الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلمون ومعلمات يشكون من انخفاض الرواتب وعدم المساواة

معلمون ومعلمات يشكون من انخفاض الرواتب وعدم المساواة
3 أكتوبر 2010 20:42
كنا نسمع من أجدادنا وآبائنا عن بساطة أدوات التعليم في زمانهم ومكانة المعلم وهيبته أمام طلابه وغيرهم من الناس، الذين نسكن بينهم في الريف أو القرية وحتى في المدينة كذلك، وأنهم كانوا يقطعون المسافات الشاسعة طلبا للعلم الذي لا يأتي بربع ما نتعلمه في مدارسنا من زخم نوعي وكمي في المعلومات والمعارف التي تشمل جميع مناحي الحياة. لا يمكننا أن نجزم بأن التعليم في زمانهم أفضل من زماننا وإن كان جيلهم خرج المبدعين والمفكرين والمخترعين العظام الذين يندر أمثالهم في زماننا، لكن لا ينفي ذلك بأن الخير موجود في شبابنا وفيهم أصحاب العقول النيرة التي تعشق العلم وتطلبه بأمانة وإخلاص، والدليل أنهم حققوا، ولا زالوا، النجاحات والإنجازات التي يشار لها بالبنان. نتيجة عكسية وقد اعتدنا الحديث عن العلم بين الماضي والحاضر والمقارنة بين طالب اليوم وطالب الأمس وكيف نرتقي بطلابنا ونحشو أدمغتهم بالمواد الدراسية، لتفيض عليهم وعلى مجتمعاتهم إنجازا وتطورا ؟؟ مما قد يتسبب بأن تكون النتيجة عكسية تماما لأننا نرهق ذاك الطالب ونكلفه فوق طاقته ونقع تحت ما يسمى بمعاناة الطالب أو الطالب المظلوم، الذي هو بالأساس محور العملية التعليمية التي تنصب كل جهودنا عليها، لكن هل فكرنا في ذاك الجندي المجهول الذي يعطي الكثير من وقته وجهده ويحرق دمه وأعصابه من أجل تبسيط معلومة ما لتدخل إلى عقول الطلبة بكل أريحية وسلاسة فلا تخرج من بعدها أبدا.. نعم هل فكرنا بالمشاكل التي يواجهها هذا الإنسان المسمى بالمعلم والصعوبات التي لا يمكنه تجاوزها دون مساعدة غيره من ذوي العلاقة !! أجور زهيدة هنا نسلط الضوء على معاناة المعلمين والمعلمات في المدارس عبر الحديث مع مجموعة منهم وذلك من مختلف مدارس العين الحكومية والخاصة، علما أنهم جميعا رفضوا ذكر أسماء مدارسهم لأسباب احتفظوا بها. تقول المعلمة غادة فتحي: “الحديث عن معاناتنا كمعلمات وافدات يطول وأولها قلة الرواتب والمكافآت التي نحصل عليها في التعليم الإضافي أو ما يسمى بالاحتياط مع فرصنا الضئيلة جدا في التعيين في المدارس الحكومية مما يدفعنا إلى القبول بالأجر الزهيد الذي تدفعه لنا المدارس الخاصة والذي لا يتلاءم مع الجهد والتعب الذي نبذله مما يقتل الدافع في داخلنا نحو الابتكار والتفاني في العطاء.. بصراحة لا توجد عدالة فالمدارس الخاصة تأخذ رسوما هائلة من الأهالي وأولياء الأمور ولا تصرف لنا منها إلا حفنة بسيطة لا يبقى لنا منها إلا القليل، لطالما أن الجزء الأكبر يذهب للمواصلات والمصاريف الشخصية داخل المدرسة كالأكل والشرب وتجهيز الوسائل التعليمية للطلبة” وتشد نسرين منصور على يد غادة بما تقول وتضيف: “نحن مطالبون بعمل وسائل تعليمية للطلبة وموادها التي تباع في الأسواق مرتفعة الثمن مما يضطرنا لعملها، فالإدارة لا ترحم وتطالبنا بها على أساس أنها تساعد الطالب على الاستيعاب والفهم، وفي بعض المدارس تعوض الإدارة المعلمة عما تدفعه من نقود للوسائل التي تعدها للطلبة أو تشتري هي المواد لتأخذ منها المعلمات ما يلزمها، لكن مدرستي ليست كذلك وأتوقع أن هناك الكثير غيرها تتصرف بذات الطريقة، ففي الوقت الذي نعمل فيه لنكسب المال في ظل ظروف الحياة الصعبة فإننا ندفع مما نأخذ مسبقا”. قسوة المعلمات ولا تجد علياء التميمي مشكلة في تحضير الوسائل التعليمية فهي تعمل في مجال التعليم منذ 12 سنة، وتفيد بأنها تملك في منزلها مخزنا للأدوات التي تحتاجها تلك الوسائل وبكونها معتادة على التنقل من مدرسة خاصة لأخرى لتجد تلك التي تعطيها أكثر، فقد اعتادت على أخذ وسائلها معها فتبقى موجودة وجاهزة لديها تستعين بها وقت حاجتها، لكن ما يؤلم علياء وتجد فيه معاناتها هو قسوة بعض المعلمات مع بناتها وهن طالبات في إحدى المدارس فتقول: “أنا معلمة لغة انجليزية وأعامل طلابي وهم في الصف الأول أحسن معاملة بل كأني أم ثانية لهم وأقول في نفسي أتمنى أن أجد هذا في معاملة المعلمات لبناتي وهن في مرحلة المراهقة حيث يبكين من قسوة بعض المعلمات واستخدامهن ألفاظا نابية، وأعتقد أن تحقير الطالبات في تلك السن وعدم احتوائهن بطيب المعاملة وحنوها سيعرضهن لمشاكل نفسية، هذا إن لم تكن موجودة أصلا من تفكك أسري يعشن فيه فإذا كن فقدن الحنان في بيوتهن أفلا تساعدهن المعلمات على تعويض جزء منه ليشعرن بنوع من الاستقرار النفسي الذي سيساعدهن على فهم دروسهن واستيعابها بشكل أفضل، وأتمنى من المعلمات كذلك أن يتقين الله في عملهن، فرسالة المعلم أشرف وأرقى الرسالات، وإن كن يشتكين من مشاكل مع الإدارة أو مشاكل في حياتهن الخاصة فلا يسقطنها على الطالبات ويصببن جام غضبهن عليهن فهن أمانة في أعناقهن”. مرحلة المراهقة ويقول شادي محمد “نعاني نحن المعلمون من سلوك بعض الطلاب، خصوصا الذين هم في مرحلة الإعدادية والثانوية فهم ينتمون لبيئات مختلفة ولا ندري خلفياتهم وما يعانونه من اضطرابات ومشاكل نفسية، بل وإن مرحلة المراهقة التي يمرون بها صعبة نوعا ما لكن لا تبرر لهم التعامل مع معلميهم بأسلوب سيء، بل وهناك من زملائي المعلمين من تعرض للإهانة على يد طالبين من طلابه. ويشكو ابراهيم السيد من عدم وجود مساواة في رواتب المعلمين الذين يعملون في تعليم الكبار، حيث يأخذ معلمو الفترة الصباحية أكثر مما يأخذ معلمو الفترة المسائية، مع أن المنهاج واحدة والطلبة متشابهون وجميعهم متفاوتون في قدراتهم إلى جانب أن غالبيتهم من كبار السن الذين يحتاجون إلى الكثير من الجهد والوقت لتعليمهم بعد أن فاتهم قطار التعليم على حد تعبير إبراهيم. هي متنفسنا “تغطية الشواغر هي واحدة مما أعانيه بصورة شبه يومية”.. بهذه الكلمات بدأت سمية المحرزي حديثها وتضيف: “تكثر إجازات المعلمات كإجازات الأمومة والإجازات المرضية وبينما تطلب المديرة معلمة احتياط وتجد البديل يحتاج وقتا بل وأحيانا تأتي معلمة الاحتياط لأسبوع وتغادر لأنها وجدت عقدا أفضل في مدرسة خاصة، وفي ظل انتظار معلمة جديدة نضطر نحن المعلمات لتغطية الشواغر من الحصص في الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لحصة الفراغ التي هي متنفسنا، فيأتينا خبر ضرورة التوجه لصف ما لتغطية الشاغر فيجن جنوني وأشعر أنني كالآلة ليس من حقها أن ترتاح ؟!”. الدوام طويل ومرهق للطالب وللمعلم يقول أحمد أبو حجلة إن تحبيب الطالب بالمعلم والمادة الدراسية من خلال حسن معاملته واحتوائه بذكاء، سيعود بالنفع الكبير على الطرفين حيث ستنجح الحصة وسيعطي المعلم ما عنده دون عناء ومشاكسة من قبل الطلاب وسيستفيد الطالب ولا يذهب قدومه عبثا، لكن لدى أحمد تعقيبا على معاناة بعض زملائه المعلمين ويقول: “مأساة معلمي الحصة الأخيرة لا يمكن وصفها لأن الطالب استنفذ كل طاقته في الحصص التي تسبقها وصار متعبا وخاملا ولا يستوعب مما يضطر المعلم لمراجعة الدرس السابق وإضافة أنشطة أخرى كالكتابة وما شابهها وعدم إعطاء درس جديد سيعاد شرحه ثاني يوم.. بصراحة الدوام طويل جدا ومرهق للطالب والمعلم والأهل الذين يصطفون طوابير أمام المدرسة لانتظار أبنائهم وبناتهم وقد يطول انتظارهم الساعة ومنهم من يصر على سحب ابنه من الحصة الأخيرة بحجة أنه لا يمكنه العودة لأخذه”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©