قتل 40 متشدداً وجنديان و4 مدنيين باشتباكات وغارات جوية ليل الاثنين الثلاثاء استهدفت مواقع يسيطر عليها مقاتلو تنظيم “القاعدة” في محافظة أبين جنوب اليمن. في حين أفاد بيان نعي بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، أن قائد فرع الأمن المركزي بمحافظة أبين العقيد الدكتور نجم الدين الحيفي، و10 جنود قتلوا “أثناء تأديتهم لواجباتهم الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار”.
وفيما استمر قصف الطائرات الحربية اليمنية للمسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على أجزاء من زنجبار عاصمة محافظة أبين ومدينة أخرى جنوبية أمس، دعا القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الإخبارية أمس، إلى تدخل أجنبي للمساعدة في تجنب أزمة أمنية إقليمية، قائلاً إن الأزمة السياسية في اليمن تضع البلاد وجيرانها الخليجيين في حالة من الخطر. كما دعا اللواء الأحمر دول مجلس التعاون الخليجي العربي والولايات الأميركية والاتحاد الأوروبي، إلى الضغط على صالح للترك السلطة التي يتولاها منذ 33 عاماً.
من ناحيته، وصف القائم بأعمال الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي أمس، الأزمة السياسية الراهنة في اليمن بالأسوأ منذ 48 عاماً، مؤكداً ضرورة تعاون دول الجوار والمجتمع الدولي لتجاوزها، فيما أعلن الحزب اليمني الحاكم استعداده إجراء انتخابات رئاسية مبكرة “تديرها دول مجلس التعاون الخليجي” وأطراف أخرى، لإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة، منذ منتصف يناير الماضي جراء استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح.
وبدوره، أعلن رجل الدين البارز في اليمن عبد المجيد الزنداني، رفضه تشكيل “مجلس انتقالي” بديل لنظام صالح، وذلك بعد إعلان المعارضة اليمنية عن إعداد مسودة مشروع لهذا المجلس أمس الأول، قائلاً، في تسجيل صوتي بُث على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس أن الحل يتمثل بإجراء “انتخابات رئاسية” مبكرة، يشرف عليها القائم بأعمال الرئيس اليمني، على أن تليها انتخابات برلمانية.
وأبلغ مسؤول يمني محلي لـ”الاتحاد” أن اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء، بين القوات الحكومية ومسلحين من تنظيم “القاعدة” حاولوا اقتحام معسكر اللواء 25 ميكانيكي المرابط بالقرب من مدينة زنجبار التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم الإرهابي منذ أواخر مايو الماضي. ولاحقاً، أعلنت وزارة الدفاع مقتل 40 مسلحاً من عناصر “القاعدة” بالاشتباكات العنيفة في مدينة الجنوبية. كما أسفرت عن مقتل جنديين، مضيفاً أن “قوات اللواء 25 ميكانيكي ألحقوا خسائر كبيرة بعناصر الإرهاب في زنجبار”.
وذكرت “فرانس برس” نقلاً عن مصدر طبي في مستشفى “النقيب” الأهلي بمدينة عدن القريبة من زنجبار، أن مدنياً قتل وأصيب 3 آخرون باشتباكات في المدينة. وأشارت الوكالة إلى مصرع 4 مسلحين متشددين في غارة جوية استهدفت موقعاً لهم في بلدة جعار، ثاني كبرى مدن محافظة أبين.
وأوضح مصدر محلي أن مقاتلات شنت صباح أمس عدة غارات مستهدفة مواقع لـ”القاعدة” مشيراً إلى أن “إحدى تلك الغارات أصابت المعهد الصحي بجوار مستشفى الرازي وأدت إلى مقتل 4 مسلحين تابعين للجهادي سامي ديان”.
وديان قيادي محلي في الجماعات الجهادية المتطرفة المرتبطة بـ”القاعدة” والمنتشرة في جعار، كما أنه كان ضمن المسلحين الذين سيطروا على زنجبار.
وأفاد مسؤول محلي في جعار أن عنصرين من “القاعدة” قتلا في غارة جوية استهدفتهما في نقطة العمودية بين زنجبار وجعار.
وكان من بين المسلحين القتلى سعودي يدعى قائد العسيري وهو “قائد ميداني بارز” في ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة في تنظيم جزيرة العرب”. كما قتل 3 مدنيين وأصيب 7 آخرون بـقصف جوي أصاب منزل نائب رئيس البرلمان اليمني محمد علي الشدادي في قرية حصن شداد قرب زنجبار، بحسب مسؤول محلي.
وبالتوازي، قال السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني أحمد الصوفي، في مؤتمر صحفي بصنعاء، إن حزب “المؤتمر الشعبي العام مستعد لنقل السلطة من خلال إجراء انتخابات تديرها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وأوضح الصوفي الذي زار الرياض مؤخراً، أن صحة الرئيس صالح “جيدة” الذي يتلقى العلاج هناك، تتحسن وسيظهر على وسائل الإعلام “في أقرب فرصة” و”في الوقت الذي يراه مناسباً”.
من جانبه، قال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي في المؤتمر الصحفي، إن تشكيل المعارضة مجلس انتقالياً “صيغة من الرجعية والشمولية.. ولا حاجة لنا إليه”، محذراً من أن إعلان هذا المجلس “قد يقود إلى ما لا تحمد عقباه، كونه سيقيم دولة داخل الدولة”. وقال إن الرئيس صالح سيعود للبلاد وأنه سيرحل عن السلطة بطريقة ديمقراطية، متهما المحتجين الشباب المعتصمين في ميادين عامة بعدد من المدن اليمنية، بتعطيل الحياة في اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، حسب قوله.
وشدد على ضرورة التزام المعارضة اليمنية برفع الاعتصامات من الساحات العامة إذا أرادت تنفيذ المبادرة الخليجية، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون، أواخر أبريل الماضي.
إلى ذلك، رفض القائد العسكري المنشق اللواء الأحمر، عن مقترح جديد من شأنه أن يسمح للرئيس صالح، البقاء في السلطة حتى الاتفاق على رئيس جديد، ودعا إلى تطبيق المبادرة الخليجية والضغط على صالح للتنحي عن الحكم خلال 30 يوماً بحسب نص المبادرة وإجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً.
عدد اليوم
