السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بطولة الـ 4 مليارات يورو تبتسم للكبار وترسل الفقراء إلى الديار

بطولة الـ 4 مليارات يورو تبتسم للكبار وترسل الفقراء إلى الديار
2 يوليو 2012
محمد حامد (دبي) - بلغت القيمة السوقية لنجوم يورو 2012 وفقاً لدراسة اقتصادية حوالي 4 مليارات يورو، الأمر الذي يؤكد أن مقولة «كرة القدم أصبحت صناعة أكثر منها لعبة ترفيهية» لا تحمل أي قدر من المبالغة، وعلى الرغم من ضخامة القيمة المالية لنجوم ومنتخبات البطولة، إلا أنها تحتل المرتبة الثالثة في قائمة أغلى البطولات الكروية في العالم. وتأتي الصدارة في اللائحة لمونديال 2010 الذي شارك به 32 منتخباً مثلت كافة قارات العالم، وبلغت القيمة السوقية لنجوم المونديال 5 مليارات و300 مليون يورو، وفاز به المنتخب الإسباني، الذي كان يتربع على قمة أعلى المنتخبات من حيث القيمة السوقية والمالية لنجومه، ويبدو أن العلاقة متناغمة تماماً بين الثراء والقدرة على معانقة الأمجاد الكروية. واحتلت بطولة دوري أبطال أوروبا في نسختها الأخيرة، والتي فاز بها تشيلسي الانجليزي المركز الثاني على لائحة أغلى بطولات الساحرة، بقيمة إجمالية وصلت إلى 5 مليارات و200 مليون يورو، وللوهلة الأولى يبدو أن هناك علاقة منطقية بين قوة البطولات الكروية من الناحية الفنية والكروية وبين قيمتها المالية. والجدل حول قوة البطولات الثلاث «كأس العالم، ودوري الأبطال الأوروبي، وأمم أوروبا» لا يتوقف، حيث يرى البعض أن بطولة دوري أبطال أوروبا هي الأقوى على الإطلاق، بالنظر إلى قدرة الأندية العملاقة على جلب أفضل اللاعبين في العالم، والتحرر من شرط الجنسية الذي يكبل المنتخبات، وانتصاراً لهذه البطولة يؤكد البعض أن أداء الأندية أكثر جاذبية وتناغماً من أداء المنتخبات، وهم يراهنون على أن فريق البارسا مثلاً لا يمكن لأي منتخب في العالم أن يقهره، أو يقدم كرة قدم أكثر جاذبية منه. فيما يذهب البعض الآخر إلى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم ستظل رمزاً لقمة الكرة العالمية، وخاصة بعد نهاية مرحلة المجموعات، والدخول في الأدوار الإقصائية التي تشهد منافسة تقترب من «تكسير العظام» بين المنتخبات الكبرى بعد خروج المنتخبات الضعيفة من مرحلة المجموعات، ولا يتفق مع هذا الرأي تشافي هيرنانديز نجم المنتخب الاسباني الذي قال أن بطولة أمم أوروبا أقوى من كأس العالم، وهو بذلك يتفق مع من يقولون أن بطولة أمم أوروبا هي الأقوى على الإطلاق، بدليل أنه في حالة إضافة البرازيل والأرجنتين إليها “وهو فرض نظري لن يتحدث على أرض الواقع” فسوف تكون في هذه الحالة هي كأس العالم الحقيقية، نظراً لسيادة الكرة الأوروبية واللاتينية وتصدرهما للمشهد الكروي العالمي. 235 مليوناً لكل منتخب بالعودة إلى الدراسة التي نشرتها صحيفة “آس” الإسبانية، والتي قام بها فرناندو بينتو من مؤسسة “بلوري كونسولتوريا” الإقتصادية البرازيلية، فإن متوسط القيمة السوقية لكل لاعب شارك في يورو 2012 يبلغ 235 مليون يورو، فيما يتوقف متوسط قيمة كل لاعب عند 10.2 مليون يورو، حيث شارك في البطولة 16 منتخباً ضم كل منها 23 لاعباً، مما يعني أن إجمالي عدد اللاعبين الذين شاركوا في النهائيات بلغ 368 لاعباً. ومن بين المؤشرات الرقمية التي تقدمها الدراسة الاقتصادية عن منتخبات يورو 2012، أن الـ 7 منتخبات صاحبة الصدارة على لائحة القمية السوقية، تستحوذ بمفردها على 75 % من القيمة الإجمالية لمنتخبات البطولة، بمبلغ يصل إلى 2.8 مليار يورو، وهذه المنتخبات فازت باللقب 9 مرات، فيما ينحصر نصيب المنتخبات الـ 9 الأخرى في 25 % فقط، وهي النسبة التي يمكن ترجمتها رقيماً إلى 972 مليون يورو، وهذه المنتخبات عانقت لقب البطولة 4 مرات فقط. وفي الوقت الذي يحظى منتخب إسبانيا بالصدارة بـ 653 مليون يورو، فإن المنتخب الأيرلندي يقبع في المؤخرة بقيمة سوقية للاعبيه لا تتجاوز 72 مليون يورو، في إشارة قاطعة الدلالة على الفارق الكبير بين كرة القدم في إسبانيا وأيرلندا، ويكفي أن أندريس إنييستا نجم المنتخب الاسباني وفقاً للتقييم تبلغ قميته 67 مليون يورو، أي أنه أقل 5 ملايين يورو فقط من المنتخب الأيرلندي بالكامل، والمدهش في الأمر أن اسبانيا نجحت في الوصول إلى النهائي وحققت النتائج الأفضل، فيما ودعت ايرلندا من الدور الأول بأسوأ أداء ونتائج ممكنة، وكأن المال هو الوجه الآخر لقوة الأداء داخل الملعب. ومثلما كانت الترشيحات تشير إلى أن منتخبات إسبانيا، وألمانيا، وإنجلترا، وفرنسا، والبرتغال، وإيطاليا، وهولندا هي الأقرب للفوز باللقب القاري، فإنها أيضاً تتصدر جدول الترتيب في القيمة السوقية والمالية، وإن كان هناك بعض الاختلاف في الترتيب، إلا ان لقب يورو 2012 لم يخرج بالفعل من يد أحد هذه المنتخبات، وتحديداً اسبانيا، وإيطاليا، مما يعني أن القيمة المالية تتناسب تماماً مع القيمة الفنية والكروية . خيبة الأسود والديوك يشكل منتخب الأسود الثلاثة الانجليزي الذي تبلغ قيمته المالية والسوقية 394 مليون يورو، ويتجاوز متوسط قيمة كل لاعب به حاجز الـ 17 مليوناً، حالة استثنائية من قاعدة التناغم بين القيمة المالية والأداء الكروي الجيد، صحيح أن الإنجليز وصلوا إلى ربع النهائي بعد أداء لا بأس به في الدور الأول تصدر المجموعة على حساب فرنسا والسويد وأوكرانيا، إلا أن المحصلة النهائية لمنتخب يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أغنى المنتخبات ليس مرضية على الإطلاق، وخاصة للجماهير الانجليزية. وما يقال عن المنتخب الانجليزي ينطبق بالضرورة على منتخب “الديوك” الفرنسي الذي بلغت قيمته السوقية 344 مليوناً، وهو يحتل المرتبة الرابعة من بين 16 منتخباً، ولكنه لم يقدم أكثر مما قدمه المنتخب الانجليزي، فيما نجح منتخب إيطاليا صاحب المرتبة السادسة في لائحة الأثرياء بـ 306 مليوناً، أن ينتفض فنياً وكروياً ويقهر التوقعات التي سبقت البطولة، ويصل بجدارة إلى النهائي القاري رفقة أصحاب الصدارة المالية منتخب إسبانيا .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©