السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواصلات راقية تعاني هجر المواطنين

مواصلات راقية تعاني هجر المواطنين
22 يوليو 2014 02:26
تعتبر أنظمة المواصلات من الأنظمة الأساسية لأي بنية تحتية في المدن، حيث تعتمد عليها العديد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  وغيرها.   كما أن أنظمة المواصلات الحديثة قد تعتبر مجالًا مهما لتطبيق الاستدامة البيئية، وهو الموضوع الذي لا يزال العالم يتحدى نفسه فيه للخروج بأقل الخسائر البيئية على الأقل، أو إيقاف النزيف البيئي الذي يتزايد يوما بعد يوم. وقد شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة طفرة عمرانية واقتصادية متميزة خلال مرحلة التكوين في العقود الأربعة الماضية، وقد تكلل هذا التطور بوصولها إلى مرحلة التمكين والتي أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. قررت كمواطن أن أخوض تجربة استمرت لمدة ساعتين مستخدما حافلات النقل العام في مدينة العين، حتى أرى حقيقة ما ينفّذ ويتم على أرض الواقع، وما يقال في المجالس ووسائل الإعلام. ومن خلال الملاحظة، وجدت نوعاً من الغربة بين المواطن وإحدى أهم وسائل المواصلات المستخدمة في إمارة أبوظبي، وهي حافلات النقل العام. فقد شهد هذا النوع من وسائل المواصلات تطورا على مدى السنوات الماضية. وتقوم الجهات المعنية بالحافلات بوضع وتنفيذ خطط لتطوير وتفعيل هذه الوسيلة، أو على الأقل، هذا ما نقرأه ونشاهده في وسائل الإعلام. بالإضافة إلى ذلك، لاحظت أن الإماراتيين يستخدمون حافلات النقل العام في آسيا وأوروبا وأميركا سواء للتنقل أو حتى للنزهة، بينما لم ألاحظ ذلك في الإمارات. ومن خلال التجربة، وجدت أن نظام النقل بالحافلات – كما هو في أميركا مثلا- له ثقافته الخاصة. حيث شاهدت أن معظم الركاب أو كلهم تقريبا من الآسيويين، ويوجد احترام للقوانين مثل أماكن الجلوس وأماكن الانتظار وطريقة دخول الباص والخروج منه. كما يوجد التزام بآداب الجلوس مثل احترام الآخرين وعدم مزاحمتهم، خصوصا في ظل ركاب من الجنسين. وعلى الرغم من أن فترة ركوب الحافلة كانت بين الساعة 10 صباحا والساعة 12 ظهرا، إلا أن التكييف في الحافلة كان ممتازا. ويضيف أنه يوجد نقص في عدد الحافلات في بعض الأماكن، حيث أنها تمر كل ساعة أو كل 45 دقيقة، كما أن بعض محطات الانتظار تخلو من الأرقام التي تشير للحافلات وخطوط سيرها. وفي هذا الرحلة التي كانت من المنطقة الصناعية مرورا بالسوق ثم إلى الفوعة، لم أجد خارطة أو مظلة انتظار. وهي كما عرفت في طور الإنشاء. أستطيع أن أقول أن نظام النقل بالحافلات لا يزال في مراحله الأولى وتوجد هناك تحسينات قادمة بحسب ما أفادني به مركز الاتصال الخاص بدائرة النقل. التجربة ذكرتني بالحافلة التي كنت أستقلها في سنغافورة بقصد التجول في المدينة والاطلاع على أحيائها. كما أن ركوب حافلة النقل العام يظهر المدينة من زاوية مختلفة غير التي تعودنا عليها في السيارات.   ويبدو أن التطور لا يزال مستمراً في وسائل النقل العام في الإمارات، ومن يريد أن يعيش المستقبل فليركب حافلات النقل العام. نحن بحاجة إلى تغيير ثقافة الاستخدام لهذه الوسائل، فالمسؤولية لا تقع على الدائرة المشغلة للحافلات، بل المجتمع مسؤول أيضا عن تفعيل واستخدام هذه الوسيلة التي قد تسهم إسهاماً إيجابياً في النواحي الاقتصادية والبيئية وحتى الاجتماعية ، وذلك إذا ما تم استخدامها بالشكل الصحيح. وخلاصة الأمر أن المسألة، مسألة وقت وثقافة مجتمع.   أحمد عبدالله الجابري- العين  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©