الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء رمضان في الغربة تفتقد حميمية الجلسات العائلية

أجواء رمضان في الغربة تفتقد حميمية الجلسات العائلية
22 يوليو 2014 01:47
منذ طفولتها والدكتورة وفاء زغبر، أستاذ مساعد بجامعة زايد أبوظبي في قسم اللغة الإنجليزية، مرتبطة باللغة الإنجليزية، ورغم أنها واصلت رحلتها العلمية والأكاديمية في هذا الميدان، إلا أنها أتقنت لغتها العربية الأم كما وفرت نفسها للبحث منذ أن تخرجت في جامعة الإمارات قسم اللغة الإنجليزية، رغم أن والدها برفسور في اللغة العربية وهو الراحل الدكتور شحادة زغبر، وقررت استكمال دراستها في بريطانيا حيث قضت رمضان في الغربة، مشددة على أنها افتقدت حميمية المائدة الإماراتية هناك إذ كانت تضطر للإفطار في الجامعة. تربت الدكتورة وفاء في بيئة علمية خالصة إذ إنه من حسن حظها أنها نشأت في أحضان مكتبة علمية ضخمة فكانت سلوتها وملاذها في معظم أوقاتها المنزلية، وكانت حافزاً مهماً على أن تواصل العمل بجد من أجل الحصول على الماجستير والدكتوراه من بريطانيا لتعيش أجواء رمضانية في هذه الدولة وتصادف العديد من المواقف الصعبة والطريفة والتي لم تبرح ذاكرتها ولم تزل تسكن وجدانها وتجد متعة في الحديث عنها للأصدقاء والمقربين منها. رقم جامعي تعود وفاء بالذاكرة قليلاً للوراء، وتذكر عندما ذهبت إلى بريطانيا لم تكن تحمل في يدها سوى الرقم الجامعي وعنوان البيت الذي ستقيم فيه، وكان المؤلم لها أنه لم يكن هناك أحد في استقبالها وهو ما جعلها تشعر بأنها أمام تحد كبير في بلد تختلف عاداته وتقاليده عن المكان الذي عاشت وتربت فيه، وتلفت إلى أنها فور وصولها إلى بريطانيا أحست بشوق غامر إلى أهلها رغم أنها تركتهم منذ ساعات قليلة في الإمارات، لكنها تذكرت أنها جاءت من أجل تحقيق حلم الحصول على الدكتوراه وأن فرحة عائلتها ستكتمل فور تحقيق هذه الأمنية الغالية. وعن ذكرياتها مع أول رمضان صادفته في الغربة، تقول وفاء إنها على الرغم من تباين العادات والتقاليد بين الإمارات وبريطانيا، إلا أنها وجدتهم يحترمون خصوصية الشهر الكريم لدى المغتربين المسلمين. وتلفت إلى أنه عندما لاحظت إدارة الفندق الذي تقيم فيه أن الطعام الذي يصل إلى غرفتها في الفترة الصباحية لا يمس استدعوها للاستفسار، وعندما تبين لهم أنها صائمة أعادوا إليها ثمن كل هذه الوجبات تقديراً منهم لمكانة الشهر الكريم في نفوس المسلمين. وتوضح وفاء أنها كانت تتناول طعام الإفطار في الجامعة في كثير من الأحيان نظراً لأن مواقيت تناوله كانت تتزامن مع مواعيد المحاضرات. وتؤكد أنها وجدت في بريطانيا مساحة واسعة من التسامح الديني واحترام الطقوس الدينية، إذ إنهم كانوا يمنحون الطلبة المسلمين صالة لأداء الصلوات ولا تنكر أنها في أول يوم رمضان صادفته في الغربة تذكرت الجلسات العائلية الحميمة والمائدة الرمضانية العامرة بصنوف الأطعمة الإماراتية ذات النكهة الخاصة فضلاً عن تجمع الأهل بشكل يومي في وجبتي الإفطار والسحور وترى أنه لا شيء يعوض حضور شهر رمضان في الإمارات نظراً لأجوائه الممتعة وطقوسه الخاصة. إنجاز علمي حول رسالة الدكتوراه، التي أعدتها في بريطانيا، تقول وفاء «الرسالة كانت عن صوتيات اللغة الإنجليزية ومدى فاعليتها كلغة دولية في تطوير نطق الطلبة العرب». وتشير إلى أنها اشتغلت على هذه الرسالة بشكل موسع واستعانت بالعديد من المراجع حتى تكتمل خطة البحث. وتؤكد أنها استمرت بمناقشة رسالة الدكتوراه ما يقرب من 4 ساعات وعلى الرغم من أنها كانت قلقة جداً من النتيجة، إلا أنها شعرت بسعادة غامرة بعد أن حصلت على الدكتوراه وحققت إنجازاً علمياً مبهراً في بلد تعد معقلاً للإنجليزية في العالم. ولا تخف وفاء أنها في أثناء فترة الدراسة توجهت للعديد من البلدان من أجل المشاركة في حلقات بحث ومؤتمرات علمية وهو ما كون لديها حصيلة واسعة من الذكريات الحلوة التي سجلت الكثير منها عبر التصوير الفوتوغرافي أو من خلال الفيديو، ولم تزل ترجع كل فترة إلى صندوقها الخاص الذي تحتفظ فيه بالصور والأشياء التذكارية التي احتفظت بها في كل بلد تذهب إليها. تحويل ضريح همايون إلى سجن فقدت حديقة تشار باغ التي تحتل مساحة 13 هكتاراً حول الضريح رونقها بعد تحويل العاصمة من دلهي إلى أجرا، وتدريجياً قام الفلاحون بزراعة الحديقة بالتبغ والملفوف، وهجر المكان وأصبح موحشاً، بدءاً من القرن 18م إلى الحد الذي قامت معه قوات الاحتلال البريطاني بتحويل ضريح همايون إلى سجن حبس فيه بهادر شاه آخر أباطرة المغول في الهند. حبات الفواكه عن بعض المواقف التي مرت بها في أثناء رحلتها العملية في بريطانيا، والتي تحمل طابعاً مرحاً، تورد الدكتورة وفاء أنها كانت تتناول بعض الوجبات في مطعم الجامعة، وهذه الوجبات مدفوعة الأجر، ونظراً لأنها كانت صائمة هي وبعض زملائها في الدراسة فكانت تضطر إلى أخذ بعض حبات الفاكهة، وهو ما كان يثير عجب العاملين بالمطعم، ويسألونها لماذا لا تتناولون الفاكهة داخل المطعم؟ فكانت تحاول أن توضح لهم أنهم في شهر رمضان، ويدخرون الفاكهة لوقت الإفطار خصوصاً وأنهم متواصلون مع الحلقات والمحاضرات العلمية حتى في ساعة الإفطار. ذكرى أليمة عن أكثر الأشياء ألماً بالنسبة لها، والتي لم تزل تترك غصة في نفسها، تقول الدكتورة وفاء «فور عودتي إلى بلدي حاملة رسالة الدكتوراة بعد جهد علمي استمر سنوات طويلة، لم أجد والدي الذي يعد مثلا لي في الحياة وفي الالتزام العلمي، إذ إن الله توفاه وكنت أحلم أن أهدي له ثمرة نجاحي وتفوقي لكن القدر كان أسبق، لذا فإن هذه الذكرى الأليمة كلما لاحت إلى خيالي أشعر بالألم، لكنني كثيرة الترحم على والدي ولم أزل أواصل مشواره العلمي وأعمل بجد في جامعة زايد أبوظبي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©