الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفاحشة تنشر الطاعون والأوجاع

الفاحشة تنشر الطاعون والأوجاع
21 يوليو 2014 23:35
جاء خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم بالشريعة الصالحة لكل زمان ومكان، بالمنهاج الإلهي الذي أحل كل طيب ونافع، وحرم كل خبيث وضار، لأن فيه الدمار والهلاك، فكل المحرمات إنما هي موبقات فاسدة ضارة بالفرد والأسرة والمجتمع، ولم يكتف الإسلام بتحريم الفواحش والخبائث، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يسمح لتلك المنكرات بالظهور والانتشار، بل كلف كل مسلم أن يتصدَّى لها فيمنع الجريمة والفاحشة. وقد ظهرت أمراض عدة اليوم لم تكن معروفة في الماضي، وانتشرت بشكل مرعب وبخاصة في البلاد غير الإسلامية كنتيجة لانتشار الفواحش، ولكن النبي أشار إلى هذه الحقيقة وتنبأ بها، في زمن لم يكن أحد يمكنه التنبؤ بأن أمراضاً جديدة ستظهر نتيجة ما سماه الفاحشة، يقول صلى الله عليه وسلم: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا». كما قال ـ صلى الله عليه وسلم: «خمس بخمس، ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر، ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين‌»، فقد حذر صلى الله عليه وسلم من الأضرار الصحية والأوبئة العامة التي تترتب على شيوع الفاحشة في أي مجتمع، وهذا يعني أن الفاحشة أي الزنا وما شابهه، إذا تفشى في قوم وانتشر وأعلنوا به، فلابد أن تنتشر الأمراض التي لم تكن معروفة أو مألوفة من قبل، وهذا ما حدث فعلاً اليوم. الأمراض الجنسية حرص النبي على طهارة المؤمنين وإبعادهم عن الفاحشة، في زمن كان العرب وبقية الشعوب يعتبرون الزنا شيئاً مشروعاً، وجاء العلم الحديث والواقع المعاصر بتأكيد معنى ما ذكره صلى الله عليه وسلم، وتصديق نبوته، حيث لم يدرك الناس حقيقة ذلك إلا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين الذي انتشرت فيه الفواحش بصورة مروعة، وتفشى كثير من الأمراض الجنسية التي لم تكن معهودة من قبل، وكل ذلك بسبب ظهور الفاحشة وإعلانها، فكان أول ظهور لمرض «الزهري» أثناء الحرب الإيطالية الفرنسية، ثم مرض فقدان المناعة المكتسبة والمعروف باسم الإيدز، وهو فيروس يتتبع كريات الدم البيضاء المدافعة عن جسم الإنسان، فيدمرها حتى يفقد الجسم أهم وسائل الدفاع ويصبح عاجزاً عن مقاومة الأمراض. و أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة مهمة وهي أن هذا الأمر سنة جارية ونظام لا يتخلف في أي قوم قط من أي دين أو جنس أو بلد، طالما ظهرت وكثرت فيهم الفاحشة واستعلنوا بها، فظهرت فيهم الأوبئة والأوجاع الجديدة التي لم تبتل بها الأجيال قبلهم، والذي يؤكد هذه الحقيقة طبيعة الأمراض التي تنتقل عن طريق الممارسات غير السوية، فهي أمراض تسببها جراثيم ذات طبيعة خاصة، لا تصيب إلا الإنسان ولا تنتقل إليه إلا عن طريق الجنس، ولهذه الجراثيم مقدرة عجيبة في اختراق جلد الأعضاء التناسلية والشفاه، وتصل الإصابة بها، إلى عموم الجسم ولا يوجد لهذه الجراثيم أمصال تقي الجسم من أخطارها، ولا يكون الجسم منها مناعة طبيعية، لأن هذه الجراثيم تغير خواصها باستمرار مما يجعلها مستعصية العلاج، والجسم غير قادر على مقاومتها، ومن الممكن أن تظهر بصور وصفات جديدة في المستقبل. ومن الناحية الاجتماعية، فما شاع الزنا في مجتمع إلا انهار فيه نظام الأسرة، وما يرتبط به من واجبات اجتماعية وتكافلية، من أجل ذلك، حفظ الله المجتمع الإسلامي من انتشار الزنا بما شرعه من ضمانات وقائية، وأحكام شرعية، تجنب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف، كما أن أشد الأمراض فتكا بالمجتمعات والأمم والحضارات هي الأمراض الناتجة عن ارتكاب الفواحش والمحرمات. ونتيجة تفشي الفواحش والإعلان بها، تفشت أمراض جديدة أخرى لم نسمع بها من قبل، طالما نبهنا ديننا الحنيف بالوقوع في هذه المهالك، وحدثنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذه الأمور قبل حدوثها بأكثر من أربعة عشر قرناً، وبشهادة الباحثين فإنهم يؤكدون على أن الدول الإسلامية هي الأقل تضرراً من هذا الفيروس بسبب تعاليم الإسلام. الوجه الآخر للحضارة المعاصرة ربط البيان النبوي بين ظهور الفاحشة والإعلان بها، وبين الطاعون والأمراض التي لم تكن في الأمم السابقة، ومن خلال المعلومات استنتج العلماء أن ظهور الطاعون أولاً، ثم الأمراض الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، يرتبط بكثرة الفواحش، وهذا يكشف عن سنة من سنن الله في المجتمعات حين تحيد عن منهج الله وتتمرد على الفطرة السليمة، ويكشف كذلك الوجه الآخر القبيح لتلك الحضارة المعاصرة التي كشفت كل مستور، وانتهكت كل فضيلة، ولم يعد عندها معنى للشرف والعفة، فأراد الله أن يبعث هذا المرض في هذا العصر لينتبه الناس ويستيقظوا ولا ينخدعوا بزيف الحضارة وبريقها، وليكون وصمة عار على أولئك الذين عزفوا عن الطريق السوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©