الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يدعو إلى تحقيق مستقل في إسقاط الطائرة الماليزية

مجلس الأمن يدعو إلى تحقيق مستقل في إسقاط الطائرة الماليزية
22 يوليو 2014 01:15
دان مجلس الامن الدولي، في قرار أصدره بالإجماع الليلة الماضية، إسقاط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل في الكارثة، وطالب المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا بضمان الوصول الحر والآمن الى مكان تحطم الطائرة، ووقف الأعمال الحربية في تلك المنطقة. وبدأت هولندا التحقيق الميداني لفحص جثث الضحايا، فيما عرضت أوكرانيا تكليفها بتنسيق التحقيق الدولي في الكارثة، وجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرغام المتمردين على التعاون مع المحققين الدوليين، وتعهد الأخير بالعمل على إجراء التحقيق وتخفيف حدة الصراع بين القوات الأوكرانية والمتمردين. وصرح المتحدث باسم النيابة العامة الوطنية الهولندية فيم دي بروين لصحفيين في أمستردام بأن محققين هولنديين بدأوا تحقيقاً في الكارثة بشبهة ارتكاب جرائم قتل وجرائم حرب وإسقاط طائرة عن عمد. وذكر أن قانون الجرائم الدولية الهولندي يسمح لهولندا بمحاكمة أي شخص يرتكب جريمة حرب ضد هولندي، وأن مدعياً عاماً هولندياً يُدعى ثيس بيرجر موجود حالياً في كييف، حيث يجري تحقيقاً في هذا الصدد. وعاين 5 محققين هولنديين برفقة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومتمردين جثث الضحايا المنقولة إلى 5 عربات مبردة في قطار بمحطة السكك الحديدية في بلدة توريز بالقرب من مكان الكارثة. وقال مدير بعثة التحقيق الهولندية الخبير في الطب الشرعي بيتر فيا فيليت، وسط 50 متمرداً مسلحاً أمام المحطة «إن الجثث محفوظة بشكل جيد». وذكر نائب رئيس حكومة «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية أندريه بورجي أن خبراء ماليزيين وصلوا أيضاً إلى المحطة مساء أمس. وقد انتهت عمليات الإنقاذ في الموقع. وصرح نائب رئيس الوزراء الأوكراني للسياسة الإقليمية فلاديمير جرويسمان بأن 282 جثة كاملة و87 قطعة من أشلاء الضحايا الستة عشر الباقين تم انتشالها من الموقع البالغة مساحته 50 كيلومتراً مربعاً. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، خلال كلمة ألقها في البرلمان الهولندي في أمستردام، «من الواضح أنه يجب على روسيا أن تستغل نفوذها لدى الانفصاليين لتحسين الأوضاع على الأرض. إذا ظل الوصول إلى منطقة الكارثة غير متاح خلال الأيام المقبلة، فستكون كل الخيارات السياسية والاقتصادية على الطاولة ضد المسؤولين عن الكارثة بشكل مباشر أو غير مباشر». وصرح رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في كييف بأن أوكرانيا مستعدة لتكليف هولندا بتنسيق التحقيق الدولي في الكارثة، باعتبارها «البلد الذي يواجه أكبر معاناة». وقال « نحن مستعدون لإرسال كل الجثث إلى أمستردام لتشريحها والقيام بالإجراءات اللازمة كافة». وأعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، في مقابلة تلفزيوينة، أنه تلقى ضمانات من زعيم الانفصاليي ألكسندر بوروداي بتسليم الجثثلهولندا والصندوقين الأسودان للطائرة إلى ماليزيا وانتقد ياتسينيوك بشدة بوتين، متهماً إياه بالتمادي في تسليح ودعم المتمردين. وقال «لا أنتظر شيئاً من الحكومة الروسية. أمدوا المقاتلين بالسلاح وينبغي أن يدرك بوتين أنه تمادى كثيراً. هذا الصراع ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل هو نزاع دولي». وذكر مصدر أمني أوكراني أن لديه معلومات تفيد بأن المتمردين الانفصاليين تسلموا من روسيا نظام صواريخ موجهة بأجهزة الرادار من طراز «بوك - إم1 إس-11» يقوم بتشغيله على الأرجح طاقم روسي. وقال لوكالة «رويترز» في كييف «في وقت سابق أصدر جهاز الأمن الأوكراني بيانات عن تفاوض متمردين لتسلم أنظمة بوك الروسية». وأضاف «لم يتلق المقاتلون تدريباً خاصاً على تشغيل هذه المعدات العسكرية المعقدة، أي أننا نرجح قدوم طاقم لتشغيل الصواريخ من روسيا». ونفت روسيا تسليمها المتمردين صواريخ «بوك» المشتبه بأن أحدها استخدم في إسقاط الطائرة. وقال مدير دائرة العمليات في هيئة أركان القوات الروسية المشتركة الجنرال أندريه كارتابولوف، في مؤتمر صحفي في موسكو، «إن روسيا لم تسلم المتمردين أنظمة صواريخ بوك أو أنواعاً أخرى من الأسلحة والمعدات العسكرية». وذكر أن طائرة حربية أوكرانية حلقت بالقرب من الطائرة، ونشرت صوراً ملتقطة بالأقمار الصناعية تظهر تمركز أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني في منطقة الكارثة. وقال إن مسار الطائرة المنكوبة وموقع سقوطها يقعان في مرمى أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني. وأضاف أن 3 أو 4 من صواريخ «بوك» المضادة للطائرات كانت منتشرة في المنطقة يوم وقوع الحادث الخميس الماضي. وأظهرت صورة تم عرضها نشر أحد تلك الأنظمة قرب مواقع قوات الدفاع الشعبي ذلك اليوم تحديداً. وأضاف أنه تم رصد نشاط متزايد بشكل كبير لمحطات الرادار الخاصة بأنظمة «بوك» الأوكرانية يوم الجمعة الماضي، وبعد ذلك انخفض النشاط بصورة كبيرة. وتابع قائلاً إنه تم كذلك رصد إقلاع طائرة حربية أوكرانية طراز«سوخوي - 25» واقترابها من الطائرة الماليزية لمسافة 5 كيلومترات، متسائلاً «ما هو هدف تحليق سوخوي بالقرب من الطائرة الماليزية المدنية؟». وذكر أن قمراً صناعياً أميركياً تابعاً لمنظومة فضائية تجريبية لرصد إطلاق الصواريخ، حلق فوق مناطق شرق أوكرانيا بالتزامن مع وقوع الكارثة. وقال «إذا كانت لدى الجانب الأميركي صور التقطها هذا القمر، على الأميركيين أن يقدموها للمجتمع الدولي». في غضون ذلك، طلب أوباما من بوتين إرغام المتمردين على التعاون في التحقيق في حادث تحطم الطائرة الماليزية. وقال، خلال كلمة مقتضبة ألقاها في البيت الأبيض «إن الرئيس بوتين قال إنه يؤيد فتح تحقيق حيادي لكن تجب ترجمة الأقوال بالأفعال». وأضاف «نظراً إلى تأثيرهم الاستثنائي المباشر على الانفصاليين، على الروس والرئيس بوتين تحديداً إرغامهم على التعاون في التحقيق والسماح للمحققين بالوصول فوراً إلى موقع تحطم الطائرة. هذا أقل ما يمكنهم أن يقوموا به». وتابع «نعلم أن روسيا زودتهم بالمعدات العسكرية والأسلحة بما في ذلك مضادات أرضية». وانتقد أوباما بشدة المتمردين. وقال «أطلقوا النار في الهواء لدى اقتراب المحققين. ويسحبون أدلة من موقع الحادث. ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إن ذلك استهانة بأسر الضحايا، ويجب أن يعرف العالم ما حصل بالتحديد». وجدد مطالبة روسيا بتغيير استراتيجيتها في أوكرانيا وإنهاء المعارك على الأرض واحترام حق الأوكرانيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم. وقال البيت الأبيض إن أوباما وآبوت اتفقا، خلال محادث هاتفية بينهما الليلة قبل الماضية، على ضرورة أن تستخدم روسيا نفوذها لدى الانفصاليين لإرغامهم على التعاون مع المراقبين والمحققين الدوليين. وصرح آبوت لإذاعة أسترالية بأنه تحدث هاتفياً مع بوتين الليلة قبل الماضية وأبلغه بانزعاج شديد من أسلوب التعامل مع رفات الضحايا. وأضاف «قال كلاماً جميلاً وعليه الآن الوفاء بما تعهد به». قال للصحفيين لاحقاً «في ضوء مسؤولية انفصاليين، تدعمهم روسيا، شبه المؤكدة عن إسقاط الطائرة، فإن سيطرة هؤلاء على الموقع تشبه إلى درجة ما تحكم المجرم في موقع الجريمة». في المقابل، قال بوتين، في تسجيل مصور نشره الكرملين، «إن روسيا ستفعل ما بوسعها من أجل نقل الأزمة (الأوكرانية) من المرحلة العسكرية إلى مرحلة المفاوضات السلمية عبر الطرق السلمية والدبلوماسية فقط». وأضاف «من الضروري بذل ما هو ممكن لضمان أمن عمل المحققين الدوليين في منطقة المأساة. لكن لا ينبغي لأي شخص، ولا يحق لأحد، استغلال المأساة لتحقيق أهداف سياسية أنانية نفعية، فمثل هذه الأحداث لا ينبغي أن تفرق بين الناس بل تجمعهم». واقترح فتح «ممر إنساني» للسماح بدخول الخبراء إلى موقع إسقاط الطائرة. ميدانياً، أمر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو بوقف العمليات العسكرية في محيط 40 كيلومتراً حول موقع الكارثة». وتعرضت منطقة محطة القطارات وسط دونيتسك، كبري مدن شرق أوكرانيا ومعقل الانفصاليين الواقعة على مسافة 60 كيلومتراً من الموقع، لقصف مدفعي كثيف. وأعلنت البلدية التابعة للمتمردين أن النيران اندلعت في متجر كبير قرب المحطة وامتدت إلى مبنى من 9 طوابق. وأضافت أن القوات الأوكرانية دخلت مدينة أفدييفكا الصغيرة شمال دونيتسك. ونفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأوكراني أندريه ليسينكو قصف دونيتسك. وقال لصحفيين في كييف «هناك أعمال جارية لتطهير الطرق المتجهة إلى المدينة لتدمير نقاط تفتيش الإرهابيين، وإذا حدثت تفجيرات في وسط المدينة، فلا علاقة لها بالجنود الأوكرانيين». وأوضح «لدينا أوامر صارمة بعدم استخدام الضربات الجوية والمدفعية في المدينة. إذا كان هناك قتال في المدينة، لدينا معلومات عن مجموعة صغيرة، نظمت نفسها، ذاتياً تقاتل الإرهابيين». (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©