الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لماذا لم يعد وحيد القرن ضاحكاً في نيبال؟

30 يونيو 2006 01:46
الاتحاد - خاص: لنتصور دولة على خاصرة جبال همالايا بين الصين والهند، وتضم 20 شعبا و60 قبيلة و120 لغة و4 ديانات و4 طبقات مع وجود 20 في المئة من المنبوذين· نيبال التي تعاني ''بدء عهد جديد'' ربما تكون الآن عند بدء عهد جديد· انتفاضة ابريل الماضي حدّت من الصلاحيات المطلقة للملك· ولكن هل يكون البديل عن ''جيانندرا'' ''ماو تسي تونج؟ الماويون منتشرون في أرجاء البلاد· حرب العصابات التي خاضوها على مدى 20 عاما كلفت البلاد 130 ضحية· إنهم يستعدون للانقضاض على السلطة هذه المرة ليس من الادغال وإنما من صناديق الاقتراع· يقظة التنين·· والديناصور على بوابة المدينة المحرمة في بكين تترهل أكثر فأكثر صورة ''ماوتسي تونج'' لا أحد ينكر انه هو من أيقظ التنين، ليس فقط من خلال قوله ''فلتتفتح مائة زهزة''، وإنما من خلال قدرته على ''إدارة الخيال'' عبر تلك الايديولوجيات التي خلطت، وعلى ذلك النحو الخشبي، بين الخبز والتاريخ من يأكل الآخر، أم من يصنع الآخر؟ لكنهم في الصين قالو بالفارق بين يقظة التنين ويقظة الديناصور· راح ''ماو'' يتصرف كما لو أنه الواحد الأحد بين مليار بشري يحملون بين اصابعهم قدرة هائلة على الصبر وعلى الابداع سقط بـ ''الجدلية التاريخية إياها· وقال الامريكي ''ادغارسنو''، الباحث في الشؤون الصينية'' ولكن من قال إن الأفواه التي لاتأكل ليست هي الأفواه التي تضحك''؟ بدأت الصين تضحك رحل ''ماوتسي تونج''، ومعه ذلك الزيّ الرهيب الذي فرضه على الناس (هذا تقليد صيني قديم)· البانوراما الخشبية بدأت بالتصدع· المملكة الضاحكة الصين التي قلما عرفت بأنها تضحك تشهد ''نموا'' في معدلات الضحك· نيبال المتاخمة والتي طالما عرفت بـ ''المملكة الضاحكة، تتراقص دمويا، بين ملك وضع بين يديه كل السلطات وبما في ذلك الإشراف، شخصيا، على المقالات التي تنشرها الصحف، وبين المجموعات الماوية التي تنتشر بكثافة في أربعة أخماس البلاد والتي ترفع شعار الاستيلاء على السلطة، من أجل أن يكون النيباليون ''سعداء''· كان يمكن لهذه الدولة ان تكون سعيدة، وإن جعلتها الصدفة الجغرافية تقع بين عملاقين: الصين (بحدود: 1236 كيلوا مترا) والهند (بحدود: 1690 كيلوا مترا)· كتمندو العاصمة التي تحولت إلى حاضرة للهيبين الذين يتعاطون، عبثيا، مع الثقافات المعاصرة على ارصفتها، وأيضا على السفوح التي تحيط بها، كنت تجد شبانا وشابات من أرجاء الأرض يقيمون ''طقوس الحرية''، بعيدا في الضوضاء وفي الضوء، حيث لا مكان لـ''الأنا'' إلا في ذلك السياق الاوركسترالي الجاف· ممتلكات بشرية لا احد من هؤلاء كان يدري ان النيباليين إياهم يعانون من قلة الحرية الذين تعاقبوا مع سكان المملكة على أنهم ممتلكات شخصية والحجّة أنه إذا ما تركت الأمور على عواهنها يحلّ بنيبال ما حلّ بالتيبت، أو قد ترى الهند ألا يوجد داع لكي تتوقف جبال هملايا عند حدود معينة؟· نيبال تشتهر بوجه القرن· أحد الرحالة الانجليز في منتصف القرن التاسع عشر ويدعى ''روبرت كلارك'' كتب عن وحيد القرن الذي يضحك هذا أمر عجيب، ولكن حتى اللغة كانت ضاحكة، ودافئة، ولا علاقة لها بالرياح الثلجية الآتية من قمم الافرست· يفترض بالناس، وبسبب ذلك التشكيل الجيولوجي، أن ينظروا الى الحل· كثيرون يأتون من اصقاع الدنيا ليتسلقوا الافريست، الذي أخذ اسمه من الانجليزي ''جورج ايفرست''، في ما لايزال النيباليون يستخدمون الاسم القديم ''ساغارماتا'' يشعرون بأنهم ''ينحدرون'' مستوى الحرية ينخفض، مستوى الماويون يزحفون· براشاندا الرهيب ياللمصادفة حين يكون لقب أحد القادة الماويين، وهو ''براشاندا'' وحيد القرن· لكنه يفضّل ذلك اللقب الآخر ''الرهيب'' إنه يحمل دبلوما في الهندسة الزراعية· كان، في البداية، يعرف برقّته، يجالس القرويين، يتناول الطعام معهم، ويشاركهم الغناء في الليالي المقمرة، قبل ''أن تصبح عيناه كما لو أنهما عيني ملك الموت''· هكذا يقال الآن· ''براشاندا''، ومعه زميله ''بايورامبهاتاري''، المهندس المعماري (الذي يقول بمعمارية أخرى للناس) يعتبران انه مثلما تحتاج الزهرة الى الماء تحتاج الى الدماء· هذه قناعة ايديولوجية لا تقبل الجدل· الانتفاضة التي اندلعت في نيسان/ ابريل الماضي والتي جعلت الملك يقّدم تنازلات تكتيكية على الأقل، تتيح على الأقل للماويين وللنساء ولمجموعات سياسية أخرى حق المشاركة في العملية السياسية· بالتأكيد أن ''براشاندا'' يمتلك المواصفات نفسها التي للملك ''جيانندرا'' إنه يعدّ العدة للجلوس على العرش· يعرف كيف يثير الرعب، فيما حلّ في ذلك البلد الذي يعاني أساسا من تصدعات لامرئية، حينا وساطعة حينا آخر: 20 شعبا، 60 قبيلة، 120 لغة، 4 ديانات، 4 طبقات، ناهيك عن وجود 20 في المئة من المنبوذين· نصيحة للملك لكن الانتفاضة أخذت من ''صاحب الجلالة'' تعهدا بصوغ دستور جديد للبلاد قبل تشرين الثاني/ نوفمبر ،2007 الذي يرصد الشعارات، والبرامج، يلاحظ كيف ان الماويين يقدمون أفكارا متطورة جدا ''من اجل الانصهار الوطني'' منبوذ لرئاسة الحكومة· هذا ممكن· ولكن ماذا يقول الأميركيون؟ السفير الأميركي في كتمندو هو الذي نصح الملك، وبلهجة عالية، بعدم زجّ الجيش في أي عملية دموية لأن من شأن ذلك أن يزيد في قوة الماويين الذين يتحدثون،على كل حال، بلهجة من يمسك، وحيدا، بقرن وحيد القرن·· اللافت ان الماويين لا ينتشرون في نيبال وحدها· هنا التواصل قديم جدا مع الهند التي غزت هذه البلاد ما بين القرنين الثامن والسادس، قبل الميلاد، فهل حقا مايقال ان ''ماوتسي تونغ'' لم يعبر حدود الصين، وعبوره هنا منطقي، للدخول إلى نيبال، بل انه تسلل عبر حدود الهند؟ الماويون في الهند يُعرفون بـ''الناكساليت'' إنهم ينتشرون في ولايات ''شهاتيسغراف''، حيث اقيمت المعسكرات الرئيسية لهم، و''اندرابراديش''، وحيث ظهرت الماوية هناك منذ العام 1960 وتسببت في سقوط نحو 6000 ضحية، ''وبيهار''، وحيث قتل الماويون عشرات الاشخاص الذين ينتمون الى طبقات عالية بعدما اعتدت ميليشيا تابعة لهذه الطبقات على القرويين و''جهار خنذ'' التي انشئت في عام 2000 والتي تعتبر مختبرا ''للناكساليت'' و''اوريسا'' حيث الانتشار الكثيف بين عمال المناجم· الماويون يتكاثرون في بنجلاديش، وبوتان، وسريلانكا ''ماوتسي تونغ'' قال ''فلتتفتح مائة زهرة''، وليس ''فلتتفتح مائة دولة'' في الهند يذبح الماويون، وفي طقوس معينة، البقرة المقدسة للتدليل على مقدساتهم ذلك التقليد الديني، وكل التقاليد الأخرى· لكن الثابت ان نيبال التي يعني اسمها ''بدء العهد الجديد'' هي وحدها المهددة بالحقبة الحمراء· المناخ موات جدا: نقص في الحرية وفي الخبز: 40 في المئة من السكان يعيشون بدولار واحد في اليوم· أكثر من نصف الأطفال لا يذهبون الى المداس، فيما يمسك واحد في المئة من السكان ثلاثة أرباع الثروة الوطنية· مستوى التغذية لدى الأطفال أعلى منه في اقليم دارفور، ثم لا ننسى ان الثوار يفرضون الجزية على الناس: نصف رغيف لكم والنصف الآخر للثورة·· ''أورينت برس''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©