الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمام العادل أحد السبعة في ظل العرش

الإمام العادل أحد السبعة في ظل العرش
21 يوليو 2014 23:15
سمعنا وأطعنا العدل اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه وتعالى عدل في خلقه وعدل في تشريعه وعدل في أمره التكويني وفي أفعاله والعدل أساس نظام المعاملات الاجتماعية من آداب وحقوق وأقضية وشهادات ومعاملة مع الأمم وبه يرفع الظلم عن الناس. ويقول الدكتور أحمد طه ريان - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر - جاء الأمر الإلهي في القرآن الكريم بتطبيق العدل في آيات كثيرة منها قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، «سورة النحل: الآية 90»، هذه الآية جامعة أصول التشريع ومنها العدل وإعطاء الحق إلى صاحبه فهو من الحقوق الذاتية وحقوق المعاملات لأن المسلم مأمور بالعدل في ذاته قال تعالى: (. . . وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ. . . )، «سورة البقرة: الآية 195»، ومأمور بالعدل في المعاملات مع خالقه بالاعتراف له بصفاته وبأداء حقوقه ومع البشر من أصول المعاشرة العائلية والمخالطة الاجتماعية، وذلك في الأقوال والأفعال قال تعالى: (. . . وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى. . . )، «سورة الأنعام: الآية 152»، نِعِمَّا يَعِظُكُمْ به ويشر إلى العديد من الآيات التي توضح هذا المعني، ومنها قوله تعالى: (. . . وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)، «سورة النساء: الآية 58»، وقال تعالى: (. . . وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى. . . )، «سورة المائدة: الآية 8»، فحقوق المسلمين بعضهم على بعض من الأخوة والتناصح أصبحت من العدل في الشريعة الإسلامية فالعدل كلمة مجملة جامعة مناسبة لأحوال المسلمين. وقال تعالى: (. . . وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ. . . )، «سورة الأنعام: الآية 152»، يأمر الله تعالى بإقامة العدل في الأخذ والعطاء وتوعد تاركه في قوله تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ *الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ *أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ *لِيَوْمٍ عَظِيمٍ *يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، سورة المطففين: الآيات 1 - 6»، تحكي هذه الآيات قصة أمة من الأمم أهلكها الله كانوا يبخسون المكيال والميزان وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إنكم معشر الموالي قد بشركم الله بخصلتين بها هلكت القرون المتقدمة المكيال والميزان». العدل أقرب إلى التقوى وجاء الأمر بإقامة العدل في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)، «سورة النساء: آية 58»، وفي هذه الآية الكريمة أمر من الله سبحانه وتعالى للحكام وكل من رعى رعية أن يحكم بينهم بالعدل قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، «سورة المائدة: آية 8»، وفي هذه الآية الكريمة بين الله سبحانه وتعالى أن العدل أقرب إلى التقوى. وقال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، «سورة النحل: آية 76»، وأشار الله تعالى في هذه الآية الكريمة إلى أن من يحكم بالعدل ويتوخاه، فإنه على صراط مستقيم ومن يسكت عن إعلان الحق فهو أبكم لا يقدر على شيء ولا يستفاد منه شيء وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن - عز وجل - وكلتا يديه يمين. . الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» المراد بالمقسطين هنا العادلون ومعنى على منابر دليل على أن العدل رفعة في الدنيا بمرضاة الله تعالى ورفعة في الآخرة بإكرام الله لأولئك المقسطين برقيهم ورفعتهم على تلك المنابر والعدل نور في الدنيا وقرة عين لمن عدل وجزاء ذلك نور في الآخرة، كما أن الظلم ظلام في الدنيا وظلام في الآخرة والظلم ظلمات يوم القيامة. وجاءت السنة النبوية لتؤكد أهمية العدل في حياة الإنسان وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه»، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وأن يأمر بغيره كان عليه منه». اعدلوا في أولادكم وعن النعمان بن بشير قال: تصدق عليَّ أبي ببعض ماله فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فأنطلق أبي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ليشهد على صدقتي فقال له رسول الله - عليه الصلاة والسلام: «أفعلت هذا بولدك كلهم؟» قال لا قال: «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم فرجع أبي فرد تلك الصدقة»، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله ترسلني وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©