بعد طول غياب وبعاد.. التقى أبو العبد وأبو صطيف على قارعة الطريق، تعانقا وربت كل منهما على الكتف في خفة ولطف.. فجأة يصرخ أبو صطيف ما هذا يا أبا العبد، سمنت ونثر بطنك. لا لا، لم نعهدك أبا العبد من قبل كنت ذا قوام رشيق وقَدْ دقيق، ماذا جرى؟
ضحك أبو العبد ورقصت دوائر بطنه، وأردف مازحاً أرني نصائحك أبا صطيف وخططك.. أجاب وفي قلبه ارتياب وعجبٌ : تسمع كلامي من أذنك اليمنى وبعد حين سوف تغلق أذنك اليسرى، نصائحي ستذهب سدى سواء وقت الظهيرة أو ساعة ضحى.. أمري إلى المولى وسأكتفي بالإيجاز، دون لمز أو إزعاج.
أولاً.. إياك والحلوى، فقد تكون هي البلوى وأقصدها (كنافة الجبن – قطايف – أم علي – زنود الست، اللقيمات، البلاليط – البسبوسة، العوامة والمدلوقة)، ملؤها القطر المذاب حلوة المذاق تُسيل اللعاب، وأيضاً تجنب النرفزة والتأفف والقزقزة، أتعرف معنى القزقزة هي أن تقشر لب ثمرة خوخ مثلاً.. وتقضي على ما داخلها بلمح البصر، صوتها (طقطقة).
يا صاحبي.. لا تكترث بالمهاترات الجانبية فهي كفقاقيع الصابون، ترغو وتزبد ثم تضمحل.. أما الصخب والأصوات العالية المثقلة بالضجيج، الأفضل أن تصُم أذنيك عنها وارجع عنها القهقرى.
وعن اللحوم، المكتنزة الدهون احترس من أكلها ومضغها، وابتعد عن صفار البيض فلا يتناسب مع الذين تخطوا الأربعين والخمسين، كذلك الأبيضان (الملح والسكر)، فالأول يرفع (الضغط) والثاني يقطع الشهية دون لبس أو شطط، وقد تحتاج إلى حِمية. من أسبوع إلى عدة أسابيع، فلا تكن الضحية.
محمد عوض الجشي
عدد اليوم
