الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

"الطائرة الشمسية" تدخل التاريخ بأطول رحلة دون استخدام الوقود

"الطائرة الشمسية" تدخل التاريخ بأطول رحلة دون استخدام الوقود
3 يوليو 2015 22:02

وصلت الطائرة "سولار إمبلس 2" العاملة بالطاقة الشمسية والقادرة على الطيران ليلا ونهارا دون استخدام قطرة واحدة من الوقود إلى هونولولو في هاواي عند الساعة الثامنة مساء اليوم بتوقيت دولة الإمارات بعد عبور المحيط الهادئ.

وسجلت رحلة الطائرة من ناجويا في اليابان إلى هونولولو، التي استغرقت 118 ساعة قطعت خلالها مسافة 8261 كم، إنجازا تاريخيا باعتباره أول نجاح من نوعه في عالم الطيران.

ويمثل إكمال رحلة الطيران، المحفوفة بالكثير من التحديات، لعبور أكبر مساحة مائية في العالم تتويجا لجهود فرق العمل من سولار إمبلس وشركائهم التقنيين والرعاة و"مصدر" الراعي المستضيف في أبوظبي والتي استغرقت 12 عاما منذ بدايتها تضمنت مراحل دراسات الجدوى والتصميم والتركيب النهائي للطائرة والتجهيزات والاستعدادات التي سبقت انطلاق الرحلة من أبوظبي.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر": "يسرنا وصول سولار إمبلس2 إلى جزر هاواي بعد قطع مرحلة طويلة وحافلة بالتحديات فوق المحيط الهادئ. وكنا نتابع أخبار الرحلة من أبوظبي خطوة بخطوة وأود هنا أن أثني على القدرات الكبيرة التي أبداها كافة أفراد فريق العمل في مواجهة تحديات الطقس وظروف الطيران الصعبة لمدة خمسة أيام من غير توقف وبالاعتماد فقط على الطاقة الشمسية. إن قطع هذه المرحلة يقدم شهادة جديدة على نضج تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتزايد مجالات تطبيقاتها العملية. ونتمنى لفريق سولار إمبلس 2 النجاح والتوفيق في المراحل المتبقية من الرحلة حول العالم في طريق العودة إلى أبوظبي خاصة وأنهم يشاركوننا رؤية "مصدر" في أهمية العمل على بناء مستقبل مستدام".

يذكر أن طائرة "سولار إمبلس 2" كانت قد أقلعت عند الساعة 22:03 بتوقيت أبوظبي يوم 28 يونيو الماضي من ناجويا بقيادة الطيار أندريه بورشبيرج في محاولة هي الثالثة لفريق الطاقة الشمسية لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بعبور المحيط الهادئ في رحلة دون توقف وبالاعتماد على الطاقة الشمسية فقط.

كما أن مركز التحكم في الرحلة، الذي يتخذ من موناكو مقرا له، قد اختار تحويل مسار الرحلة والهبوط في ناجويا في اليابان بعد إقلاع بورشبيرج المبكر من نانجينج في الصين وحفاظا على أعلى معايير سلامة الطيارين والطائرة في ظل الظروف الجوية السيئة والتي كانت تهدد نجاح المهمة.

وفي الساعات التي تلت هبوط الطائرة في ناجويا، تسببت موجات الرياح العاتية في إحداث بعض الأضرار في أجنحة الطائرة والبالغ طولها 72 مترا. واستغل فريق الطائرة فترة توقف الرحلة لإصلاح الأجنحة في ناجويا لإلهام الطلاب والترويج للابتكار في إرساء مستقبل مستدام وإعداد الطيار بورشبيرج لاستكمال الرحلة الأطول وعبور المحيط الهادئ.

وخلال تلك الرحلة، تعرض الطيار بورشبيرج الذي كان يجلس في قمرة القيادة بمساحة 3.8 متر لظروف بدنية هي الأصعب حيث مثلت هذه الرحلة التحدي التشغيلي والتقني الأصعب للطيار والطائرة وفريق الدعم البالغ عددهم 140 شخصا. وقام بورشبيرج بمواجهة التحديات والصعوبات أثناء الرحلة كما تمت محاكاتها بشكل موسع قبل الرحلة.

وكانت محطة عبور المحيط الهادئ هي الثامنة والأصعب ضمن محطات رحلة الطائرة "سولار إمبلس 2" والبالغة 13 محطة. وتمكن الطيار بورشبيرج، أثناء قيادته للطائرة المجهزة بأربعة محركات كهربائية و17,248 خلية شمسية، من التحليق على ارتفاع 8500 متر.

وكان بورشبيرج على اتصال دائم عبر الأقمار الصناعية مع مركز التحكم خلال الرحلة والذي يعمل فيه 20 مختصا ممن كانوا على ترقب لإمكانية حصول كافة السيناريوهات الممكنة للرحلة وقاموا بنقل المعلومات إلى الطيار لتمكينه من اتباع أفضل مسار من أجل نجاح المهمة.

وبعد التوقف في جزر هاواي، سيقود الطيار برتراند بيكارد الطائرة شرقا صوب مدينة فينيكس في الولايات المتحدة. وستواصل الطائرة رحلتها إلى محطتها التالية في الغرب الأوسط والتي سيتم الإعلان عنها لاحقا ثم ستتوقف في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك لتستعد لعبور المحيط الأطلسي متوجهة إما إلى محطتها التالية في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا قبل إكمال رحلتها التاريخية للوصول إلى المدينة المستضيفة أبوظبي.

يذكر أن الطائرة غادرت أبوظبي في 9 مارس هذا العام إلى مسقط في سلطنة عمان. وأقلعت من هناك في اليوم التالي لعبور بحر العرب. ووصلت إلى أحمد أباد في الهند في 10 مارس. بعد توقف قصير في فرناسي في الهند، أقلعت "سولار إمبلس 2" من ماندلاي ميانمار في يوم 19 مارس بقيادة الطيار برتراند بيكارد. بعدها، أكلمت الطائرة الرحلة الخامسة والأكثر تحديا في وقتها حيث وصلت في تشوكينج في الصين في 30 مارس.

وتأخرت رحلة الطائرة من تشونكينج إلى نانجينج في الصين بسبب الظروف الجوية غير المواتية. واستغل فريق الطائرة فترة بقائهم في تشونكينج لإلهام آلاف الطلبة وأعضاء المجتمع المحلي من خلال تسليط الضوء على دور الابتكار والتكنولوجيا النظيفة في إرساء مستقبل أكثر استدامة.

وهبطت الطائرة بقيادة برتراند بيكارد في نانجينج الصين في 21 أبريل حيث خضعت إلى استعدادات تقنية من أجل رحلة عبور المحيط الهادئ الطموحة.

وبعد مغادرة نانجينج في 31 مايو في محاولة لعبور المحيط الهادئ، قام بورشبيرج بتحويل مسار الرحلة وهبط في ناجويا في اليابان بسبب الظروف الجوية السيئة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©