السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختبار صعب في دونيتسك

21 يوليو 2014 13:21
مايكل بيرنباوم دونيتسك أشادت الحكومة الأوكرانية بتراجع المتمردين في الآونة الأخيرة من سلوفيانسك، باعتباره انتصاراً كبيراً في المعركة الدائرة منذ شهور مع المتمردين في الشرق. لكن سكان سلوفيانسك الذين يزيلون الركام من المنازل والمتاجر التي أصابها الدمار لا يرون انتصاراً. والقتال ليس قريباً من النهاية بحال من الأحوال والسلطة المركزية غائبة إلى حد كبير والكثير من الانقسامات القائمة منذ فترة طويلة أصبحت أعمق مما كانت عليه سابقاً. والشعور بعدم الثقة في قدرات حكومة كييف الذي جعل سلوفيانسك أرضاً خصبة للانفصاليين، مازال كما هو. فقد جاء إيليا لازارينكو (25 عاماً) إلى منزله الأنيق سابقاً في أحد تقاطعات سلوفيانسك أملا في استنقاذ بعض الطعام من المطبخ الذي أصابه الدمار. وكان الانفصاليون المؤيدون لروسيا قد استولوا على عدة مبان حكومية في سلوفيانسك منذ منتصف أبريل، لتصبح مركزاً لانتفاضة المتمردين في المنطقة التي تهيمن عليها الثقافة الروسية بشدة. ولم تؤد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، حليف روسيا، في فبراير الماضي، إلا إلى تعميق مخاوف السكان من ذوي الأصول الروسية في شرق أوكرانيا من احتمال أن يصبحوا هدفاً للتمييز أو ما هو أسوأ من ذلك. وأذكت المخاوف وسائلُ الإعلام الروسية التي صورت الحكام الجدد لأوكرانيا المؤيدين لأوروبا باعتبارهم نازيين جددا. وبعد تقهقر المتمردين في الخامس من يوليو أشاد المسؤولون الأمنيون الأوكرانيون بالحكومة المركزية باعتبارها صاحبة السيادة هناك. لكن التقدم توقف سريعاً واحتمال الحرب في المدن يلوح في الأفق مع انتقال أرض المعركة إلى دونيتسك. ويوم الجمعة الماضي، سقط صاروخ للمتمردين على جنود أوكرانيين بالقرب من الحدود الروسية، فقتل 19 جندياً وأصاب 100 آخرين، مما يشير إلى أنه مازال بوسع المتمردين إلحاق الضرر بالقوات الحكومية. ونقلت وكالة انترفاكس عن أندريا ليسينكو، المتحدث باسم مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني، قوله إن خمسة جنود آخرين قتلوا يوم السبت. وأضاف أن نقاط تفتيش الجيش الأوكراني تعرضت للقصف 17 مرة خلال أربع وعشرين ساعة. ويرحب كثيرون في سلوفيانسك بالسلام، لكن آليات عمل الجيش الأوكراني لا تقدم لهم الكثير من الأمل بشأن المستقبل. فأمام مقهى أصابه الدمار بسبب إطلاق الصواريخ، جلس إيفان ليشونوف ونظر إلى عدد من المنازل أصابها الدمار على الجانب الآخر. وقال الضابط المتقاعد من الجيش، والبالغ من العمر 63 عاماً، «الجيش القادم من الغرب جاء إلى هنا ودمر كل شيء وذهب إلى دونيتسك». وحمل ليشونوف الانفصاليين أيضاً مسؤولية المشكلات التي تعاني منها سلوفيانسك، قائلا: «لماذا نخوض هذه الحرب؟ ربما نفهم الأمور بشكل مختلف في الشرق والغرب، لكننا بلد واحد». وفي دونيتسك، على القوات الأوكرانية إما أن تستخدم الضربات الجوية وتقصف بالمدفعية، وهي خطوة قد تدمر الكثير من المدينة، أو تجد نفسها أمام حرب عصابات في الشوارع التي قد تمثل تحدياً كبيراً لقوات الأمن سيئة التدريب والفقيرة في العتاد. ويوم السبت الماضي في مؤتمر صحفي في دونيتسك، زعم الكسندر بوروداي، الزعيم البارز للمتمردين، أن «الهدف الرئيسي للجيش الأوكراني هو ترويع المدنيين». وقبل ذلك بيوم كان قد أشار إلى أن «مئات الآلاف» من السكان ربما يغادرون المدينة في الأيام المقبلة. وأكد بوروداي وزعماء آخرون أنهم مستعدون لمواصلة القتال. ويتم حجز كل مقاعد القطارات التي تغادر دونيتسك قبل أيام من موعد مغادرتها ومواقع الأنباء المحلية على الإنترنت نشرت معلومات مفصلة عن طرق الطوارئ للخروج من المدينة. وحتى يستطيع المرء الانتقال عبر الريف المضطرب بين سلوفيانسك ودونيتسك، يتعين عليه أن يكون على دراية عميقة بالطرق المحلية الجانبية، مثل المتمردين، وهو أمر غير متوافر لقوات الأمن القادمة من كييف. وأقام الجيش الأوكراني الكثير من نقاط التفتيش على الطرق الرئيسية حيث يقف رجال متجهمون في زي رسمي غير كامل وبعضهم يلبس قباقب ويفحصون جوازات السفر ويفتشون السيارات. لكن نقاط التفتيش من السهل تخطيها من المدقات التي تعبر حقول عباد الشمس والقرى الصغيرة، ومن بينها طريق يصل إلى موقع رئيسي للجيش الأوكراني في المنطقة توجد به عشرات من قاذفات الصواريخ الثقيلة والدبابات والمدفعية الثقيلة المثبتة والمستعدة للقتال. ومعظم طرق البلاد مليئة بتحصينات للمتمردين لم يجر تدميرها مما يشير إلى مدى استعداد الانفصاليين والدعم المحلي الذي يحظون به. وعندما انتشرت قوات الأمن الحكومية بعد أن استولى الانفصاليون على مبان حكومية في أبريل الماضي، حاصر السكان وحدات الشرطة والجيش وألحقوا بهم هزيمة مخزية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©