الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناشئة «السمالية» يغوصون في برامج ترسخ علاقتهم بالتراث

ناشئة «السمالية» يغوصون في برامج ترسخ علاقتهم بالتراث
3 يوليو 2012
شهدت جزيرة السمالية أمس الأول يوماً مميزاً من الأنشطة الميدانية الطلابية، مع انطلاق فعاليات الأسبوع الثاني لملتقى السمالية الصيفي الذي ينظمه نادي تراث الإمارات، وينتهي في الثامن عشر من الشهر الجاري، وشارك في الأنشطة عديد من الطلاب المنتسبين للمراكز المختلفة التابعة للنادي، في تظاهرة تراثية عكست تعلقهم بماضي الأجداد وحرصهم على التمسك به سعياً لترسيخ ملامح هويتهم وتجذير ارتباطهم بهذه الأرض الطيبة. قال سعيد على المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية بالإنابة في نادي تراث الإمارات، إن فعاليات هذا الأسبوع تشمل مجموعة من الأنشطة الرئيسة منها الفروسية، الهجن، الرماية، اليولة، الألعاب الشعبية، في حين تضم الأنشطة المساندة كل من الملعب الصابوني، الألعاب الشاطئية، الشراع الرملي، الفلك، البيئة «المَنَاحِل»، وورشة أدوات الصيد. وستشهد جميع المراكز التابعة للنادي مسابقات للهجن، الرماية، واليولة بوصفها من أكثر المناشط جذباً للشباب ومن خلالها يتعاملون بشكل مباشر مع أهم مفردات التراث الإماراتي، ويتعلمون الكثير عن عالم الهجن والرماية واليولة، ومدى ارتباطها بالحياة في المجتمع الإماراتي منذ قديم الزمن. رقعة النشاطات وأكد المناعي أن تنظيم النادي لهذه الأنشطة وإشرافه عليها في كافة المراكز التابعة له يأتي بهدف تهدف تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة، وتأكيد الالتزام بتراث الآباء والأجداد والامتثال الشديد لقيمه وعاداته ومثله وأخلاقياته، فضلاً عن ترسيخ المشاعر والأحاسيس العميقة للارتباط بالوطن وتعزيز روح الانتماء إليه، وأخيراً تنمية خبرات أجيال المستقبل وإثراء ثقافتهم وتنشيط قدراتهم الإبداعية. وأوضح المناعي أن إدارة الملتقى انتهجت هذا العام طريقا لتفعيل شراكة مع العديد من المؤسسات ذات الصلة بثقافة الشباب من خلال تطبيق برنامج زيارات متبادلة بين طلاب الملتقى ومركز أبوظبي الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، كما تم توجيه طلاب المراكز للاستفادة من برنامج (قيظ ويانا) الذي تشرف عليه مؤسسة التنمية الأسرية ويشتمل على دورات تخصصية موجهة لقطاع الشباب والناشئة، كما أننا نسعى من خلال الملتقى إلى خلق نوع من التواصل بين المشاركين والعديد من الأماكن التاريخية والأثرية والتراثية في الدولة، كذلك المتاحف والمؤسسات التي تعكس نجاح ثورة التحديث والتطوير التي تشهدها الدولة في شتى الميادين. كما أكد المناعي في ختام تصريحه على ترسيخ شعار الملتقى إماراتنا هويتنا من خلال توسيع رقعة النشاطات وبناء شراكة حقيقية مع كافة المؤسسات والملتقيات الصيفية للارتقاء بأهداف خدمة قطاع الشباب. طلاب السمحة وكان الأسبوع الثاني لملتقى السمالية بدأ فعالياته من داخل الصالة الرياضية بمشاركة مجموعة من الطلاب المنتسبين لمركز السمحة، من خلال برنامج العادات والتقاليد الذي يركز على أصالة القيم والعادات الحميدة والمجالس التراثية والأهازيج الشعبية بما لها من قدرة على إبراز ملامح الحياة في مجتمع الآباء والأجداد وشارك في تنفيذ البرنامج عدد من المدربين التراثيين من بينهم علي بن حسن الرميثي ومحمد بن يعروف المنصوري، حيث قدموا محاضرات توعوية تثقيفية يومية تتضمن معلومات برنامج أهل السنع والمواجب، بما يحتويه من تعريف بطرق احترام وإكرام كبار السن وتقدير الضيوف وإعداد القهوة العربية، وغيرها من السلوكيات الاجتماعية الطيبة التي تميز بها الإماراتيين. وتضمن البرنامج على استعراض للألعاب الشعبية للطلاب والطالبات، كذلك تعريف المشاركين بمكونات الفوالة التراثية وكيفية تجهيزها، كما اشتمل عرض فيلم وثائقي عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يعكس مدى اهتمامه بالتراث وترسيخ كل ما يعزز الهوية الوطنية. كما اشتمل هذا البرنامج على تعريف المشاركين بأهمية الصناعات البحرية من خلال الجناح البحري الذي يشرف عليه المدرب التراثي سعيد عبيد الرميثي الذي يقوم بتعليم الشباب والناشئة على أدوات الغوص التقليدي وأدوات صيد السمك وكيفية صناعتها، ويتلقى المشاركون تدريب عملي على عملية فلق المحار وممارسة بعض الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأجداد قديماً. ومن أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الثاني من ملتقى السمالية الصيفي، ما يعرف ببرنامج حوار الذكريات، وفيه تناول عدد من أهل البحر والنواخذة للطلاب المشاركين معلومات مهمة حول أساليب الحياة داخل المجتمع البحري القديم وكيف كانت تتم رحلات الغوص والإعداد لها، خاصة أنها كانت تمتد إلي ما يقرب من أربعة أشهر في كثير منها، فضلاً عن شرح المفردات البحرية ومسميات الآلات والمعدات المستخدمة في صيد السمك والغوص عن اللؤلؤ، كما قام بعض النواخذة بتعليم الأطفال المشاركين كيفية عمل الشباك والقراقير وغيرها من أدوات الصيد التي كانت ولا يزال بعضها مستخدماً في أساليب الصيد من خلال مجلس النواخذة، الذي ينظم دورات تدريبية لصغار المشاركين في ملتقى السمالية لإمدادهم بكل ما يلزم من معلومات ومعارف عن عالم النواخذة وأسس وقواعد الصيد. عروض المحامل واشتملت الفعاليات أيضاً على عروض المحامل التراثية، ومشاركة أعداد كبيرة من الطلبة في السباحة والتجديف والقوارب الشراعية الحديثة كونها من الرياضات الجاذبة لكثير من الشباب في ظل الأجواء التي تقام فيها فعاليات ملتقى السمالية. من جهته، أشاد المدرب التراثي عبد الله بن يوله القمزي بالفعاليات العديدة التي ينظمها نادي تراث الإمارات في ملتقى السمالية وغيره من الفعاليات التراثية العديدة، والتي تتم بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات وكان آخرها هذا الملتقى إلي أقيم تحت شعار “نحن أهل السنع والمواجب”، وتضمن الاحتفاء بعديد من المظاهر التراثية ومنها الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الصبين والفتيات وحتى الرجال والنساء وقت الفراغ، وكانت شائعة في مجتمع ما قبل النفط حيث كان اللعب يمارس في الفرجان (الأحياء) وفي الساحات العامة وعند سواحل البحر إلى أن ذاع صيتها وصارت ضمن المكون التراثي الأصيل للمجتمع الإماراتي. وأشار القمزي إلى أن هذه الألعاب تحمل في طياتها العديد من الفوائد التربوية والقيم السلوكية لمن يمارسها من الأطفال والشباب مثل قوة التركيز في التعامل مع الأحداث وتعزيز قوة الملاحظة، تقدير الطرف الآخر وغيرها من القيم السلوكية الإيجابية. وكان للبرامج التوعوية نصيب أيضاً ضمن فعاليات هذا الأسبوع في السمالية حيث يتم تقديم برنامج تدريبي للتوعية بمخاطر الحرائق بالتعاون والتنسيق مع إدارة الدفاع المدني بأبوظبي، ويشتمل البرنامج على سلسلة محاضرات نظرية وعملية لكافة المشاركين للتوعية بدور الدفاع المدني في الدولة في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والأرواح، كما تهدف المحاضرات التي تستمر حتى نهاية الحدث إلى التوعية بمخاطر الحرائق والإصابات الناتجة عنها وكيفية الوقاية من حدوثها. ويشتمل الجانب العملي من المحاضرات تعليم المشاركين كيفية استخدام أجهزة الإطفاء اليدوية لتعريفهم باحتياطات السلامة العامة داخل المنازل مظاهر الكرم وأثنى الطلاب المشاركون بالحفاوة والاهتمام البالغين الذين يتم معاملتهم بها في جزيرة السمالية وأجواء الترحيب التي لمسوها من كافة المسؤولين هناك، خاصة إن جميع الأنشطة والفعاليات ومظاهر الكرم التي تتم هناك تكون بشكل مجاني، بالرغم من القيمة الكبيرة والفوائد المتعددة التي يكتسبها المشاركون في أي من هذه الفعاليات، والتي تتعدد مظاهرها حتى تلائم كافة الاحتياجات والاهتمامات، فهناك من يهتم بالفروسية ومن يهتم بالبحر وعالمه. مفهوم الهوية التراثية شهدت فعاليات يوم أمس الأول تقديم الخبير التراثي محمد بن يعروف المنصوري محاضرة تحدث فيها عن مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مع التراث واهتمامه بترسيخ مفهوم الهوية الوطنية لدى الجيل الجديد. وتطرق المنصوري إلى نجاح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تحقيق مفهوم الهوية الوطنية من خلال ربط الماضي بالحاضر ضمن مفهوم معادلة الأصالة والمعاصرة. وتناول في محاضرته اهتمام فقيد الوطن الكبير بالرياضات التراثية وبخاصة رياضة الصيد بالصقور وسباقات الهجن، واهتمامه بالشباب الذين يجب أن يقتدوا بمسيرته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©