الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المسجات الإلكترونية».. كلمات طائرة تلامس مشاعر الأزواج

«المسجات الإلكترونية».. كلمات طائرة تلامس مشاعر الأزواج
3 أكتوبر 2010 20:41
اعتادت مهرة في كل صباح أن ترسل لزوجها مسجات صباحية تحمل رسائل حب وشوق أثناء انشغالها بالعمل، ولكن نظراً لانشغالها بإنجاز الأوراق لتي تملأ مكتبها لم ترسل مسجات تعبر عن مدى انشغالها لزوجها، لكن هذه اللحظات الطوال التي كان الزوج فيها بانتظار مسج منها، كانت مثل بركان يغلي في قلب “سي السيد”. حيث وجدت زوجها وقد بدت عليه علامات الغضب على وجهه، لكن حيرتها استمرت إلى أن اكتشفت سبب غضبه، وهو تجاهلها بعدم إرسال رسالة. تقول مهرة سيف عن مشاعر زوجها في ذلك الوقت :”بالفعل أصبحت “مسجات” الأشواق التي أرسلها لزوجي تمثل مفعولاً سحرياً قوياً،وتدخل على قلبه إحساساً غير عادي، فهو اعتاد يومياً أن أرسل له مجموعة من “المسجات” الحلوة التي تعبر عن مشاعري تجاهه، وعندما تمر ساعات طوال ولا أرسلها تنتابه مشاعر الضيق”. تصف شعور زوجها وتقول:”يشعر أن تلك الرسائل التي أبعثها له، لها مفعول سحري عليه وهي تذكره بأنه على البال وعلى الخاطر وهي أفضل الطرق لتحرير المشاعر السلبية وتعبير آخر عن التواصل ولكن بأسلوب أكثر حباً”. في ظل أجواء المعيشة المليئة بالصخب، وساعات العمل الطوال، وضغوط الحياة ومتطلبات المعيشة المتواصلة أحياناً، قد لا يجد المرء الوقت الكافي للتعبير عن عواطفه ومشاعره تجاه شريك حياته، فتصاب الحياة بالرتابة والملل، ولكن من رحم الضغوط تتولد الأفكار العاطفية، لذا رأى الكثير من المتزوجين أن تبادل رسائل الحب له فعل السحر في القضاء على الملل وحل المشاكل وتجديد المشاعر بين الزوجين، دون أن يكلف أحدهما الكثير من الوقت والجهد والتفكير، فالرسائل الجاهزة والمعلبة الموجودة على الشبكة العنكبوتية، لا تكلف الزوج أو الزوجة سوى كتابتها وإرسالها فقط. صلب المشاعر بدورها تلفت اليازية الدرمكي، وتقول:”الرجل الشرقي بطبيعته التكوينية صلب، ويعود هذا الأمر إلى التنشئة الذكورية التي تنص قوانينها على أن الرجل يجب أن يكون صلباً وغير معبر عن المشاعر”. موضحة الدرمكي: “لاعتقادهم أن التعبير عن المشاعر و خاصة”الرومانسية”، والإفصاح عنها يعتبر عيباً ينقص هيبة الرجل“. لكن هذا الأمر عار من الصحة.. موضحة طرق التعبير عن المشاعر، وتقول:”على الرجل أن يتغزل في زوجته من خلال تلك “المسجات” التي تزيد في قربها من زوجها المصون، حيث إن تلك الرسائل تشعرها بالسعادة، فالمرأة ليست بحاجة إلى هاتف نقال ينقل لها المشاعر، بل بحاجة إلى لسان حلو الكلام وإلى إنسان يضمها ويقدرها ويعينها وقت ضعفها”. وتلتقط أطراف الحديث صديقتها خلود عيسى، قائلة: “إن الرجل إذا عبر عن مشاعره لزوجته ازدادت تعلقاً به وحباً له وعملت على إرضائه وتدليله”. مشيرة إلى أن الإفصاح عن المشاعر الرومانسية يضفي على الزوجة لهيباً رومانسياً ويحقق لها الإشباع العاطفي”. “مسجات” صادقة بدوره يعتقد حسين الطريفي - متزوج حديثاً، أن “مسجات” الأزواج، التي تكتب من القلب إلى القلب، هي صادقة ومعبرة عما يكنه الرجل لزوجته ورفيقة دربة، بينما الرسائل المعلبة والتي تؤخذ من الشبكة العنكبوتية فهي غالباً ما تكون بلا مشاعر وباردة”. لافتاً الطريفي:”هل يشعر الزوج بالسعادة حين يرى مشاعر زوجته عبر مسج؟ وهل تسعد الزوجة بكل كلمة وحرف كتبه زوجها عبر رسالة إلكترونية خالية من العواطف والمشاعر تضم مشاعر الحب واللهفة”. مؤكداً بالقول:”لقد أصبحت هذه “المسجات” في وقتنا الحاضر مجرد إرسال واستقبال، خالية من الود والعاطفة الزوجية”. ويتفق راشد خميس - موظف في قطاع حكومي - في الرأي، ويقول:”أصبح الكثير من المتزوجين ينظر إلى تلك “المسجات” ورسائل الحب على أنها مجرد أسلوب مراهقين وشباب طائش”. لافتاً راشد:”أنا من النوع الذي يشجع على هذا الأسلوب، فالرسالة تكون أبلغ من الكلام، وهي أسلوب رومانسي رائع أطبقه في حياتي الزوجية مع زوجتي التي تتفاعل كثيراً حين أرسل لها “المسجات” لترسل بسرعة البرق برسالة تعبر فيها عن مدى افتقادها لي عند ذهابي إلى العمل”. أسلوب مجد في حين أشارت رنده يونس - سكرتيرة - إلى أن الزوجين أصبحا في حاجة ماسة إلى رسائل الحب، باعتبارها الوسيلة المثلى لإعادة مشاعر اللهفة والحب بين الأزواج في عصر كثرت فيه متطلبات الحياة، وانشغل كل من الزوجين بكيفية توفير لقمة العيش لهما ولأبنائهما”. وأكدت يونس: “لقد اتبعت هذا الأسلوب ووجدته أسلوبا مجدياً، فزوجي طبيعة عمله تتطلب منه السفر كثيراً، وعندما أعلم بميعاد سفره أقوم بكتابة ورقة أو ورقات عدة فيها كلمة أحبك، وأضعها في ملابسه لكي يتذكرني دائماً عندما يهم بارتداء أحد ملابسه”. وعلى الجانب الآخر، لا تحبذ ميسون الفاتح إبداء المشاعر من خلال الرسائل، باعتبار ذلك من وجهه نظرها: “إنه أسلوب يخلو من عوامل قد تقوي روابط الود والمحبة، فبالرسالة يعتصر الزوج أو الزوجة كل مشاعره ويعمل العقل فيها أكثر من القلب، فتأتي في معظمها خالية من الإحساس والمشاعر المطلوبة من الأزواج، كما أن الرسالة تكاد تخلو من النظرات والمشاعر وتعابير الوجه ومن الصوت ومن الحركات والآهات، فربما نظرة من أحد الزوجين إلى الآخر تكون أبلغ من مجلد مكتوب”. كتلة أحاسيس الإنسان عبارة عن كتلة أحاسيس مجتمعة لا يمكن كتابتها على الورق فقط. هذا ما أكدته هالة كامل قائلة:”لو حدث خلاف بين الزوجين وتأثر الزوج بدموع المرأة فربما هذه اللحظة تجبره على الاعتذار أوالتعبير عن مشاعره ولكن بطريقة مباشرة وكذلك الزوجة أيضاً، كما أن الابتسامة أبلغ تعبير عن التودد والعشق، ناهيك عن الهمسات والتعابير الخاصة والتي يتفرد فيها كل زوجين عن بقية الأزواج”. أخصائي نفسي: «المسجات» تعطي للحياة الأسرية نكهة خاصة كل هذه المشاعر من “مسجات” العتاب والحزن والحب والشوق نقلناها إلى الأخصائي النفسي عمر محمد، فكانت إجابته من واقع عمله:”إن “المسجات” مهما كانت مؤثرة أو فيها عتاب ولهفة وحب، ما هي إلا وسيلة وأسلوب سحري له مفعول كبير على الطرفين، فمع متطلبات الحياة وانشغال الكثيرين بها، أصبحت تلك الرسائل العاطفية هي الطريقة الوحيدة التي يتعامل ويتفاعل معها الأزواج، فكلمة “حبيبي، عيوني وعمري”، كفيلة بتغيير مشاعر الزوج في حالة خروجه من البيت وهو في قمة الإحباط والضيق، ويمكن أن يكون مسج واحد قامت الزوجة بإرساله كفيلاً بأن يغير حالة الزعل إلى شوق ولهفة، لتملأ نفس الزوج بالعواطف ومشاعر الحب والود”. كما أن هذه الرسائل تعطي للحياة الأسرية نكهة خاصة، حيث إنها تزيل ما قد يعلق من رواسب سلبية لسبب من هنا أو هناك. أو قد تساعد تلك الرسائل الزوجية في معالجة الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية. فقد تكون هذه المشاكل قوية جداً، يصعب معها الحوار اللفظي المباشر، لأن الطرفين يكونا في حالة توتر شديد، وقد يزيد الحوار حدة مما يؤدي إلى تصعيد هذه الخلافات وإلى ترك آثار سيئة على العلاقة بين الزوجين”. ويضيف: لذلك يتطلب أحياناً من الزوجين إيصال مشاعرهما وخلجاتهما المتغيرة إلى بعضهم البعض بطريقة إبداعية، من أجل استمرار الحب والود بين الزوجين، فلا بد من كتابة رسائل الحب بينهما، هذه اللحظات والعواطف المكبوتة تميل النساء فيها من دون شعور إلى لوم الرجل، وإلى توجيه الاتهامات له، بحيث تجعله يشعر بالذنب لتصرفاته. وقد تبدو انتقاديه ومستاءة، وعندما تكون في موجة من المشاعر السلبية، يكون من الصعب عليها أن تتكلم بأسلوب يوحي بالثقة والتقبل والتقدير لشريك حياتها والعكس كذلك، فيمكنها الوصول إلى ما تريده عبر هذه الرسائل، بعيداً عن مواجهة الزوج”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©