الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كريس غاردنر المشرد الذي سار على طريق السعادة

كريس غاردنر المشرد الذي سار على طريق السعادة
15 ديسمبر 2016 01:07
ترجمة ريم البريكي عندما يتحدث كريس غاردنر عن الناس الذين لا مأوى لهم، فإن كلماته تلقى صدى، فقد سار بنفس خطاهم، ويعلم جيداً محاولة البقاء على قيد الحياة التي يعانيها المشردون. في حياته العملية نجح غاردنر في سوق الأوراق المالية ضد كل الصعاب التي واجهته، عاش مرحلة طفولة عنيفة، ورغم قسوة تلك المرحلة إلا إنه استطاع تغيير حياته من مجرد مشرد إلى واحد من الأثرياء في العالم، كان عمله الدائم واستمراره في العمل واحداً من أسباب نجاحه وتغلبه على مشكلة الفقر، كما أنه سعى جاهداً إلى تحسين ظروفه من أجل ابنه الذي كان يعيله، ويرتحل معه من مأوى لآخر. بعد التشرد وقسوة الحياة لجأ غاردنر إلى سوق الأوراق المالية واستطاع بعد كفاح وعمل دؤوب أن يصل بثروته إلى 60 مليون دولار، ويجوب العالم كخطيب مؤثر لتحفيز الجماهير، ويرعى عدداً من الجمعيات الخيرية للمشردين ومنظمات تهتم بمكافحة العنف ضد المرأة. يقول غارنرد بعد كل التحديات والظروف القاسية التي واجهته في بداية حياته نحو الثراء، لن ينسى ماضيه، ولن ينسى الناس الذين كان لهم تأثير حقيقي في حياته. في سان فرانسيسكو وتحديداً في العام 1980 عمل غارنر في بيع المستلزمات الطبية، بيد أن نجاحاته كانت بسيطة، وعلى الرغم من أنه كان يفتقر إلى الشهادة الجامعية والعلاقات الاجتماعية التي يمكن أن تؤهله لأي وظيفة، فقد طرق أبواباً عدة ولعدة أشهر، وحصل في نهاية الأمر على مكان له في البرنامج التدريبي دين ويتر رينولدز، وتلقى راتباً لا يكاد يمكنه من شراء الأطعمة وسداد إيجار مسكنه، لتتركه زوجته بعد ذلك تاركة له طفلهما الوحيد، في ظل هذه التحديات التي واجهت غارنرد من طفولة معنفة على يد زوج والدته وعيشه فترة في دور رعاية أطفال، وعودته وإخوته من والدته لدور الرعاية نفسها بعد محاولة والدته قتل زوجها، وإيداعها السجن، لهروب زوجته وتركه مع طفله في مواجهة مصيرهما في العيش، وجد غارنود نفسه متشبثاً بهدفه نحو تحقيق الاستقلال المالي، ولذلك الهدف عمل جاهداً ليلاً ونهاراً لتحسين وضعه المعيشي، تمكن من وضع طفله في حضانة لرعاية الأطفال، وبمقابل مالي زهيد، كان يتناول مع ابنه الطعام المقدم من الجمعيات الخيرية، كان ينام مع طفله في بعض الأحيان في الكنيسة، وبعض الأيام في دورات المياه التابعة لمحطة مترو الأنفاق في اوكلاند، بعد أن أنهى برنامجه التدريبي كان غاردنر المتدرب الوحيد الذي تم اختياره لمنصب دائم مع دين ويتر رينولدز. يقول غاردنر: «البقاء كان دافعاً وليس تحدياً بالنسبة إليّ» ويؤكد: «عندما أفكر في كل ما أريد تحقيقه، على الرغم من كل ما لدي من النجاحات، فإن الفرصة في تحقيق النجاح واسعة تماماً كوسع السماء». بعد بضع سنوات مع دين ويتر رينولدز، اتخذ موقفاً مع بير ستيرنز وشركاه، حيث أصبح أحد الروافد العليا، وذلك بتأسيسه في العام 1987 شركته الخاصة في شيكاغو، تحت اسم غاردنر ريتش وشركاه للوساطة المالية، ليحولها فيما بعد إلى اسم كريستوفر غاردنر الدولية القابضة، وهي شركة الوساطة المؤسسية التي توجه أيضاً مشاريع في الخارج، في المقام الأول في جنوب أفريقيا. اليوم يسعى غاردنر لتحقيق أقصى استفادة من كل دقيقة في مجال الأعمال التجارية، وضع غاردنر واحداً من الثوابت المتينة القائمة على مبدأ الوجود الدائم في الوقت المناسب، وبحسب قوله «إذا أمكن تطبيق ذلك فلا بد أن يكون ذلك الوجود قوياً بقوة الوقت المبكر» وهذا السر في التزام غاردنر بالتوقيت واحترام الوقت في تمكنه من تشغيل ممتلكاته وشركاته المالية، إيماناً منه أن التأخير يفقد المستثمر ثقة الناس به، وقدرته على تحدي الأولويات. جذبت السيرة الذاتية لحياة غاردنر الأضواء نحوها لتصوير فيلم من بطولة ويل سميث، وذلك بعد إصداره كتاباً عن حياته الشخصية حصل على أفضل الكتب مبيعاً، ليقوم بعد ذلك بإصدار كتابه الثاني في عملية منه لتشكيل مؤسسة معنية بمساعدة الفقراء والمشردين والمعنفين أسرياً. يذكر غاردنر الكثير عن والدته التي كان لها الفضل في تكوين شخصيته وإلهامه في تحقيق أهدافه، فقد زرعت والدته في نفسه ثقة كبيرة في الإيمان بذاته وقدرته على تحقيق أحلامه، يقول غاردنر: «أنا مدين كثيراً لأمي، بيتي جان غاردنر، في توجيهي وزرع الثقة بنفسي». الآن، يقضي غاردنر 200 يوم كل عام وهو يجوب العالم للتحدث إلى الجماهير الحاشدة في أكثر من 50 دولة، ويقول سكوت بيرنز، المدير في شركة «مورنينغستار» الاستثمارية، إن غاردنر «دليل مذهل على الجلد والصمود» ويعتقد غاردنر بأنه أثبت بطلان النظرية التي تقول إننا جميعاً نتاج ظروف مرحلة الطفولة. مترجم عن.success.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©