الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان شهر التسابيح والتراويح.. شهر الصيام والقيام

رمضان شهر التسابيح والتراويح.. شهر الصيام والقيام
5 يوليو 2013 00:16
يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان المبارك، شهر التسابيح والتراويح، شهر الصيام والقيام، وقد خصه الله تبارك وتعالى بنزول القرآن الكريم فيه، ليكون هداية للناس وتبياناً لكل شيء وفرقاناً بين الحق والباطل، كما في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، «سورة البقرة، الآية 185»، فنحن اليوم على أبواب هذا الشهر المبارك، حيث يُطِلّ علينا بخيراته وبركاته، فقد افترض الله علينا صيام نهاره، وَسَنَّ لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قيام ليله، وحثنا على اغتنام الأوقات والأعمال الصالحة فيه، ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ورغبة في جنته والنجاة من ناره، لذلك يجب على المسلمين الاستعداد لاستقبال هذا الضيف الكريم، وأَنْ يُشَمِّرُوا عن ساعد الجدّ، وَيُوَطِّدوا العزم على صيام أيامه وقيام لياليه. إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونفسُ كلِّ واحدٍ منهم تعتلج بألوان شتى من المشاعر والمعاني، مِنْ آملٍ راجٍ أن ُيعَوِّض في رمضان ما فاته من التقصير على مدار العام، وَمِنْ مُتَوَثبٍ مُتَحَفِّزٍ لرحلة روحية جديدة يتزود فيها بطاقاتٍ دافقة من الإيمان والتقوى، تُهيّئُ لروحه مزيداً من الصفاء، ولقلبه فيضاً من الطمأنينة، ولبصيرته ينبوعاً من النور، يُضيء له طريق الهدى، ويفتح له باباً إلى الطاعة الخالصة، قد يمضى به إلى أن تناله رحمة الله ويحظى بغفرانه. شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فقد ورد في الحديث عن سلمان - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم من شعبان فقال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهرٌ عظيم مبارك، شهرٌ فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر ٌجعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخير كان كَمَنْ أَدَّى فريضة فيما سواه، ومن أَدَّى فريضة فيه كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزاد في رزق المؤمن فيه، وهو شهرٌ أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار»، (أخرجه ابن خزيمة). وبهذه المناسبة نهنئ الأمتين العربية والإسلامية بقرب حلول شهر رمضان المبارك، ونسأل الله العلي القدير أن يكون شهر خير وبركة على الأمتين العربية والإسلامية. شهر رمضان ... شهر التوبة والمغفرة شهر رمضان المبارك تُفَتَّح فيه أبواب رحمة الله ومغفرته، فلا تُغْلَقُ على مدى أيام هذا الشهر الكريم، والله سبحانه وتعالى لا يَرُّد تائباً ولو بَلَغَتْ ذنوبه عنان السماء، ولا مستغفراً حتى لو أتى بقُرابِ الأرض خطايا، ولا سائلاً حتى لو سأله الجنة بحذافيرها، ولا مستغيثاً ولا مضطراً حتى لو بلغ به السوء مبلغه، ولا صاحب حاجة إلا قضى له حاجته. ويحمل الشهر المبارك في طَيَّاتِه الأمل للعصاة والمذنبين واليائسين والقانطين بأن باب التوبة والمغفرة مفتوح، كما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يُقَال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِق فلم يدخل منه أحدٌ»، (متفق عليه)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه»، (متفق عليه). فشهر رمضان من أعظم الأوقات فضلاً وبركة، لِمَا ورد فيه من كثرة الفضائل والمناقب، لذلك يجب على كلّ مسلم أن يغتنم فرصة حلول هذا الشهر المبارك لفتح صفحة جديدة من التوبة والطاعة، فكلُّ ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، والله سبحانه وتعالى يفتح باب التوبة للمذنبين المُقَصِّرين كي يعودوا إلى محراب طاعته، شريطة الإقلاع عن المعاصي، والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العودة، وردّ الحقوق لأصحابها إنْ كان الذنب يتعلق بآدميّ، وأن تكون التوبة توبة نصوحاً يُقْبل بها العبدُ على ربه صادقاً مخلصاً. شهر رمضان ... شهر الأعمال الصالحة يُسْتَحب للمسلم في هذا الشهر المبارك أن يُكْثِر من الأعمال الصالحة، ومنها: قراءة القرآن الكريم: ? نحن أمة القرآن، وَمَجْدُ هذه الأمة إنما هو في كتابها، ذلك الكتاب الذي ربط بين جميع المسلمين، وكان دستورهم في شؤون دنياهم ودينهم، والروح الذي أحيا أموات أفئدتهم، وأزال الغشاوة عن قلوبهم، والنور الذي أضاء لهم الطريق وسلكوا به سبيل الهدى والرشاد. هذا هو القرآن الكريم، دستورنا الخالد، ومصدر عزتنا وكرامتنا، علينا أن نقرأه، ونتدبر معانيه، ونعمل بأحكامه، وأن نعلمه لأبنائنا وفلذات أكبادنا، حتى نكون من السعداء في الدنيا، والفائزين في الآخرة إن شاء الله. ومن المعلوم أن جبريل - عليه السلام - كان يلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فيدارسه القرآن، وقد حرص سلفنا الصالح - رضي الله عنهم أجمعين - على استغلال أوقاتهم في شهر رمضان بقراءة القرآن الكريم، والآثار في ذلك كثيرة، منها قوله - صلى الله عليه وسلم-: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعتُه الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان»، (أخرجه أحمد والطبراني). الحرص على صلاة الجماعة وإدراك تكبيرة الإحرام: ? لقد شجَّع الإسلام على صلاة الجماعة، وحثَّ عليها، ورغَّب في المحافظة على أدائها، حيث وردت أحاديث نبوية تبين ذلك منها قوله - صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمساً وعشرين ضعفاً، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصَّلاة، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعت له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصَلّي عليه ما دام في مُصَلاَّه ما لم يُحْدِث، تقول: الَلَّهُمَّ صلِّ عليه، الَلَّهُمَّ ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصَّلاة»، (أخرجه البخاري)، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: «من صلّى لله أربعين يوماً في جماعة يُدْركُ التكبيرة الأولى، كُتِبَ له بَرَاءَتان: براءةٌ من النار، وبراءةٌ من النفاق»، (أخرجه الترمذي)، لذلك يجب عليك أخي المسلم أن تحرص كل الحرص على أداء الصلوات في جماعة. الإكثار من الصدقات في رمضان: ? شهر رمضان شهر الخير والبركة والبرّ والإحسان، كما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجْوَدُ بالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ»، (متفق عليه)، فشهر رمضان شهر الخيرات والبركات، كيف لا؟ والمنادي يُنَادي كما قال - صلى الله عليه وسلم-: «يا باغِيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقصِرْ، وللهِ عُتَقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ»، (أخرجه الترمذي). الكف عن اللغو والرفث: ? وذلك في جميع الأوقات، خاصة في هذا الشهر المبارك، كما جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «... والصِّيامُ جُنَّةٌ، فإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكُم فلا يرفُثْ يَومئذٍ ولا يَصخَبْ، فإن سَابَّهُ أحدٌ أو قاتلهُ فَلْيَقُلُ إنِّي امْرُؤٌ صَائمٌ»، (أخرجه مسلم). كلمة أخيرة أخي المؤمن: إذا ثبت هلال شهر رمضان وتحققت رؤيته في أيِّ بلدٍ، فإنَّ ثبوته ينبغي أن يلتزم به المسلمون جميعاً، ومن المخجل أنْ نُثْبته في بلد ونأبى إثباته في آخر لا يَبْعُدُ عنه إلا مسافة قليلة قصيرة، فقد جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يوماً»، (أخرجه مسلم). وَيُسْتَحبُّ لمن رأى الهلال أن يقول ما رُوى عن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بالأمن وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»، (أخرجه الترمذي). نسأل الله أن يجعله شهر خير وبركة على الأمتين العربية والإسلامية، وكل عام وأنتم بخير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©