الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنيعي (2)

2 يوليو 2006 02:56
الجبال صديقة الناس، فهي بصلابتها وارتفاع قاماتها الشاهقة، وتعرجات طرقها تشكل حماية طبيعية للساكنين في أفيائها، وهكذا حين توجهنا نحو منطقة المنيعي الجبلية كان يمكننا أن نتخيل كيف حصلت تلك القرية المحاطة بالجبال على اسمها القوي، ولنا أن ندرك أنها منيعة لا تفتح أبوابها الا لمحبيها، ولم يكن لغاز في الأزمنة الماضية أن يصل إليها، ففيها تتحد قوة الرجال مع قوة الجبال لتسد بوابات المدينة وتجعلها عصية على الطارقين·وقد كانت البيوت من السعف والرعون ومن جذوع النخل والسمر، ويقوم الناس بعملها على شكل الخيام حتى يكونوا محميين من السيل، وفي القيض يبنون عرشاناً من الرعون ويسكنون فيها أما الينزفين من الجص، حيث يصنع الجص بحرقه في النار ويقوم بهذه العملية أشخاص متخصصون بالحصى من وادي القور، ويحفظون فيه الذرة، والدخن، والبر، والتمر، وتتوزع أعمالهم بين صناعة السخام من أشجار السمر والزراعة وجني العسل· وقد بنيت الشعبيات عام 1974م بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وفي منطقة حتا والقرى المحيطة بها ومنها وادي القور وملاح والحويلات والشفغة وقد تم بناء تسعين بيتاً وسبعة مساجد في قرية المنيعي، أما بناء مسجد صخيبر، فتم تعميره على نفقة ديوان حكومة دبي· وحول ماضي المنطقة فكانت المنيعي تمثل عاصمة الحجور فكان الناس يأتون إليها في موسم الرطب ويقيمون فيها وكانت تمثل سوقاً في موسم الغليون، والمنيعي منطقة تتميز بالأصالة والماضي العريق فقد عرفت شعراء كباراً مثل المرحوم سالم بن سعيد الدهماني وكان أهلها مهتمين بطلب العلم فاجدادنا ذهبوا إلى عمان ليتعلموا القرآن· وكان فيها عدد من المربعات والآثار القديمة منها مربعة المريبخ ومربعة البيام، والناس في الماضي كانوا يعيشون حياة بسيطة وأدى دور الوالي في ذلك الوقت للإصلاح بين المتخاصمين وكفالة المحتاجين وتقسيم الميراث وهو دور اجتماعي بالدرجة الأولى يعتمد على احترام الناس له، وقبولهم بأحكامه· أما عن تقاليد العرس قديماً فكانت تتميز بحميمية العلاقات بين الناس فالعرس يبدأ من يوم الأربعاء حيث يأتي أهل العريس إلى بيت العروس ويقوم والد العروس بتقديم العشاء وفطور الصباح لهم ويبقون في رزيف وفرح ويكون غداء يوم الخميس مسؤولية والد العريس وكذلك العشاء ويبيتون محتفلين أيضاً حتى صباح الجمعة حيث يأخذ العريس عروسه ويذهب إلى بيته، وبعد سبعة أيام تعود العروس إلى بيت أهلها وتقام الولائم وتبقى سبعة أيام تعود إلى بيت زوجها وتبدأ حياتها الزوجية، وكانوا يرزفون ويركضون وكانوا ويقولون عند مجيء أهل العريس: حي بشبان حلو ملتقاهم يوم يونا طالبين الجميلة ومن رزيفهم كذلك: الهوى غالي يالغالي يبغي ناس يروفوا به طاح في ايدين يهال ما يعرفوا المايو به وهكذا كان الناس يقيمون أفراحهم ويشارك بها الجميع ولا يعرفون قاعات الأعراس أو البذخ والمهور الغالية فأعراس أهل المنيعي تكون في المنطقة نفسها· سعود العتيق
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©