الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الشعب الألماني يواجه منتخب الأرجنتين في ربـع النهـائي

الشعب الألماني يواجه منتخب الأرجنتين في ربـع النهـائي
30 يونيو 2006 01:46
رسالة برلين : أكرم يوسف تحولت صورة مارادونا وهو يبكي بعد خسارة الأرجنتين أمام ألمانيا في نهائي مونديال 1990 إلى الصورة الأكثر انتشاراً في الصحف وقنوات التليفزيون الألمانية قبل لقاء اليوم بين ألمانيا والأرجنتين في ربع نهائي كأس العالم، ولن تكون مجرد مباراة مثل بقية مباريات البطولة ولكنها ''موقعة الحلم ''بين 82 مليون ألماني وبين 11 لاعباً أرجنتينياً يساندهم مارادونا وابنته وزوجته من المدرجات، الفوز اليوم يختصر الكثير من المسافات في الطريق لتحقيق حلم اللقب الرابع لأن المباراة التي تقام في الساعة الخامسة مساء اليوم ( السابعة بتوقيت الإمارات ) بالاستاد الأولمبي بالعاصمة برلين تعد بمثابة النهائي المبكر لكأس العالم ،وما أكثر النهائيات المبكرة في هذا المونديال لأننا سنكون غداً على موعد مع قمة أخرى تجمع بين البرازيل وفرنسا، إلا أن قمة اليوم تعد الأقوى والأعنف والأخطر لأن خسارة ألمانيا صاحبة الأرض وخروجها سيكون صدمة قاسية لشعب بأكمله يعيش الحلم ويحمل الأعلام في المنازل والشوارع والسيارات، ولكن الفوز والتأهل لنصف النهائي يعني استمرار الاحتفالات والبهجة في الشارع الألماني التي تضفي على البطولة أجواءً رائعة· ولا أحد يفكر في ألمانيا كلها منذ بضعة أيام إلا في هذه المباراة نظراً لصعوبتها وقوة المنتخب الأرجنتيني الذي فرض نفسه كأحد المرشحين بقوة، ولا يمر يوم إلا وتكون هناك حكايات عن المباراة ومحاولات لشحن الجماهير واللاعبين حيث أذاعت قناة '' سات ''1 مساء أمس الأول فيلم ''معجزة بيرن'' الذي أنتج عام 2004 ويروي أروع قصص بطولة الألمان عندما هزموا المجر3-2 في نهائي مونديال 1954 وبدأت الصحف تحسب العد التنازلي للقاء، واحتلت دموع مارادونا التي تساقطت عقب الخسارة في نهائي 90 بهدف أندرياس بريميه مساحة كبيرة في وسائل الإعلام، وقدمت قناة ار تي ال لقاءات مع نجوم المنتخب الألماني الذين هزموا الأرجنتين قبل 16 عاماً أمثال بيير ليتباريسكي واندرياس بريميه· ومنذ هذا الانتصار الذي تحقق قبل 16 عاماً، لم تتمكن ألمانيا من الفوز على الأرجنتين في كل اللقاءات التي جمعت بينهما وخسرت ألمانيا 2-1 في ميامي عام 1993 و1- صفر عام 2002 في شتوتجارت وتعادلا 2-2 في دوسلدورف عام 2005 ثم 2-2 في نفس العام ولكن في نورنبرج، ورغم أن اللقاءات الثلاثة الأخيرة أقيمت في ألمانيا إلا أن أصحاب الأرض لم يتمكنوا من الفوز منها إلا في لقاءين تحت قيادة يورجن كلينسمان وهذا يخلق حالة من القلق لا تبدو واضحة على الوجوه لأن الخصم هذه المرة ليس كوستاريكا ولا بولندا ولا الأكوادور ولا السويد ولديه أنياب وأسلحة وخبرة وطموح وفي لحظة واحدة يقد يقلب الطاولة ويفسد الفرح الألماني بالمونديال والنتائج، وبالتالي سيتعامل كلينسمان مع المباراة بكثير من الحذر سيلعب بتوازن وبدون اندفاع هجومي لأن الخطأ يعني ضياع الحلم والهدف المبكر في شباك يانس ليمان يعني زيادة الضغوط وفقدان التركيز والتسرع في الأداء· شجاعة كلينسمان والمنتخب الألماني يبدو أكثر شجاعة هجومية في هذه البطولة فهو يبادر ويذهب كثيراً تجاه المرمى ونجح يورجن كلينسمان في المزج ما بين قوة الأداء وذكاء التكتيك ليس فقط لأن كفة المنتخب الألماني وحجم نجومه وتاريخه وبطولاته أفضل بكثير من الخصوم الأربعة الذين واجههم حتى الآن ولكن لأن الأداء تطور للأفضل وقالت صحيفة برلين تسايتونج'': لم تبدأ بعد مباريات الدور ربع النهائي ولكن ليس لدينا شك في أن المنتصر سيكون ألمانيا، لأن هذا المونديال حقق نصراً كبيراً داخل الملاعب وخارجها ،وهؤلاء الذين انتقدوا كلينسمان أخرست أصواتهم· والمسؤولون عن البوندسليجا الألماني أدركوا بأن كل شيء ممكن إذا امتلك المرء شجاعة الإصلاح واعتقد بإمكانياته ولم يستسلم أمام منتقديه بل عمل على إقناعهم· ويمكن للجميع أن يتعلموا شيئاً من كلينسمان في كل المجالات وليس فقط في المجال الرياضي'' كلينسمان ومن ورائه الشعب الألماني يدخل لقاء اليوم بثقة أكبرعلى المستوى الفني والبدني والمعنوي، وكشفت المباريات السابقة وجود الكثير من الحلول الهجومية المؤثرة حيث يعد المنتخب الألماني الأكثر فاعلية في هذا الجانب وسدد 78 مرة منها 38 مرة على المرمى بنسبة 49 % أحرز خلالها 10 أهداف وأربع تسديدات ذهبت في العارضة والقائمين، ويعد أيضاً المنتخب الألماني من أكثر منتخبات البطولة في الكرات العرضية وله 111 تمريرة ،وخلال المباريات الأربع كانت له 26 هجمة مرتدة سريعة ·إذاً نحن أمام فريق لديه الكثير من الأوراق الرابحة سواء في المرتدات أو العرضيات أو الهجمات المنظمة، والتحركات الواعية لثنائي الهجوم '' كلوزه وبولدي''، ومازال الجميع هنا يتحدث عن الهدف الثاني الذي أحرزته ألمانيا في مرمى السويد لأن هذا الهدف كشف مدى الذكاء والمهارة التي يتمتع بها ثنائي الهجوم الذي كان في مواجهة خمسة من مدافعي السويد ورغم ذلك تحرك كلوزه من اليمين إلى على حدود منطقة الجزاء ليسحب معه ثلاثة مدافعين، ويتحرك بودلوسكي '' بولدي'' بدون كرة وبسرعة في المساحة الخالية التي تركها المنتخب السويدي ليتسلم الكرة ويكملها في المرمى، وهذا الثنائي ''البولندي الأصل'' أحرز سبعة أهداف من عشرة للمنتخب الألماني حتى الآن منها أربعة أهداف لكلوزه هداف البطولة حتى الآن، وتعلق عليه الجماهير أمالاً كبيرة اليوم· وبجانب الهجوم هناك حلول أخرى من الوسط مثل مايكل بالاك قائد الفريق وشنايدر وفرينجز، بالإضافة إلى الظهيرين، الأيسر فيليب لام الذي أحرز أول هدف في البطولة في مرمى كوستاريكا والأيمن فريدريش· ويلعب المنتخب الألماني بطريقة 4-4-،2 ويفرض أسلوبه دائماً في كل المباريات التي يلعبها ووصلت نسبة استحواذه على الكرة 227 دقيقة في أربع مباريات· ولكن المشكلة التي يعاني منها الفريق فقدان الكرة تحت الضغط بسهولة مما يربك حسابات الدفاع في التغطية ويعرض مرمى ليمان للخطر، ولكن بعد أول هدفين في الافتتاح من كوستاريكا لم تهتز شباك المنتخب الألماني أمام بولندا والأكوادور والسويد وهو مايعطي إشارات تفاؤل بقدرة الدفاع على الصمود أمام هجوم مرعب يتكون من كريسبو وسافيولا وريكلمي· ويتميز المنتخب الألماني بالبداية القوية وهو عادة الذي يبدأ بالتسجيل وأحرز ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات في أول عشر دقائق أمام كوستاريكا سجل فليب لام بعد 6 دقائق، وأمام الأكوادور سجل ميروسلاف كلوزه بعد أربع دقائق، وأمام السويد أحرز بولدي بعد أربع دقائق، وإذا تأخر التسجيل فإن ذلك لا يسبب مشكلة للفريق لأنه يملك أيضاً النفس الطويل واللياقة البدنية العالية التي تؤهله للاستمرار في المحاولات حتى آخر دقيقة بالإضافة إلى وجود بدلاء لديهم القدرة على تقديم الإضافة مثل أوليفر نوفل الذي شارك في الشوط الثاني وأحرز هدف الفوز في مرمى بولندا في الدقيقة ·91 الثأر استعادت الأرجنتين الكثير من بريقها في هذا المونديال وخطفت الأضواء بأدائها ونجومها ونتائجها، وأصبحت في مقدمة سباق الترشيحات لأنه بالفعل فريق يستحق أن تراهن عليه فهو فاز على كوت ديفوار 2-،1 وصربيا 6- صفر، وتعادل مع هولندا بدون أهداف ثم فاز على المكسيك 2-1 في الدور الثاني وفي مقدمة أقوى منتخبات ربع النهائي هجوماً برصيد عشرة أهداف· مارادونا في المدرجات يبث الحماس في عروق الفريق ومن وقت لآخر يجلس مع اللاعبين يقدم لهم الدعم والنصحية، ومباراة اليوم من أكثر المباريات التي يتمنى مارادونا أن تفوز فيها بلاده للثأر من الخسارة التي أبكته أمام ألمانيا في نهائي 1990 بركلة جزاء قبل 5 دقائق من النهاية ورفض بعدها مصافحة هافيلانج رئيس الفيفا واتهمه بأنه السبب وراء خسارة الأرجنتين، ومنذ 16 عاما لم تلعب الأرجنتين مع ألمانيا في كأس العالم واليوم هو اللقاء الأول وأشعل مارادونا الألمان بتصريحاته لصحيفة ال بايس الإسبانية والتي أكد فيها على أن الأرجنتين ستخرج ألمانيا من البطولة· المنتخب الأرجنتيني يلعب بطريقة 4-3-1-2 حيث يوجد في خط الظهر كل من سورين وايالا وهاينز وسكلوني، وفي ارتكاز الوسط ماشيرانو وبجواره في اليمين ماكسي رودريجز وعلى يساره كامبياسو وأمامهما خوان ريكلمي خلف رأس الحربة هيرنان كريسبو وسافيولا· وأكثر ما يتميز به المنتخب الأرجنتيني وجود خط هجوم ثاني في خط الوسط لا يقل كفاءة وفاعلية عن كريسبو وسافيولا حيث أحرز ماكسي رودريجز ثلاثة أهداف، وكامبياسو هدفاً ،مقابل ثلاثة أهداف لكريسبو وهدفاً واحداً لكل من ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز· وتبدو دقة التسديدات الأرجنتينية أفضل من ألمانيا، فمحاولات التسديد وصلت إلى 41 محاولة منها 21 مرة على المرمى بنسبة 51% مقابل 49 % لألمانيا، كما أن نســـــــبة الأهداف لعدد التسديدات تصل إلى 24% للأرجنتين مقابل13 % لألمانيا· وبعكس المنتخب الألماني لا تجيد الأرجنتين الهجمات المرتدة السريعة ولها 6 محاولات فقط مقابل 26 لألمانيا، وكذلك الكرات العرضية· فالمنتخب الأرجنتيني يعتمد على الاختراقات من العمق ومهارات لاعبيه في المراوغة والتسديد من خارج منطقة الجزاء· ويعد خوان ريكلمي عقل المنتخب الأرجنتيني ومحطة مهمة في بناء الهجمات وتوزيع الأدوار وتتسم تمريراته بالدقه والذكاء وقد صنع ثلاثة أهداف حتى الآن وسيكون تحت الرقابة اليـــــــوم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©