الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المقاتلون والمدنيون يخلون شرق حلب على وقع المجازر

المقاتلون والمدنيون يخلون شرق حلب على وقع المجازر
14 ديسمبر 2016 08:21
عواصم (وكالات) بدأ في وقت متأخر الليلة الماضية، إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من جيب صغير محاصر شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، مع اقتراب جيش النظام من حسم المعركة لصالحه بالسيطرة بشكل كامل على المدينة المكلومة. وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع بدء اجتماع لمجلس الأمن بشأن مجازر حلب، التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية لإجلاء المقاتلين المعارضين. و أضاف تشوركين: «ستكون حلب الآن تحت سيطرة الحكومة السورية لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين وهناك ترتيبات إنسانية قائمة»، مضيفاً أن العسكريين الروس لم يشاهدوا «أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني». من جهته، أكد مصدر عسكري سوري التوصل إلى اتفاق لوقف النار في حلب، قائلاً إن إجلاء مقاتلي المعارضة سيبدأ في الخامسة صباح الأربعاء، وسيتم نقلهم صوب ريف غرب حلب. من جهتها، أكدت الحكومة التركية التوصل للاتفاق بدءاً من الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش أمس، مبينة أنه يمكن للمدنيين والمقاتلين مغادرة المدينة في حافلات إلى إدلب حتى ليل الأربعاء الخميس ، في حين أكد القيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد رمضان للصحفيين عبر الانترنت التوصل إلى الاتفاق قائلاً «هناك اتفاق حول ذلك، ونترقب تطبيق التفاهم بشأن خروج المدنيين أولاً». ويتضمن الاتفاق إجلاء المدنيين والجرحى خلال الدفعة الأولى، ومن بعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف»، كما ينص على أن المغادرين سيختارون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو في اتجاه محافظة إدلب. وقال مسؤول من جماعة «لواء السلطان مراد» المعارضة إن «أول حافلة ستغادر حلب ليل الثلاثاء أو صباح الأربعاء». وطالبت واشنطن على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بنشر «مراقبين دوليين حياديين» في حلب للاشراف على إجلاء المدنيين بـ «أمان تام»، مضيفة أن المدنيين الذين يريدون الخروج من أحياء حلب الشرقية «خائفون، وهم محقون في ذلك، من تعرضهم للقتل على الطريق أو من نقلهم إلى معتقلات الأسد». وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية وروسيا وإيران على «السماح بصفة عاجلة للمدنيين المتبقين بمغادرة حلب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وقال أمام مجلس الأمن «في الأيام والساعات الأخيرة لا نشهد فيما يبدو سوى جهد شامل من جانب الحكومة السورية لإنهاء الصراع الداخلي في البلد من خلال انتصار عسكري شامل لا هوادة فيه». وأطلع الأمين العام المجلس على الوضع في سوريا بناء على طلب بريطانيا وفرنسا. وقبيل جلسة مجلس الأمن، تحدث السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت عن « يوم عصيب لمجلس الأمن»، مضيفاً «هذا يظهر أنه عندما لا نكون متحدين وعندما يستخدم عضو دائم أو اثنان في مجلس الأمن حقهما للنقض بهذه الطريقة المسيئة فإنكم ترون ما يحدث». كما ذكر السفير وكانت فرنسا دعت صباح أمس على لسان وزير خارجيتها جان مارك أيرولت، إلى اجتماع «فوري» لمجلس الأمن لبحث الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ترتكب في حلب، مندداً «بمنطق الانتقام والترهيب المنتظم» من قبل النظام ومليشياته، وطالب بفتح تحقيق أممي على الفور لتحديد الجناة. بينما كشفت الخارجية التركية أنها تتفاوض مع موسكو على فتح ممر لإجلاء المقاتلين والمدنيين السوريين من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة. طالبت منظمة «أطباء بلا حدود» بإجلاء آخر الناجين من حلب على وجه السرعة، بعد أن تحولت المدينة إلى «جحيم حقيقي» حيث الجثث في الشوارع والقصف متواصل والتجاوزات متصاعدة. بينما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تتفاوض مع أطراف مختلفة منذ أكثر من أسبوع لإيجاد حل وإخلاء المدنيين والعاملين في المجال الطبي المحاصرين في الجزء الشرقي من المدينة لكنها غير قادرة حالياً على الحصول على الضمانات الأمنية المطلوبة. «مجلس التعاون» يدين مجازر حلب ومجلس الجامعة يبحث الأزمة غداً عواصم (وام، وكالات) دانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة القصف الوحشي لمدينة حلب وما نتج عنه من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير تام لهذه المدينة التاريخية العريقة. وقال الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام مجلس التعاون في تصريح له أمس: إن دول المجلس تدين بشدة ما تتعرض له مدينة حلب التاريخية العريقة وسكانها المدنيون الأبرياء من قتل وحصار وتجويع وتهجير باعتباره انتهاكاً لكل الحقوق الإنسانية التي كفلتها القوانين الدولية. وأكد أن دول المجلس تدعو الأمم المتحدة الى العمل لتسريع إغاثة الشعب السوري ورفع الظلم عنه ووقف جرائم الحرب التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب، مشدداً على أن الصمت الدولي تجاه المأساة المؤلمة في حلب هو عار على المجتمع الدولي ويجب آلا يستمر. من جهتها، تعقد الجامعة العربية غداً الخميس اجتماعاً طارئاً لمجلسها على مستوى المندوبين الدائمين. وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لدى الجامعة أمس، إن الاجتماع يأتي بناء على طلب دولة قطر وتأييد عدد من الدول الأعضاء لبحث الوضع المتدهور إنسانياً في حلب. وفي وقت سابق أمس، ندد أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة بما تتضمنه التقارير الإعلامية المتواترة حول الأوضاع الإنسانية المتردية في حلب والممارسات الوحشية التي تمت على مدار الأيام القليلة الماضية ضد المدنيين بشكل خاص، داعياً جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وأحكامه والتوقف الفوري عن ارتكاب فظائع وإعدامات وممارسات لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©