سريان حظر أوروبي غير مسبوق على النفط الإيراني

أشاد البيت الأبيض أمس، ببدء سريان حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الإيراني، وقال إن طهران أمامها فرصة في المحادثات التي تجري هذا الأسبوع لإحراز تقدم فيما يخص بواعث القلق الدولي بشأن برنامجها النووي. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أن العقوبات ضد إيران، تظهر تصميمه على “تكثيف الضغط الدبلوماسي” على هذا البلد، داعياً طهران إلى التعاون. فيما قالت طهران إنها مستعدة لمواجهة آثار الحظر الأوروبي على صادراتها النفطية، مؤكدة أنها جمعت احتياطيات من النقد الأجنبي تبلغ 150 مليار دولار لحماية نفسها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أمس “ترحب الولايات المتحدة بوقف الاتحاد الأوروبي كل واردات النفط الإيرانية، وغير ذلك من العقوبات على صناعة النفط الإيرانية، التي بدأ تطبيقها بشكل كامل اليوم” أمس. وأضاف “هذا القرار الجماعي من الدول السبع والعشرين الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، يمثل التزاماً جوهرياً إضافياً من جانب حلفائنا الأوروبيين وشركائنا، بحثاً عن حل سلمي يبدد قلق المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني”. وتابع أن تحرك الاتحاد الأوروبي “جزء جوهري” من الجهود الدبلوماسية في التعامل مع إيران. وقال “أمام إيران فرصة لإجراء مفاوضات جادة تبدأ بمحادثات على مستوى الخبراء تجرى هذا الأسبوع في اسطنبول، ويتعين عليها اتخاذ خطوات ملموسة نحو حل شامل يعالج بواعث قلق المجتمع الدولي بخصوص الأنشطة النووية الإيرانية”. من ناحيته أكد هيج أن “عقوبات نفطية لا سابق لها دخلت حيز التنفيذ اليوم” أمس، مضيفا “أنها الإجراءات الأقسى التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي حتى الآن ضد إيران، وتظهر تصميمنا الفعلي على تكثيف الضغط الدبلوماسي على الحكومة الإيرانية”. وأضاف هيج أن إيران أصبحت الآن “أمام خيار، إما أن تواصل إخفاء المسائل الحاسمة وتخضع لعقوبات مشددة وعزلة دولية متزايدة، أو يمكنها أن تبدأ بالتعاون جديا عبر بحث إجراءات تكون مستعدة لاتخاذها حول برنامجها النووي”، داعيا طهران إلى “العودة لطاولة المفاوضات عبر إبداء استعدادها لإنجاح الدبلوماسية”. وحذر من أنه في حال لم تغير إيران موقفها فإن “الضغط على إيران سيواصل تزايده”. وفي ظل عدم إحراز تقدم حول برنامج إيران النووي، فرض الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أمس حظرا شاملا على مشتريات ونقل النفط الإيراني الذي لم تعد تضمنه شركات التأمين الأوروبية. وفي موازاة ذلك أقنعت الولايات المتحدة عدة زبائن آخرين لإيران، لا سيما من الدول الآسيوية بخفض وارداتها من النفط الإيراني. من جهتها أكدت طهران استعدادها لمواجهة الحظر الأوروبي. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن محمود بهماني محافظ البنك المركزي الإيراني قوله “نطبق برامج لمواجهة العقوبات وسنواجه هذه السياسات الخبيثة”. وأضاف أن تأثير العقوبات كان قويا لكن إيران تمكنت من ادخار 150 مليار دولار من النقد الأجنبي. وقال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي في تصريحات نشرت بموقع الوزارة على الإنترنت “وضعت كل الخيارات المتاحة في الحكومة لمواجهة العقوبات”. وأضاف أن مستوردي النفط سيكونون أكبر الخاسرين إذا تسبب الحظر في زيادة الأسعار. وفي شأن متصل أعلن قائد سلاح الجو والفضاء التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زاده، أن الحرس الثوري سيبدأ مناورة عسكرية اليوم تجرى خلالها اختبارات لصواريخ. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عنه أمس القول إن الاختبارات ستشمل كل طرز الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى التي تمتلكها إيران.