السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا يختار الأبناء غير آبائهم للنقاش؟

28 أكتوبر 2017 22:18
يلجأ «76%» من الأبناء الذين استطلعت آراؤهم إلى غير آبائهم للحوار في المشكلات الحياتية التي تقابلهم، وهي نسبة تستحق التوقف والتأمل، وهي موزعة كالتالي: «39%» يتحاورون مع أمهاتهم، «26%» يتحاورون مع أصدقائهم، «11%» يتحدثون مع أساتذتهم ومعلميهم. أما عن اعتقاد الآباء، فلا يختلف كثيراً عن ذلك، فهم يرون أن «36%» من الأبناء يلجؤون إلى الحوار مع آبائهم يلجؤون إلى غير الأب، ولكن المشكلة تكمن في عدم دقة توقع الآباء، إذ إنهم يظنون أن أبناءهم إذا لم يتحاوروا معهم فسوف يتحاورون مع أمهاتهم، ويقدرونها بنسبة «61%»، وسيتحدثون مع معلميهم بنسبة «3%»، ولكن لماذا يلجأ الأبناء إلى غير آبائهم؟ تعالوا نتعرف على وجهة نظر الاختصاصي الاجتماعي عمر سيد محمد الذي قال: ليس دائماً هذا يحدث لكن بالفعل نسبة كبيرة من الأبناء يفضلون المصارحة والحوار مع غير آبائهم والابتعاد عن حوار الآباء، وهناك عوامل سببت ذلك في نظري منها نظرة الأبناء بأن الآباء هم مصدر السلطات ويتحكمون في مصائرهم، كما أنهم ينتهجون معهم مبدأ الأمر لأنهم صغار ويعرفون أكثر منهم ويدرون مصلحتهم ويمارسون الشدة ليسمع الأولاد كلامهم دون مناقشة، بل وينهرونهم عند بدأ المناقشة، وبالطبع هذا خطأ كبير جعل الأولاد يتجنبون النقاش مع الآباء لأنهم يعلمون النتيجة مسبقاً، لذا يجب على الآباء الاستماع إلى الأبناء بهدوء والمناقشة معهم ومحاولة أن يكون الابن صاحباً له وليس بعبعاً يخاف منه، وهذا ينشأ من خلال التنشئة والتربية من الصغر والاقتراب المتبادل بين الأب وابنه بحيث مثلاً عند رجوع الابن من المدرسة يسأله الأب عن أحواله في المدرسة وأنشطته ومشاعره تجاه المدرسين والطلبة بحيث الابن يتكلم أكثر من الأب، وعلى الأب توعية ابنه بأقل الأوامر والنواهي، وبتكرار ذلك لا يكون هناك فجوة بين الطرفين وتزيد ثقة الأبناء في الآباء ويهرولون إلى الآباء للحوار والمناقشة معهم لما لها من متعة واستفادة، في مرحلة المراهقة أهم شيء بالنسبة للابن أن يكون مستقلاً وله رأي وشخصية، فإذا أصر الأب على إلغاء ذلك عند ابنه بالأوامر الصارمة وعدم الاستماع لابنه وفرض آرائه هو، فإنه بذلك يقطع أحبال العلاقة بينه وبين أبنائه. عمر شريقي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©