الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزواج يؤجلون الطلاق إلى بعد رمضان

أزواج يؤجلون الطلاق إلى بعد رمضان
3 يوليو 2015 00:05
هناء الحمادي (أبوظبي) يبقى رمضان، شهراً تتصافي فيه القلوب، إلا أنه وعلى رغم خصوصية الشهر الكريم، نجد لدى بعض الأزواج الكثير من المشكلات الأسرية التي قد تصل أحياناً إلى الطلاق، ولكن يتقبل الكثير منهم النصح والإرشاد بالعدول عن الانفصال، وإعادة ترتيب وضع الأسرة، بعدما كادت المشكلات تفرض «حالة من الاغتراب» بين أفراد العائلة الواحدة، ويرحلون الخلافات وقرار الطلاق .. «لكن فقط إلى بعد رمضان». شهر التسامح المستشار الأسري خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري، المدرب والمستشار المعتمد في مجال الأسرة، يرى من خلال تعامله مع الكثير من المشكلات التي تقع بين الرجل وزوجته، أن من بركات هذا الشهر الفضيل أن حالات الطلاق تتراجع بنسبة كبيرة، وتكاد تكون نسبتها معدومة. علاقات عائلية ويلفت إلى أن الكثير من الدراسات النفسية تكشف أن العوامل الروحية والمادية والنفسية الموجودة في هذا الشهر، تساعد على وضع النموذج الحسن للمعاملة الزوجية والعلاقات العائلية، وعلى رغم توقع بعض الناس أن نسب الطلاق تزداد في رمضان، مشيراً إلى أن هذا الكلام ليس له أساس من الواقع بل العكس هو الصحيح، إذ أن الكثير منهم يعتقد أن الطلاق محرم في شهر رمضان، وعليه تأجيله لما بعد عيد الفطر. وأضاف: «ما أن يطل شهر رمضان بعبقه وأريجه وما يحمله من معانٍ جميلة، لا بد أن يضفي على الحياة الزوجية مزيداً من البريق والإشراق، ويمسح عنها غبار الخلاف والشقاق، ويخفف عن الزوجين هموم الحياة ومتاعبها، عندما تتقارب القلوب، وتسمو الأرواح، ويخرج الزوجان من هذا الشهر أكثر محبة ومودة، ولكي يتحقق ذلك لا بد من بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها الزوجان في هذا الشهر الكريم، فمع دخول شهر رمضان يتغير نمط الحياة المعتاد، وقد تتغير تبعاً لذلك شخصية المرء وطباعه، مما يفرض على الزوجين التكيف مع الوضع الجديد، وترويض الطباع والعادات، والتعاون لتوفير الوقت والراحة النفسية للطرف الآخر، حتى يؤدي عبادته من دون أي منغصات أو مكدرات». وأوضح المحرزي أن شهر رمضان يعطينا أعظم الدروس في سعة الصدر، والصبر والحلم، والتسامح والتغافل، والمقصود من الصوم في الحقيقة تهذيب النفس، وصقل الروح وترويض العادات؛ ولذا فإن على الزوجين أن يحافظا على هدوئهما في هذا الشهر الكريم، ويضبطا انفعالاتهما، ويتحكما في أخلاقهما، وعليهما أن يضيقا فرص الخلاف والمشاكل ما أمكن، وأن يسعيا جهدهما لإزالة أي سوء تفاهم. مشكلات وخلافات ومن المشكلات التي تعكر صفو الأزواج أحياناً، تذكر «ش سيف» متزوجة، ولديها 4 أبناء أنها لا تطيق الحياة مع زوجها المدخن والعصبي جداً، مبينة أن يصير قنبلة موقوتة تتوقع انفجارها في أي لحظة خلال رمضان، ولكن ما يزيد الطين بلة هو أنه بمجرد موعد الإفطار يشعل السيجارة أمام أبنائه، مما ينشب لهذا السبب بينهما الشد والجذب، وتقول «في شهر رمضان خاصة نهاره، يكون زوجي عصبياً لأقصى حد، لا يتحمل كلمة من أحد ويتصرف بجنون وإن لم أتحاشاه وألجأ إلى السكوت يكون نصيبي كلمات جارحة أمام أبنائي، مما جعلني مراراً أفكر في الطلاق، لكن تلك الفكرة كثيراً ما يتم تأجيلها بعد شهر رمضان نظراً لإيمانية هذا الشهر الفضيل. أما الشاب «س أحمد»، فمشكلة زوجته أنها لا تتقبل أهله، فكلما طلب منها أن تعد مائدة رمضانية تليق بهم، يكون ردها أنها متعبة وليس عندها استعداد لاستقبالهم، فولدت لديه هذه السلوكيات نوعاً من البغيضة لزوجته مما دفع به إلى تهديدها بالطلاق أكثر من مرة إن لم تستقبل الزوجة أهلة وتكرمهم، ويقول في هذا السياق: «خوفاً من غضب الله، ولطبيعة هذا الشهر الفضيل تراجعت عن قراري متأملاً أن ترجع زوجتي لصوابها وتعامل أهلي بالطيب مثلما أعامل أهلها بالمودة والمحبة وأحسن استقبالهم». رمضان والطلاق حول حكم الطلاق في رمضان يعلق أحد المفتين في الهيئة العامّة للشؤون الإسلامية والأوقاف «أن لا علاقة بين رمضان والطلاق، ذلك أن الأخير هو عقد يرجع إلى الزوج في استكماله أو عدمه بناء على ما يراه مكروهاً وبناءً على قدرته على الصبر والتحمّل، وإن كان القرآن الكريم قد حثّه على الصبر إلى أبعد ما يكون» .فالزواج أو الطلاق هو كسائر المعاملات التي يقوم بها الناس خلال شهر رمضان والتي لا تطرح حولها علامات، لكن الطلاق هنا يجوز في شهر رمضان ولا شيء يحرمه خلال الشهر المبارك، إلا أن كثيرين يفضلون تأخيره إلى ما بعد شهر رمضان، لاعتبارهم أنه شهر الخيرات، وعليهم الصبر إلى أقسى الحدود قبل اتخاذ قرار الطلاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©