الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هطول الغيث يعد بتفتح «بنات المطر»

هطول الغيث يعد بتفتح «بنات المطر»
2 يناير 2011 21:00
يصف الشاعر مشهد رؤية تلك الأزهار التي نبتت بعد سقوط المطر، دون أن تتدخل أيدي البشر في ذلك قائلاً «يا زهور العشب في غـب المطر يوم علتها مراويح السحاب». ومنذ أسابيع قليلة بدأت بشائر الخير تهطل صيباً غدقاً على الإمارات وبراريها وسفوح جبالها، وعلى تلك الأراضي التي تمر بها المياه الآتية من الأودية بعد سقوط الأمطار، وظهرت بواكير تلك البشارة في بعض مناطق الدولة لتستدعي محبي الطبيعة للانطلاق والتمتع بالمشاهد الطبيعية الرائعة. و«بنات المطر» هي تلك الزهور التي لا تأتي ولا تنشق الأرض عنها ولا تزهر إلا بعد مجيء المطر، فتملأ تلك الزهور الأرض ألواناً تكتحل بها عيون الرحالة، ويملأ ذلك الأريج صدروهم بالهواء النقي العبق بالروائح البرية، ويوجد في مناطق الفجيرة الكثير من تلك الزهور ذات الألوان البنفسجية، وربما هناك الكثير أيضاً من الصفراء الرائعة التي تشبه زهور البابونج، وأكثر الفئات شغفاً وحباً لبنات المطر هم سكان المناطق الذين يحاولون قدر استطاعتهم منع قتل تلك الزهور أثناء رحلات نهاية الأسبوع. و«بنات المطر» لهن إخوة وأخوات لا تولد إلا مع قدوم الأمطار، وهي الأعشاب البرية التي تستخدم كأدوية شعبية أو ملونات طبيعية والكثير منها يكون طعاماً وعلفاً للمواشي والإبل التي تمر للرعي، فتنتج لبناً مختلفاً في مقداره وفي مذاقه، أما ذباب العسل فهو تلك النحلات التي تجد الكثير من التنوع في الرحيق الذي تتخذه طعاما لها، فتقدم للإنسان عسلاً سائغاً لذة للشاربين. ومن تلك النباتات الرعوية منها منها الكويثر والشحيمه والسخبر والشكاع، وعشبة التمرة وعشبة الخفي والسمانة، وبعضها لا ينبت إلا في موسم الأمطار بسبب المناخ الحار للإمارات، ولذلك هي من بنات المطر، ويساعد على نموها تلك المياه التي تختزنها الأرض والطقس الحسن، وتبقى بعض المياه الناتجة عن الأمطار لمدة تكفي حتى موسم الصيف في عمق الأرض. وما أن يبدأ الطقس في الإمارات بالتحسن وتنخفض دراجات الحرارة حتى يجهز محبو الرحلات متطلبات الرحلة، والتي ربما تكون لأكثر من مرة واحدة في الأسبوع، حيث تجذب البيئة الصحراوية بكثبانها وأشجارها غالبية الشباب إلى الخروج للممارسة رياضة ركوب الدراجات، والبعض يفضل الجلوس في تجمعات عائلية وربما هناك خيام صغيرة تنصب بالقرب من الأعشاب الخضراء والزهور. ويتخذ البعض من تلك الأزهار تذكارات صغيرة ربما تجفف، ولكن الغالبية من رواد الصحراء يغلب عليهم حب الاهتمام بالمناطق المزهرة، ويعقدون النية لزيارتها مرة أخرى، ولكن في النهاية تلك الأزهار لا تبقى طويلاً بسبب حرارة الطقس، ولأن الأمطار منسوبها قليل ولا تهطل لفترات طويلة يكون مصير بنات المطر الجفاف حتى لا يعود لها أثر.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©