سجلت موقعة لندن، التي يحتضنها اليوم ملعب ستامفورد بريدج، بين تشيلسي وأرسنال في إطار مباريات المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي، وجوداً لافتاً في الصحف ووسائل الإعلام البريطانية والعالمية خلال الساعات الماضية، فالمباراة هي الأهم على الساحة الكروية العالمية خلال الأسبوع الحالي بالنظر إلى التنافسية الكبيرة والإثارة والمتعة التي ترتبط بالموقعة الكروية اللندنية المثيرة.
ومن الأرقام والإحصائيات اللافتة في مباراة اليوم، أن فريق أرسنال خلال زياراته لملعب ستامفورد بريدج “معقل تشيلسي” منذ بدء البريميرليج قبل 18 عاماً فاز في 6 مباريات، وتعادل في 6 مباريات، وتلقى الهزيمة في 6 مباريات، ليصبح الرقم 6 أحد غرائب القمة اللندنية، ومن المؤكد أن هذا الرقم سوف يتغير اليوم مهما كانت نتيجة المباراة.
وتشير الإحصائية العامة لمواجهات الفريقين في معقل البلوز على مدار عمر بطولة الدوري الإنجليزي، إلى فوز المدفعجية في 24 مباراة من بين 73 مواجهة جمعت بينهما، وبحساب نتائج الذهاب والإياب فقد التقيا في 146 مباراة، كان الفوز من نصيب أرسنال في 59 مباراة، في حين اكتفى تشيلسي بالفوز في 43 مواجهة، وتظل الأفضلية لفريق تشيلسي في الآونة الأخيرة، فقد حقق الفوز على أرسنال في آخر 3 مواجهات، وفاز في 4 لقاءات من بين آخر 6 مباريات.
مفاتيح الموقعة اللندنية
ومثل جميع المواجهات الكروية الكبيرة، لا بد من مفاتيح وكلمات سر لفك شفرة هذه النوعية من المواجهات، وستكون مباراة البلوز والمدفعجية حافلة بالمواجهات الجانبية التي من شأن نتيجتها التأثير سلباً أو إيجاباً في نتيجة المواجهة الكلية، وأهم مفاتيح اللقاء تتمثل في المواجهة بين الهداف الإيفواري ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي، وسبستيان سكيلاشي مدافع أرسنال، فالمهاجم الأفريقي البارع يكاد لا يصدق أنه غاب عن التهديف في الجولة الماضية، بل وتراجع مستواه بصورة مفاجئة خلال المباراة التي خسرها فريقه على يد مان سيتي، وهو يتطلع إلى العودة من جديد لهز الشباك، خاصة أنه يحرص دائماً على تقديم أفضل ما لديه أمام أرسنال “المنافس اللندني الكبير” وهو ما جعله يملك في جعبته 12 هدفاً (درزن) من الأهداف في شباك المدفعجية في جميع المباريات التي خاضها أمامهم، ويملك دروجبا طموحاً مشروعاً بانتزاع لقب هداف الدوري الإنجليزي، بل وهداف الدوريات الأوروبية كما فعلها ميسي الموسم الماضي.
وفي المقابل سيكون على المدافع الفرنسي سكيلاتشي الإبقاء على دروجبا خارج مناطق الخطورة بقدر الإمكان، خاصة أنه شاهد عن قرب كيف تمكن كولو توريه من تحجيم خطورة الفيل الإيفواري في المباراة التي جمعت مان سيتي مع البلوز، وعلى الأرجح سوف يتلقى مدافع أرسنال مساعدة بقية رفاقه في خط الدفاع وفي منتصف الملعب، لمحاولة إيقاف ماكينة الأهداف الإيفوارية التي تمكنت خلال الموسم الماضي بمفردها من تسجيل 4 أهداف في مرمى أرسنال.
إيسيان وويلشر
في منتصف الملعب سوف تدور رحى مواجهة أخرى بين الخبرة المتمثلة في المتألق الغاني مايكل إيسيان مدافع الوسط في فريق تشيلسي، والشاب الأرسنالي المتوهج جاك ويلشر، ووفقاً لآراء خبراء الكرة الإنجليزية، فإن إيسيان يستحق عن جدارة لقب أفضل لاعب وسط مدافع في البريميرليج، وهو أحد أفضل اللاعبين في العالم في هذا المركز، واللافت للأمر أنه يمر بحالة أكثر من رائعة منذ عودته من الإصابة التي أبعدته طويلاً عن الملاعب، وعادة ما يكون العبء كبيراً على النجم الغاني في ظل غياب أو هبوط مستوى فرانك لامبارد.
وما يميز إيسيان أنه يمزج بين الدور الدفاعي، والهجومي الفعال ولا يتردد في تسديد قذائف بعيدة المدى لا تخطئ الشباك في كثير من الأحيان، وهو لن ينسى هدفه التاريخي في مرمى أرسنال عام 2008.
في المقابل تشير التوقعات إلى أن جاك ويلشر سوف يبدأ المباراة بعد حصوله على ثقة فينجر خلال الفترة الماضية في ظل غياب بعض العناصر المؤثرة وعلى رأسها سيسك فابريجاس، وفي حال حصل النجم الشاب على فرصته في مباراة اليوم فمن المتوقع أن يسبب الكثير من المتاعب لفريق تشيلسي فهو يملك المهارة والحيوية وحماس إثبات الذات، ولن تكون مهمة “الخبير” إيسيان سهلة في مواجهة “الشاب” ويلشر.
كارليتو وفينجر
المواجهة التكتيكية بين الإيطالي أنشيلوتي والفرنسي فينجر هي أهم مفاتيح الموقعة اللندنية، وعلى الرغم من حداثة عهده بالدوري الإنجليزي مقارنة مع الخبير فينجر، إلا أن أنشيلوتي الشهير بـ”كارليتو” نجح في الفوز بلقب الدوري الموسم الماضي، وتفوق على أسين فينجر ذهاباً وإياباً، وفي المقابل لم يتمكن المدرب الفرنسي من الوقوف إلى جوار لاعبيه على منصات التتويج منذ عام 2005، ولا يملك فينجر بديلاً عن الفوز لحفظ ماء وجهه أمام كارليتو، ومن أجل تضييق الخناق وتشديد الحصار على البلوز قبل أن يذهبوا بعيداً في القمة ويتكرر سيناريو السنوات الست الأخيرة التي شهدت فوز البلوز باللقب 3 مرات، ومان يونايتد 3 مرات.
وعلى الصعيد الخططي لن يتخلى أنشيلوتي عن نزعته الباحثة عن الفوز، فهو يملك قوة هجومية لا مثيل لها في الدوريات الأوروبية جميعها، فقد أحرز البلوز 21 هدفاً في 5 مباريات، كما أن إقامة المباراة في معقله بستامفورد بريدج سوف تدفعه إلى البحث عن الفوز دون سواه، وفي المقابل فإن فينجر وكعادته يفضل الكرة الهجومية الجميلة على حساب الانضباط الدفاعي في بعض الأحيان، خاصة أن الفريق يعتمد على العناصر الشابة التي تتمتع بمهارات لافتة، وعلى المستوى الإنساني سيكون المدرب الإيطالي أنشيلوتي حاضراً بكامل تركيزه لقيادة فريقه اليوم بعد ساعات من تشييع والده إلى مثواه الأخير في إيطاليا.
دروجبا والانضمام لأرسنال
من جانبه، قال دروجبا قبل ساعات من المباراة المرتقبة إنه كان على وشك الانضمام إلى صفوف أرسنال قبل قدومه إلى تشيلسي، وعلق على ذلك قائلاً :”لا أعلم ما إذا كان فينجر يشعر بالندم لأنه لم يحصل على خدماتي أم لا، ولكن يجب ألا ننسى أنه كان يملك في هذا الوقت تيري هنري، وأتذكر أن أرسنال كان يملك العديد من نجوم الكرة الفرنسية، مثل ويلتورد، وفييرا، وهنري، وبيرث، إلى حد أننا في فرنسا كنا نتبادل نكتة تقول إن أرسنال هو الفريق رقم 21 في الدوري الفرنسي ولكنه يلعب في الدوري الإنجليزي استثنائياً، وكان فينجر يرغب في جلبي إلى صفوف الفريق، ولكن القدر حول وجهتي من أرسنال إلى تشيلسي، حيث النجاح والبطولات، وعلى المستوى الشخصي أحترم فريق أرسنال كثيراً، وأتطلع إلى المباريات التي نخوضها أمامه لثقتي في أنها دائماً ما تكون مثيرة ومحط أنظار الجماهير”.
وفي تعليقه قبل ساعات من المباراة قال أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال:” دروجبا مهاجم متكامل، ولكننا لن نعيش هوس مراقبة لاعب بعينه، فقد تعثر دروجبا في مباراة مان سيتي، ونجح توريه في الحد من خطورته على الرغم من أن توريه لم ينجح في أداء هذا الدور حينما كان يلعب لأرسنال، أعتقد أننا نستطيع الفوز على تشيلسي شريطة أن نكون نقدم أفضل أداء لدينا”.
عدد اليوم
