السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غزة وتصفية الخلافات

21 يوليو 2014 03:38
منذ سنوات عدة أصبح قطاع غزة كما هو حال فلسطين بأكملها ملعبا للقوى الإقليمية والدولية تتصارع فيما بينها لأجندات معروفة أو خفية، فبعد أن كانت فلسطين شماعة لفشل حكومات تقهر شعوبها وتتغنى في ذات الوقت عن نصرة القضية الفلسطينية، وهي التي لم تقدم شيئا لها سوى مزيد من الدماء. في عام 2008 ومع اندلاع الحرب الأولى على قطاع غزة بدأ جليا ذلك الصراع العربي العربي، فبعد أكذوبة محور "الممانعة" الذي اتضح للعيان أنه لا يعدو سوى شعارات رنانة لم تقدم دول ذلك المحور شيئا لشعوبها قبل أن تقدم للقضية الفلسطينية. الحرب الأولى في غزة والتي كنت حينها هناك ادفع ما يدفعه المواطن الفلسطيني من فاتورة كانت ولازلت باهضة جداً لم تكن تلك الحرب مدمرة للبشر والحجر فقط بل أوجدت مبدأ التخوين والتضليل داخل فلسطين وخارجها، فإذا كان بينك وبين صديق لك خلاف على مبلغ مالي لم يسدده لك فيكفي أن تتهمه في الصحافة وشاشات التلفزة العربية بأنه كان متعاوناً مع إسرائيل في عدوانها على غزة، أما اذا اتسعت دائرة الخلافات تلك بين الدول والسياسات فالأمر يأخذ منحى آخر يتمثل في إطلاق الحملات الإعلامية لتشويه دولة ما لم تأت على مزاج دولة أخرى، وبالتالي فالأمر بسيط جدا وهو انتظار حرب جديدة في غزة لمحاولة تشويه مواقف الدول، واتهامها بالتخابر ومعرفة ساعة الصفر للحرب مسبقاً، وتقديم يد العون للاحتلال الإسرائيلي. الحديث الآن ما زال يراوح مكانه حول إعلان الهدنة بين حركة حماس المسؤولة إدارياً عن قطاع غزة، بالرغم من حكومة وفاق جديدة وبين إسرائيل التي ما زالت تعربد وتقتل المدنيين الأبرياء، فحماس رفضت المبادرة المصرية بحجة أنها لا تفك حصار غزة مع أنها قبلتها سابقا في عهد محمد مرسي وأيضاً دون إنهاء الحصار، ولكن ما قبل مرسي يختلف عما بعده بالنسبة لها، لتأتي بعدها مباشرة مبادرة قطرية تقول الأخيرة إنها تلبي مطالب حماس، والأهم من ذلك أنها تشترط أن يكون راعي الهدنة واشنطن وليست القاهرة! لنعود مجددا للمجازفة في أن يكون القرار الفلسطيني متروكاً لقوى خارجية لم يعرف عنها أي دور واضح في المنطقة سوى الفتن والمؤامرات. في السياسة وخصوصا الدولية قد تتعدد التحالفات والمحاور وتختلط الأوراق وهذا هو ما تستمر عليه الأحزاب الفلسطينية باستمرار، فهم لم يكونوا يوما أصحاب قرار مستقل لتستمر الصورة ضبابية بالنسبة للفلسطينيين الذين يأملوا من عدم الزج بهم دوماً في صراعات إقليمية، وهم دون شك يعرفون جيداً من كان لهم حليفاً تاريخيا دائما، ومن كان مدمراً لوحدتهم الوطنية ومتاجراً بدمائه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©