الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مفكرون: الثقافة يجب أن تكون من أولويات الحكومات العربية

مفكرون: الثقافة يجب أن تكون من أولويات الحكومات العربية
15 ديسمبر 2016 14:49
هالة الخياط (أبوظبي) أكد مفكرون وباحثون أهمية أن تضع الحكومات العربية، والخليجية بوجه خاص، الثقافة ضمن أولوياتها وميزانياتها، وأن يتم التعامل معها كرافد أساسي للاقتصاد، كما أن يكون للقطاع الخاص مبادراته في جانب رعاية الثقافة ودعم الشباب المثقفين. جاء ذلك خلال ختام مؤتمر «فكر 15» في أبوظبي، أمس الذي نظمته مؤسّسة الفكر العربيّ تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة، تحت عنوان: «التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة». وخلال الندوة الأخيرة التي تضمنها المؤتمر حول التقرير العربيّ التاسع للتنمية الثقافيّة، رأى الباحث الدكتور يوسف الحسن أنّ الاهتمام بالثقافة في دول الخليج كان متأخّراً حتّى وقتٍ قريب، فيما بدأت الأمور تتغيّر بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وشدّد على أنّ أيّ استراتيجيّات مُشتركة لا بدّ أن تجيب عن تساؤل: أيّ مجلس للتعاون بين دول الخليج نريده في المستقبل؟ وهو سؤال مرتبط بالإرادة السياسيّة في المقام الأول، ولفت إلى أنّ الثقافة في الخليج تعمل على تأكيد الهويّة العربيّة الإسلاميّة، وتستلهمُ التراث من دون تجاهل معطيات العصر الحديث. جدل ونقاش واستهلّ الدكتور عليّ الدين هلال عضو الهيئة الاستشارية في مؤسسة الفكر العربي، كلمته باستعارة مقولة الباحث والمفكّر الكويتيّ محمد الرميحي «الخليجُ ليس نفطاً»، وليس الخليجُ ثروة ولا فنادق فاخرة ولا مباني شاهقة، وإنّما الخليج حضارة وثقافة ومكوّن من مكوّنات الثقافة العربيّة، منوّهاً إلى التقرير الذي يشير إلى وجود حالة جدل ونقاش واسع حول حدود الابتكار وحريّة المبدع. ولفت إلى وجود تغيّر في إدراك النُّخب الحاكمة في الخليج لأهميّة الثقافة، حتى ظهر مفهوم الاستثمار في الثقافة واعتبارها مصدراً من مصادر الدخل القوميّ، مُتمنيّاً من المؤسّسة تنظيم عدد من البرامج النقاشيّة وعقد ورش عمل في دول عربيّة عدّة لإبراز نتائج التقرير وما توصّل إليه، وأهميته، وكذلك السّماح لجهات حكوميّة غير خليجية بإعادة طباعة التقرير ونشره على إطار واسع وبأسعار رمزية. وقال الدكتور علي الدين هلال: إن الخليج لغة وثقافة وحضارة وتراث ومكون رئيس من مكونات الثقافة العربية. وأشار إلى أن هناك جدلاً يشتد أحياناً بين فريق المتشددين المحافظين الذين يرفضون التغيير وبين المجددين في إطار ثوابت ثقافتهم. وذكر أن بعض فصول تقرير التنمية الثقافية عرضت بالتفصيل لموازنات خصصت ولم تنفذ وقرارات صدرت ولم ترَ النور بسبب هذا الصراع خصوصاً مع صعود جماعات الغلو والتشدد الإسلامي التي صنعت ضغوطاً على الحكومات واضطرت الحكومات إلى الخضوع لهذه الضغوط في فترة من الفترات. وأكد أن الثقافة تعد أحد مجالات السياسة العامة ويجب أن يفرد لها وزارة مستقلة احتراماً لدورها واستشرافاً لمستقبلها. وقال هلال: نشهد خلال الفترة الحالية تغيراً في إدراك النخب الحاكمة والحكومات لأهمية الثقافة وفي إحدى دول الخليج ظهر مفهوم الاستثمار في الثقافة واعتبار الثقافة مصدراً من مصادر الدخل القومي وله قيمة تتعلق بالهوية والشعور بالعزة والكرامة. أذرع بحثية وأكد الدكتور محمد المعزوز نائب المستشار السياسي في الاتحاد الأوروبي، أهمية الاستثمار في الثقافة انطلاقاً من أهمية الصناعة الثقافية كمورد اقتصادي للدول، مشيراً إلى أن الصناعة الثقافية في فرنسا تسهم بـ57% من الناتج الداخلي المحلي، وفي أميركا تسهم في 3% من الناتج الداخلي المحلي وفي آسيا 8% وهذه المؤسسات انتقلت من مفهوم الثقافة العادي إلى الدور التنموي للثقافة. وأكد المعزوز ضرورة إطلاق ديناميكية البحث العلمي وتأسيس أذرع بحثية في شمال أفريقيا ودول الخليج وانتقائها بصرامة لتكون متماشية مع استراتيجية وأهداف مؤسسة الفكر العربي. أما الكاتب والمفكر البحريني حسن مدن فأكد أهمية إبراز ما تحقق من حراك ثقافي مع التركيز على أوجه القصور، وقال: إن الثقافة في بلدان الخليج هي ثقافة عربية وإن كان لها خصوصيات نابعة من التطور السياسي والاجتماعي في المنطقة. وذكر أن المرحلة تتطلب من الحكومات أن تتوجه إلى إنشاء بنية متطورة للثقافة، لافتاً إلى وجود حراك ثقافي في دول الخليج العربية فهناك أنشطة نوعية ومعارض كتب، كما أن هناك مهرجانات للمسرح وهناك يوجد حراك إبداعي كبير يقترب من القضايا التي كان مسكوتاً عنها في ما سبق. التنمية والتطوير وختم صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل بكلمة قال فيها: إنّ التقرير السنويّ الذي تُصدره المؤسّسة خُصصّ هذا العام للحديث عن تجربة مجلس التعاون الخليجيّ العربيّ، ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، لأنّنا نُقدّم هاتين التجربتين هذه السنة كأنموذجٍ للتكامل العربيّ، الذي خصّصنا له الوقت والجهد منذ أن انطلقت الفكرة من مؤتمر «فكر» في الصُخيرات قبل عامين، مروراً بالقاهرة العام الماضي، وانتهاءً بهذا المؤتمر في أبوظبي. وقال سموّه: أنا سعيد جداً بأنّ الفكرة التي انطلقت قبل سنتين تبنّتها الدول العربيّة وتبنّتها القيادات العربيّة أيضاً، وتردّدت كثيراً في أروقة الحكومات، وفي جامعة الدول العربية وفي مجلس التعاون الخليجيّ، وآخرها مؤتمر القمّة الخليجيّة قبل أيام في البحرين، عندما أكّد نهج التكامل العربيّ لدول الخليج، مشيراً إلى أنّ هذه المسألة يجب أن نقف عندها طويلاً نظراً إلى أنها غير مسبوقة وغير معهودة في قضيّة التنمية والتطوير في الوطن العربيّ. وأوضح سموّه «إنّنا سمعنا كثيراً عن آراءٍ وأفكارٍ تُطرح هنا وهناك، لكنها كانت تأخذُ عشرات السنين أو ربما مئة عام حتّى نرى لها تأثيراً مباشراً على أرض الواقع، وأضاف: عندما أقمنا هذه المؤسّسة كنّا على الطريق الصحيح، وحين طرحتُ إنشاء مؤسّسة تحت شعار المبادرة التضامنيّة بين الفكر والمال للنهوض بالأمّة قبل 16 عاماً، تشكّك منها الكثيرون وتراجع عنها أكثر من الكثير، بل وقد تمّ تحذيري من أن أطرح الفكرة من الأساس، لكن ولله الحمد نجحت هذه الفكرة بجهود أفراد المجتمع العربيّ المُستنير، فكانت الدعوة صريحة، والاستجابة سريعة». وقال سموّه: «عندما سألني البعض في ذلك الوقت لماذا هذه المؤسّسة ولماذا تُعنى بالثقافة؟ أجبتُ أن الأصل من وجود هذه المؤسّسة هو تجسير الفجوة بين المُفكّر والمُثقّف من جهة، والمسؤول والسياسيّ من جهة أخرى، موضحاً أن الاستجابات السريعة على هذه الأفكار التي تنطلق من اجتماعات ومن آراء وأفكار أهل الفكر والثقافة، هي علامة فارقة في التغيير الذي يحدث في هذا الجزء من العالم، ولنا الشرف جميعاً أنّنا جُزءٌ من هذا العالم وأنّنا نسعى لتطويره». تكرّيم الفائزين بجائزة الإبداع أبوظبي (الاتحاد) كرمت مؤسّسة الفكر العربيّ الفائزين بجائزة الإبداع العربيّ في دورتها العاشرة للعام 2016، مساء أمس الأول وفاز بجائزة الإبداع العلميّ رائد يوسف مصلح (الأردن) عن برنامج التعديل المكاني التخيّلي، وجائزة الإبداع التقنيّ محمّد يوسف فتّاح (العراق) عن تقنية جديدة لتحسين أداء الركائز الأنبوبيّة من خلال تقييد غلق نهاياتها عند مسافات محدّدة، والإبداع المجتمعي مناصفة بين سالين توفيق السمراني (لبنان) عن مبادرة «عنصر شبابي يقود الإصلاح التعليمي» لجمعية التعليم لأجل لبنان، وعبد الرحمن علي الزغول (الأردن) عن مشروع «الخبز من أجل التعليم»، وجائزة الإبداع الإعلامي أحمد عصمت علي (مصر) عن موقع منتدى الإسكندريّة للإعلام، وجائزة الإبداع الأدبي وجدي الكومي عن رواية «إيقاع»، وجائزة الإبداع الفنّي عبد المسيح أبو جودة (لبنان) عن كتاب «السينما في لبنان هذا المساء». أهداف مؤتمر 2017 أبوظبي (الاتحاد) أعلنت مؤسسة الفكر العربي التزامها بموضوعات أربعة كأهداف لعام 2017 وهي: علاقة الإعلام بالبحث العلميّ، والاقتصاد والسياسة، والتكامل العربيّ، ومجتمع المعرفة. وعُقدت جلسة ختامية حضرها صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل، والرئيس اللبنانيّ الأسبق أمين الجميّل، وممثّلون عن منظّمات وهيئات ثقافيّة وفكريّة واقتصاديّة ونُخبة من المفكّرين وكبار الإعلاميين. وتضمّنت الجلسة عرضاً لنتائج تحليل الاستبيان الذي وُزّع في الجلسة التفاعليّة حول الإعلام والبحث والعلميّ، وقدّم محمد أبو شقرا عرضاً مُفصّلاً مصحوباً بالشرح والرسومات البيانيّة لأهمّ العناصر والموضوعات التي أجمعت عليها الأسئلة التي خرجت بها الجلسة التفاعليّة، وتمّ تسليمها إلى اللّجنة المُختصّة بتحليل وصفيّ للبيانات. وأوضح أبو شقرا أنّ عدد حضور الجلسة التفاعلية التي تم توزيع الاستبيان خلالها بلغ 203 مشاركين، وأنّ عدد الاستمارات الموقّعة بلغ 155 استمارة، فيما وصل عدد الإجابات إلى 192 إجابة. وأكّد أنّ 84% أجابوا بـ«لا»على سؤال «هل أنتم مطمئنون للمستقبل العلميّ للأطفال العرب والشباب؟»، فيما أجاب 68% بـ«نعم» على سؤال «هل نحن قادرون على مواجهة التحديّات؟»، و90% وافقوا على «أنّ استهداف القدرات البشرية واستنزاف الإمكانيات الماديّة العربيّة يؤثر في عملية النهوض والتنمية»، كما أجاب 93% بـ «لا» على سؤال «هل المجتمعات العربية بمنأى عن آثار التحوّلات الإقليميّة والدوليّة؟» وأجاب 72% بـ«نعم» على سؤال «هل تعتقدون أنّ المجتمعات العربية قادرة على تجاوز تداعيات عدم الاستقرار؟» أمّا بخصوص واقع الإعلام فأجاب 64% بـ«لا» على سؤال «هل مازال الإعلام العربيّ المكتوب قادراَ على الاستمرار في مهمّته التنويريّة؟» و48% بـ«نعم» على سؤال «هل ساهم تطوّر الإعلام المرئيّ وتنوعه في التقريب بين المجتمعات العربيّة؟» والنسبة نفسها وافقت على أنّ تعدّد الإعلام المسموع وتنوّعه وكثافته يُساعد في تحديدنا لوظيفته الإعلاميّة. وبالنسبة إلى واقع مؤسّسات البحث العلميّ، فقد أتت النتائج على النحو التالي: 90% أجابوا ب«لا» على سؤال حول «إنتاجيّة الجامعات من البحث العلميّ وإذا ما كانت تلبّي احتياجات المجتمعات العربيّة؟»، و69% أيضاَ على سؤال« هل تتوفّر الكفاءات البشريّة والإمكانات الماديّة لمراكز البحث العمليّ العربيّ المستقلّة؟» و88% كذلك على«هل تُحقّق إنتاجيّة مراكز البحث العلميّ الرسميّة النتائج العلميّة الضروريّة في كافة المجالات؟»، ولم يوافق 77% على أنّ مراكز الأبحاث التابعة لمنظّمات العمل العربيّ المشترك تسهم في تلبية احتياجات التكامل العربيّ. أما نتائج العلاقة بين الإعلام ومؤسّسات البحث العلميّ فتُظهر أنّ 64% لم يوافقوا على أنّ متابعة الإعلام العربيّ تعزّز المعرفة بنتائج البحث العلميّ، و71% أجابوا بـ«لا» على سؤال «هل يسهم الإعلام العربيّ في تسليط الضوء على دور العلم في تطوّر المجتمعات؟» فيما وافق 84% على أنّه من الضروريّ أن تقدّم مؤسّسات البحث العلميّ صياغة إعلاميّة لنتائج أبحاثها العلميّة، وأيضاً 84% وافقوا على أنّ التفاعل بين البحث العلميّ والإعلام يُسهم في النهوض الاجتماعيّ والاقتصاديّ، و79% وافقوا كذلك على أنّه من واجب مؤسّسات الإعلام الرسميّ نشر نتائج البحث العلميّ، بينما أجاب 80% بـ«لا» على سؤال «هل يراعي الإعلام الرقميّ تقديم الحقائق العلميّة دائماً؟». أما نتائج الإجابة على أسئلة مؤسّسة الفكر العربيّ فظهرت على الشكل التالي: 95% أجابوا بـ«نعم» على السؤالين التاليين: «هل توافقون على تبنّي مؤسّسة الفكر العربيّ لثقافة السؤال؟»، «هل توافقون على اعتماد الآليات التفاعليّة في مؤتمرات مؤسّسة الفكر العربي؟».  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©