبير الذي قام به اتحاد الكرة قبل وأثناء وبعد البطولة، مشيراً إلى أن محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد كان حريصاً على الوجود والشد من أزر اللاعبين، حيث وضعهم أمام مسؤولية كبيرة قبل السفر للكويت عندما أبلغهم بأن الإمارات تنتظر منهم الأداء المشرف ومنافسة قوية بغض النظر عن النتائج أو حصد اللقب، مما كان له بالغ الأثر في رفع معنويات اللاعبين ودفعهم لإخراج كل ما لديهم. «العنابي» أصعب المحطات دبي (الاتحاد) - عن أصعب المحطات خلال البطولة، قال عيد باروت “مباراة قطر كانت أصعب اللحظات التي مرت علينا جميعا، حيث كان هدف المنتخب القطري اللجوء لضربات الترجيح، ونجح في أن يحول تأخره بهدف لتقدم بهدفين، حتى أدركنا التعادل، وبين شوطي هذه المباراة طالبت اللاعبين بنسيان المنافسة في البطولة، والاستمتاع في اللعب، وعدم الخوف من الخصم، ونجحنا في تحريرهم من الضغوط، وبالتالي نجحنا في الفوز بعد معاناة ضربات الترجيح، ولكن اللاعبين كانوا رجالاً وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم”. وأشاد باروت بالروح القتالية للاعبين وبحبهم للوطن، وقال “قد لا يعرف الكثيرون أن هؤلاء اللاعبين رفضوا الحصول على أي مكافآت للفوز خلال البطولة، حيث كان يبادر فهد بوهندي مدير الفريق بتوزيع المكافآت عقب كل مباراة، ولكننا فوجئنا برد أي مكافأة، وتعاهد اللاعبون على أن رفع اسم الإمارات عالياً والفوز باللقب هو هدفهم، وبالتالي طلبوا تأجيل أي مكافآت لما بعد البطولة، وبالفعل وزع بوهندي المكافآت على اللاعبين، ونحن عائدون في الطائرة إلى الإمارات”. المستكي خير من يمثلنا في «المحترفين» دبي (الاتحاد) - أكد عيد باروت أن ما يحدث في الدوري مع المدرب المواطن يحتاج إلى إعادة النظر، وطالب بعودة الثقة في المدرب المواطن، ومنحه الدعم الكافي، وأشاد بالمستوى الراقي الذي يقدمه عبدالحميد المستكي في قيادة العين، مشيراً إلى أنه أصبح ممثل المدربين الإماراتيين بدوري المحترفين، وقال إن المستكي يمثلنا خير تمثيل في دوري المحترفين، وهو مدرب متميز، وتمكن من القيام بجهود جبارة مع العين، وقاد الفريق في مرحلة صعبة للغاية، وما قدمه حتى الآن يثبت أنه مدرب متميز”. وأشار باروت إلى ثقته في أن المستكي سوف يحقق إنجازاً للعين لو استمر الدعم والمساندة له وللاعبيه من الجماهير والإعلام والمسؤولين، وقال: “المدرب المواطن يحتاج فقط للدعم والمساندة حتى يتألق ويبدع، وما يقدمه المستكي خير دليل”. علاقة متميزة مع نادي الإمارات دبي (الاتحاد) - رفض عيد باروت الحديث عن الفترة التي خلفت قرار ابتعاده عن فريق الإمارات بعدما قاده لتحقيق إنجاز الفوز بالكأس، في فترة كانت الأصعب على الفريق، وقال: “علاقتي بنادي الإمارات لا يمكن إنكارها، وهو النادي صاحب الفضل علي، وكل ما يتحقق الآن من إنجازات يعود الفضل فيه لهذا النادي العريق الذي تربيت بين جدرانه، وحتى لو كانت هناك خلافات في وجهات النظر أو أي شيء آخر، فلن أتحدث فيها عبر وسائل الإعلام؛ لأننا هنا مثل الأسرة الواحدة وكل مشكلاتنا تحل داخل الغرف المغلقة، وليس على المشاع، ولا يعني ذلك أن هناك مشكلة بيني وبين إدارة الإمارات، بل أتمنى للفريق كل التوفيق”. المهمة قائمة اتحاد الكرة دبي (الاتحاد) - لم ينس عيد باروت الحديث عن طموحاته الكبيرة، مشيراً إلى أن طموحاته لم تعرف سقفاً طيلة حياته سواء عندما كان لاعباً أو مدرباً، مشيراً إلى أن مسألة انتقاله لخوض تجربة أخرى أمر لا يشغل باله، وقال: “عقدي مع اتحاد الكرة سارٍ، ولا أعرف بالضبط مدته، وذلك بعدما رأيت بعيني المعاملة الراقية والدعم والمساندة والتفاهم والحب من مجلس إدارة الاتحاد، وهو ما يدفعني للتمسك بالبقاء، وأؤكد أن تدريب منتخبات الإمارات وسام على صدري مهما حدث”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©