الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لسيارات تحصد أرواح المشاة في دبي

30 يونيو 2006 01:37
دبي -سامي أبو العز: كشفت إدارة تخطيط حوادث السير في الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي أن الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري شهدت 572 حادث إصابات على شوارع إمارة دبي، أسفرت عن إصابة 945 شخصاً أدت إصابات 105 أشخاص منهم للوفاة، بينما كانت إصابات 71 بليغة، و251 متوسطة، وإصابات 518 شخصاً طفيفة، بينما تضررت 973 مركبة نتيجة تلك الحوادث· وأكد المقدم محمد حسن العلي مدير الإدارة أن تلك الإحصاءات التي تعد الأخطر من نوعها، تدل على إصابة شخص واحد كل 3 ساعات نتيجة حوادث السير في دبي، ووفاة شخص من هؤلاء المصابين كل 27 ساعة، وإصابة شخص منهم بإصابات بليغة كل 40 ساعة، وإصابة شخص بإصابات متوسطة كل 11 ساعة، وإصابة شخص بإصابات طفيفة كل 5 ساعات، منبهاً إلى أن الإصابات البليغة تؤدي غالباً إلى إعاقات· 5367 حادثا مروريا وخلال الإحدى عشرة سنة الماضية شهدت إمارة دبي 5367 حادثا مروريا من بينها995 حادث دهس لقي أصحابها حتفهم أثناء عبورهم الشوارع، وغالبا ما يكون هذا العبور من أماكن غير مسموح فيها بعبور المشاة···لكن هل يلقي المشاة بأنفسهم تحت عجلات السيارات المسرعة أم أن ذالك هو السبيل الوحيد أمامهم للعبور إلى منازلهم أو أعمالهم أو حتى شراء احتياجاتهم· وإذا كانت أماكن عبور المشاة محددة وفقا للقانون ولضوابط ترتبط بخطوط سير السيارات والإشارات الضوئية في وسط الإمارة فماذا عن امتدادات الشوارع حيث تباعد المسافات إلى حد كبير في بعض الشوارع بين الجسور والأنفاق الخاصة بالمشاة ما يفقدهم المقدرة على السير تحت درجات الحرارة المرتفعة ويدفعهم إلى عبور الشارع دون تردد غير مدركين لخطورة تلك اللحظات الفاصلة التي قد يدفعون حياتهم ثمنا لها أو يصاب بعضهم بعاهة قد تؤرق عليه ما تبقى من عمره· العبور المفاجئ في المقابل فإن قائد السيارة الذي يفاجأ بلا سابق إنذار - خاصة إذا كان يقود سيارته في شارع مفتوح بسرعة كبيرة- بمن يعبر الشارع فجأة والنتيجة طبعا يحسمها القدر حسب قدرة قائد المركبة على التحكم في سيارته وربما يفقد أحدهما حياته أو الاثنان معا وربما امتدت الكارثة إلى آخرين لا ذنب لهم نظرا للتوقف المفاجئ إلى أحداث كارثة أكبر يروح ضحيتها عدد من السيارات التي تضطر جميعا للتوقف فجأة والنتيجة دماء طاهرة تروي حبات الإسفلت· ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فانه يمتد إلى فتح باب التعويض والقضايا والمحاكم··أنها حقا سلسلة متشابكة نهايتها دائما غير سعيدة يمكننا التغلب عليها بطريقة بسيطة تحفظ الدماء والأموال عبر إنشاء المزيد من جسور المشاة ليتمكن المارة من عبور الشوارع في أمان· لكن الملفت للنظر حقا والمثير للدهشة في نفس الوقت أن يعبر بعض المشاة عرض الشارع من جوار جسر المشاة دون استخدامه أو حتى النظر إليه ما يفتح الباب أمام تساؤل هام··لماذا يهجر البعض جسور المشاة ويعرض حياته للخطر مارا في عرض الشارع متحديا السيارات المسرعة معرضا حياته لخطر أكيد؟ والإجابة ببساطة لها شقان: الأول: أن البعض وخصوصا كبار السن يجدون في عبور هذه الجسور مشقة كبرى حيث تمتد لمسافات طويلة تستلزم منهم صعود درجات سلم مرهقة واللف خلال دورانات متعددة ما يفقدهم كثيرا من قوتهم ويجعلهم يتخذون قرار العبور في الشارع سريعا دون تفكير أو تردد· الثاني: يتمثل في فقدان العديد وخاصة بعض أفراد الجنسيات الآسيوية إلى الثقافة والوعي المروري بضرورة الالتزام بأماكن عبور المشاة وحفظ حياتهم وحياة الآخرين· جسر واحد لا يكفي والمدقق لأماكن عبور المشاة في شوارع دبي يجد أن المشاة يجبرون أحيانا إلى العبور إلى الجانب الأخر من الشارع عبر أماكن غير مخصصة بسبب عدم وجود جسور أو أنفاق·· لكن الملفت للنظر بصورة أكبر أن هناك أماكن حيوية تفتقد إلى مثل هذه الجسور والأنفاق فمثلا شارع الشيخ زايد الذي يعد من أكثر الشوارع حيوية في دبي لما يتمتع به من نشاط تجاري واقتصادي كبير لا يوجد به سوى جسر واحد للمشاة يوجد في أول الشارع الذي أكدت الإحصائيات المرورية والأمنية احتلاله المرتبة الأولى وتصدره لأخطر عشرة مواقع بالنسبة لحوادث السير بسبب ما ينتج عنها من خسائر في الأرواح حيث شهد خلال العام الماضي وحده 471 حادث سير متوسطا وبليغا · في النهاية فان الأمر يحتاج إلى دراسات متأنية لبحث زيادة أعداد جسور وأنفاق المشاة وتوزيعها وفقا للنتائج على معابر الموت لوقف نزيف الدماء على الإسفل
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©