الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لبنانيون يطعمون النرجيلة بالفواكه ويوصلونها إلى المنازل

لبنانيون يطعمون النرجيلة بالفواكه ويوصلونها إلى المنازل
3 أكتوبر 2010 20:39
“فشة خلق ليس إلاّ... دخّن عليها تنجلي” يقول لسان حال كل “مدمني تدخين “النرجيلة”(الشيشة)، التي أخذت تشكل ظاهرة ليس على صعيد لبنان فحسب، بل على مستوى العالم، على أساس أنها المجال الوحيد للتسلية واللهو وتضييع الوقت، لاسيما مع قلة الفرص والبطالة المنتشرة في ظل الركود الحاصل. رغم أن دراسات طبية وعلمية أثبتت خطورة “النرجيلة”، بعدما اتضح أن محوياتها من التبغ أو المعسل، تزيد من إمكانية الإصابة بالأمراض السرطانية كافة، خصوصاً أن “المعسل” وحده، يحتوي على مواد كيميائية شديدة الخطورة. محال “الدليفري” انتشرت في لبنان محال “التوصيل المجاني” للنراجيل الجاهزة، وأصبحت تنافس المقاهي والمطاعم وخيم السهر، وباتت “النرجيلة” حاجة ملحة لا غنى عنها، بل هي الديكور الإلزامي لأية سهرة أو أمسية أو حفلة طرب وزفاف، حيث تعبق هذه الأماكن بروائح ودخان الأنواع المختلفة، من رأس التفاحتين والعنب والنعناع إلى آخر التسميات مثل الورد والكرز والحامض. وتبدأ بعض محال “الدليفري” نشاطها باكراً، والبعض الآخر يفتح 24 ساعة متواصلة، لأن كثيرين أصبحوا يدخنون النرجيلة، ويقول صاحب استراحة “حلو الرواق”، إن طلبيات الزبائن تكثر بعد الظهر، وتصل ذروتها في المساء، حيث “يدب” النشاط في المدخنين، خصوصاً أيام السبت والأحد وفي مناسبات الأعياد، حتى أن النراجيل لا تكفي بالرغم من أن عددها يتجاوز الـ125 نرجيلة من مختلف الأحجام والألوان والأشكال والتسميات أيضاً، والتي تتراوح بين المصري والتركي واللبناني إلى جانب أنواع المعسل والتنباك العجمي والأصفهاني. ويقول “مزاج المدخنين صعب جداً، ومن رائحة المعسل وغيره، تقدر أن تعرف النوع والنكهة، فالعنب خفيف على الرأس والصدر، و”رأس التفاحتين” يعبئ “الجمجمة”، والنعناع والدراق والورد والكرز مذاقها مختلف حسب الطعم، ويفضل دائماً المدخن العتيق نرجيلته الخاصة التي لا يشرب منها سواه”. تريح الأعصاب! حول سر انتشار تدخين النرجيلة بالرغم من التحذيرات المتواصلة التي تدعو إلى نبذ هذه الظاهرة الاجتماعية والصحية المضرة والمؤذية للإنسان، يجمع العديد من المدخنين على أن النرجيلة، هي الوسيلة الوحيدة اليوم التي تسلي الناس والعائلة، على أساس أنها أقل كلفة من غيرها، عدا أنها تجمع الأصحاب والأصدقاء في سهرات مسائية تنسيهم بعض الهموم والمشاكل على قاعدة أنها “فشة خلق ليس إلاّ”. ويقول حسان عطوي (19 سنة) إن تدخين النرجيلة هوايته المفضلة لأنها “تعبئ الرأس وتريح الأعصاب”. ويزيد صديق عطوي رائد مقلد، أن “النرجيلة أصبحت رفيقة الناس العصبيين لأنك عند تدخينها لديك الوقت الكافي للتفكير “والرواق”، حيث إنها تعطيك الصبر والاحتمال، بعدما صارت رفيقة الجميع، في البيت أو في المقهى أو في المطعم ودور التسلية، حتى أنها تنتشر على الأرصفة وسط “شلة” من الشبان يسهرون الليل بطوله بسببها”. ويضيف أن السياح يندهشون لدى رؤية النرجيلة ويشترونها للذكرى، بعدما استأثرت باهتمامهم، فيأخذونها كهدايا وتذكارات لأصدقائهم وعائلاتهم”. واللافت، انتشار تدخين النرجيلة رغم كل التحذيرات التي يطلقها الأطباء وأهل الاختصاص من السموم المتواجدة في محتويات التبغ أو المعسل، والتي تزيد من إمكانية الإصابة بالأمراض السرطانية. وأظهرت دراسة حديثة أن التبغ يحتوي على نسبة كبيرة من المبيد الكيميائي (د.د.ت) بنسبة مرتفعة إضافة إلى كميات كبيرة من المعادن الثقيلة، وأخرى أكبر من السموم. وسيلة تسلية يعتمد بعض المدخنين الفاكهة مثل التفاح والعنب والكرز من أجل الاستمتاع والإحساس بالنكهة في الماء، والبعض الآخر يرى بإضافة عصير الرمان والورد في الماء، شكلاً إضافياً للطعم والرائحة، ويقول أصحاب الاختصاص إن النرجيلة الأصلية أتت من الهند، بالرغم من أنها كانت بدائية الصنع، لانها كانت تتألف من قشور جوز الهند، وبعد ازدياد المدخنين الذين وجدوا فيها وسيلة تسلية شعبية، انتشرت بسرعة في إيران، ومن ثم توسعت لتشمل العالم العربي. ويشير محيي الدين صبرا، الذي يملك محلاً لبيع النراجيل وكل المستلزمات الخاصة فيها، إن هذه المهنة صعبة وليست سهلة إطلاقاً، موضحا “أسعى دائماً لملاحقة كل جديد من الاكسسوارات إلى الأشياء التي تجذب المدخن، مثل تنويعات القوالب الزجاجية والفخارية، وبطون “النراجيل” والملاقط والرؤوس، وكل ذلك لا أستطيع منافسة غيري من أصحاب المحال، حيث يلعب التصميم والشكل والموديل دوراً رئيسياً في جذب الزبائن، وأخيراً وردت إلينا موديلات تتعلق بنماذج لأشكال النراجيل، تشبه أكواز الأناناس والإجاص وبطون البطيخ إلى زخرفات ونقوش تزيد من جمالية الشكل والنظر.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©