الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تصاعد إرهاب «داعش» ضد مسيحيي الموصل ودعوات للعشائر للتدخل

تصاعد إرهاب «داعش» ضد مسيحيي الموصل ودعوات للعشائر للتدخل
22 يوليو 2014 01:31
استولى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم «داعش» في العراق أمس، على دير في ناحية منطقة الخضر جنوب شرق مدينة الموصل بمحافظة نينوى، وطردوا الرهبان والقساوسة منه، بعد يوم واحد على انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للمسيحيين الذين غادروا المدينة بعد التحذير. وطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط الرأي العام العالمي القيام بما يتوجب عليه للوقوف بوجه الهجمة التي تطال المسيحيين العزل على أرض العراق، بينما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اضطهاد الأقليات، خاصة المسيحيين في الموصل، جريمة ضد الإنسانية، كما دانت الحكومة الفرنسية «بأشد العبارات» الاعتداء على حرية الأديان وطرد المسيحيين من الموصل، وأعربت النمسا عن قلقها من تهجير المسيحيين. وقال رجل دين مسيحي رفض الكشف عن هويته إن «مسلحي داعش اقتحموا كنسية مار بهنام في منطقة الخضر جنوب شرق الموصل، واستولوا على الدير وطردوا القساوسة منه». وأضاف أن «المسلحين قالوا للقساوسة هناك لم يبق مكان لكم بيننا، وعليكم المغادرة فوراً». وأضاف أن «القساوسة حاولوا أخذ بعض حاجياتهم، لكنهم منعوهم، وقالوا لهم تخرجون بملابسكم وترحلون من هنا مشياً على الأقدام». وأجبر رجال الدين على السير إلى مدينة قرة قوش على مسافة أكثر من 10 كيلومترات، قبل أن تأتيهم قوة من البيشمركة الكردية لتنقلهم إلى مناطق خاضعة لسيطرتهم. وهرب المئات من المسيحيين من أهالي مدينة الموصل إثر إنذار وجهه تنظيم «داعش» الذي يشن هجوماً كاسحاً على مناطق متفرقة في شمال وغرب البلاد. وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال مساء الجمعة «لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين»، مضيفاً أن «العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل» في إقليم كردستان العراق. وأكد أن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «داعش» بياناً يطالبهم بتركها. من جهته، طالب مجلس كنائس الشرق الأوسط الرأي العام العـالمي القـيام بما يتوجب عليه من مبادرات، للوقوف بوجه الهجمة التي تطال المسيحيين العزل على أرض العراق. وأضاف في بيان أمس أن المجلس يضم صوته إلى صوت البطاركة ورؤساء الكنائس الشرقية، لاستنكار ما يحدث في مدينة الموصل وجوارها، من محاولات لتهجير المسيحيين وغيرهم ومن انتهاك حرمات ومقدسات، ومن سعي مبرمج لتغيير الوجه الحضاري والديني لمدينة اشتهرت بكنائسها وأديرتها المفتوحة للحوار ولبناء حضارة المحبة. وأكد المجلس التضامن التام مع البطريرك لويس ساكو وجميع الرعاة والأساقفة في العراق، مناشداً الكنائس وكل الجماعات الروحية والإنسانية مسيحية وإسلامية، للضغط على الحكومات للتنبيه إلى ما يجري اليوم الذي يمكن أن يؤدي في حال عدم إيقافه إلى كوارث إنسانية ونكبات وحروب، لن يسلم منها حتى الذين هم سببها والذين يسكتون عن التنديد بها. ودعا المجلس ذوي الإرادات الطيبة والمؤمنين من كل الديانات من أجل الصلاة لكي ينقذ الله شعب العراق، خاصة مسيحييه. وجدد استنكاره للأحداث التي تجري اليوم في سوريا وفلسطين، معلناً أنه لا يجوز السكوت عن كل ما يهدد حياة الناس وسلامتهم، ولا يجوز أبداً انتهاك كرامتهم وقتل الأبرياء والأطفال، وكأننا نعيش في عصر ما قبل التاريخ. من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اضطهاد المسيحيين في الموصل من قبل مسلحين متشددين جريمة ضد الإنسانية. وقال في بيان «في الوقت الذي كانت مئات العائلات المسيحية تغادر الموصل نتيجة إنذار وجه لهم من قبل مسلحين متشددين، أعلن إدانتي الحازمة جداً للاضطهاد المنهجي للأقليات في العراق، من قبل التنظيمات المسلحة». وأعرب بان كي مون في بيانه عن قلقه الشديد للمعلومات عن تعرض المسيحيين لتهديدات في الموصل، مجدداً القول أن هذه الهجمات المنهجية ضد المدنيين بسبب أصولهم العرقية أو انتماءاتهم الدينية، يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية ولابد للمسؤولين عنها أن يلقوا العقاب. بدورها، دانت الحكومة الفرنسية أمس «بأشد العبارات» الإنذار الذي أصدره تنظيم «داعش»، وطالب فيه المسيحيين المقيمين في الموصل بدفع الجزية أو اعتناق الإسلام أو الخروج من المدينة. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن «هذا توضيح جديد على الطبيعة الحقيقية لهذه المنظمة الإرهابية». وأضافت أن «هذه التهديدات غير المحتملة تظهر الحاجة الملحة لإعادة خلق الأوضاع المؤاتية لحوار سياسي شامل في العراق، يجمع جميع الأطياف سوياً من أجل مجابهة التحديات التي تواجهها الدولة». وذكـر البـيان أن باريس تحشـد جهودها من أجـل احـترام المسيحيين في الشرق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن فرنسا تدافع عن حرية الديانة أو المعتقد في جميع أنحاء العالم. كما عبر وزير خارجية النمسا سيبستيان كورتس أمس عن قلقه إزاء الإنذار الشديد الذي وجهه تنظيم «داعش» إلى المسيحيين في الموصل، واصفاً إياه بأنه «غير مقبول على الإطلاق». ودان كورتس في بيان «بأشد العبارات» الإنذار الموجه لمسيحيي الموصل، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل سياسي في العراق. وقال إن المرحلة الحالية تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تمثل الشيعة والسنة والأكراد، مضيفاً أن النمسا ستواصل العمل على النطاق العالمي لنشر الحريات الدينية وحماية الأقليات الدينية. وذكر أنه «يمكن في هذا الصدد أن نعرض على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، النموذج الذي نتبعه في النمسا باعتباره يبنى الجسور بشكل محايد وإيجابي بين الأديان». وفي الشأن نفسه، طالب القيادي في كتلة الرافدين المسيحية عماد يوخنا، المراجع الإسلامية ورجال الدين من جميع الطوائف بإعلان موقف واضح وصريح من اعتداءات تنظيم «داعش» على المسيحيين في الموصل، مؤكداً أن إفراغ الموصل من المسيحيين «جريمة لا يمكن السكوت عنها». وقال في بيان صحفي، إن «العديد من أهـالي المدينـة رفضـوا ثقـافة داعش الهمجية، والأحكام العرفية التي يصدرها على جميع الطوائف في المدينـة»، معتـبراً أن «عملية إفراغ الموصل من المسيحيين لا يمكن السكوت عنها، وهي بمثابة جريمة بحق العراق وتاريخه». ودعا أهالي الموصل وعشائرها إلى «الانتفاض على هؤلاء القتلة المأجورين لتحريرها منهم، كونهم من يمثل هذه المدينة العريقة بتأريخها». واعتبرت حملة «حشد» بدورها أمس أن ما يتعرض له المكون المسيحي في الموصل بأنه «تطهـير عـرقي وإبـادة جماعية» هي الأسوأ منذ إبادة الأرمـن في القرن الماضي، وأكدت عزمها رفع دعوى قضائية لدى الأمم المتحدة بشأن ما يتعرض له المسيحيون. وقالت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد) في بيان، إن «العصابات الإرهابية وبعد اجتياحها الموصل، مارست شتى أنواع الضغوط والابتزاز على المكون المسيحي، فهددتهم بالقتل أو دفع الجزية، وأمرتهم بمغادرة المدينة، وثم لم تمهل في البيان الأخير المسيحيين سوى 24 ساعة لمغادرة المدينة بملابسهم». وأشـارت إلى أن «ما تعـرض له المسيحيون في الموصل وبقية الأقليات من الشبك والتركمان من قتل وتهجير، هو تطهير عرقي وجرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان، تحتم على المجتمع الدولي التحرك تجاهها والقيام بمسؤولياته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©