الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإعلام يحوّل «أمم أوروبا» إلى «مونديال جديد»

الإعلام يحوّل «أمم أوروبا» إلى «مونديال جديد»
2 يوليو 2012
وارسو (ا ف ب) - مع انتهاء كأس أمم أوروبا، بدت البطولة وكأنها تحولت إلى «مونديال جديد»، فكل ما فيها ازداد بريقاً، على الرغم من قلة عدد المنتخبات المشاركة قياساً بكأس العالم، والسبب ليس فقط في قوة التحدي وروعة الفرق المشاركة، لكنه يكمن أيضاً في الإعلام الذي يتطور بشكل سريع، والذي أدخل البطولة إلى كل بيت وميدان، كما استثمر الأشكال الجديدة من فنون التواصل مثل «تويتر» و«فيس بوك»، لتمثل روافد جديدة، زادت من حالة الصخب والمتابعة للحدث الكروي الأبرز في «القارة العجوز». وكانت تقارير كشفت عن زيادة أعداد المشاهدين على التلفزيون التوقعات، بعد ما وصفها الاتحاد الأوروبي بـ”الأرقام الاستثنائية” للمشاهدة في أوروبا، والزيادات المرتفعة في عدد المشاهدين في الأسواق “غير التقليدية” كالولايات المتحدة وآسيا. ومع 20, 3 مليون مشاهد في بريطانيا و21, 8 مليون في إيطاليا، باتت المباراة بين منتخبي البلدين في ربع النهائي، اللقاء الأكثر مشاهدة في هذا الدور منذ انطلاق البطولة قبل 52 عاماً، فالأرقام البريطانية فاقت عدد المشاهدين الذين تابعوا زواج الأمير ويليام وكايت ميدلتون العام الماضي، أو الحفلة الموسيقية التي أقيمت لمناسبة اليوبيل الماسي للملكة اليزابيث الثانية الشهر الماضي. وتابع أكثر من 18 مليون مشاهد في إسبانيا المباراة نصف النهائية ضد البرتغال، مما منح الناقل “تيليسينكو” حصة 83, 3 في المائة من السوق، وجعل من المباراة واحدة من أكثر البرامج متابعة في تاريخ التلفزيون الإسباني. ومع تجزئة السوق الإعلامية إلى حد كبير، اعتبر مدير التواصل في الاتحاد الأوروبي الكسندر فورتوي أن الأرقام تدفع إلى السرور لأن “الحصة من السوق هائلة. لا توجد أمور كثيرة أخرى في إمكانها أن تستحوذ على 70 في المائة من السوق. تبقى كرة القدم أمرا يجمع الناس”، كما قال لوكالة فرانس برس. وتعد كأس أوروبا التي تقام مرة كل أربع سنوات، الدورة الأكبر في كرة القدم بعد كأس العالم، وفي دورة هذا العام في أوكرانيا وبولندا، انتهت مباراتا الدور ربع النهائي بين إنجلترا وإيطاليا، ونصف النهائي بين إسبانيا والبرتغال، بلا أهداف، ومع منتخبات كبولندا وروسيا وإنجلترا وفرنسا وهولندا وألمانيا، حفلت البطولة بمزيج من التاريخ والسياسة والتنافس التاريخي، أضافت إلى الحماسة القائمة. وقال فورتوي: “تحولت اليورو حدثاً عالمياً. أعتقد أن نوعية كرة القدم وكل الدراما المحيطة بها، باتت منتجا يحظى بتقدير كبير وراء البحار”. أضاف: “ثمة شيء بين المنتخبات في اليورو. لا تجد ذلك في لقاء بين المكسيك وساحل العاج. التاريخ بين الدول (الأوروبية) يعود إلى مئات الأعوام، وأعتقد أن هذا أحد أسباب قوتها. كل المباريات تعكس نوعا من شعور الديربي”. وفي هذا العصر، بات لعدد “النقرات” على الموقع الإلكتروني والتحميلات عبره، معيار بأهمية عدد المشاهدين عبر شاشات التلفزة، ولاسيما مع انتشار الإعلام الاجتماعي خلال الأعوام الأربعة الماضية، مما شكل نعمة لمتابعي الأرقام ومشجعي كرة القدم أصحاب الرأي. ووصفت المدونة الاجتماعية “ديجيتال - فوتبول.كوك” كأس أوروبا 2012 “كمحطة أساسية أخرى للإعلام الاجتماعي المرتبط بكرة القدم”، مع إحصاءات مقدمة بطريقة جذابة وتفاعلية لقيت استحسانا لدى المتابعين وتشكل مثالاً يحتذى به. وأضاف الموقع: “على الأندية أن تتعلم من كأس أوروبا 2012، وتتطلع إلى الأساليب الممكنة لتحويل المعطيات المملة إلى محتوى منخرط”. وانضم إلى الصفحة الخاصة بالاتحاد الأوروبي «اليويفا» لكرة القدم على موقع “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي أكثر من 830 ألف شخص، كما يتابع حسابه الخاص باللغة الانجليزية على موقع “تويتر” للمدونات الصغرى أكثر من 145 ألف شخص. أما التطبيق الخاص بالهواتف الذكية فحظي بخمسة ملايين تحميل. وقال فورتوي: “في الكأس الأخيرة (2008) لم تكن التطبيقات موجودة. اليوم نرى نوعا من التجزئة الرقمية. لديك فيسبوك، تويتر، يوتيوب، التطبيق... لدينا حضور بزاوية 360 درجة لأن الناس باتوا يشاهدون الأمور بهذه الطريقة”. لكن يبقى التلفزيون نقطة ارتكاز الاتحاد الأوروبي في البطولة، ويبدو الأمر جلياً في عمليات البث الواسعة التي تقام في البلدين المضيفين. ويقوم 16 فريقاً تلفزيونياً بتصوير المنتخبات المشاركة من دون توقف، مع نحو 1500 شخص عاملين في الإنتاج يؤمنون توفير هذا المحتوى إلى حاملي حقوق البث البالغ عددهم 206. وفي أيام المباريات، كان بإمكان الناقلين الاستفادة من تسع خدمات بث مختلفين من 32 كاميرا، تتضمن صوراً من أعلى الملعب وداخله وخارجه، إلى كاميرات على المشجعين ومقاعد البدلاء، أو “الكاميرا العقرب” (“سبايدر كام”) التي تتنقل فوق أرض الملعب. وقال فورتوي إن الابتكار، الذي قد يشمل خدمة نقل بالتقنية الثلاثية الأبعاد اليوم، يعد مفتاحا لاستضافة الحدث، والمحافظة على “نضارته”. أضاف: “البطولة مختبر على مستويات عدة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©