أكد الرئيس التنفيذي لشركة سوني كازو هيراي مؤخراً أن أعمال موسيقى وأفلام الشركة ليست معروضة للبيع، ولكنه قال إن مجلس إدارة الشركة ستواصل دراسة الأمر.
وقــال هيـراي إن الأفـلام والموسـيقى جزء أصيل في استراتيجـيـة نمـو سـنـوي وكان دنيال إس لويب المستثمر الناشط الأميركي قد حث سوني على بيع بعض أصولها بصفته ثالث أكبر مساهميها واستثمار العائدات في نشاطها المتعثر في مجال الإلكترونيات. وقال هيراي: «إن نشاط الترفيه والتسلية يلعب دوراً مهماً في نمو سوني المنتظر وأنه يضيف قيمة إلى الشركة». وجاءت تصريحات هيراي بعد أن صعد لويب حملته المنطوية على زلزلة إحدى الشركات الأسـطوريـة اليابـانيـة. وفـي رسالة بعثها إلى مجلس إدارة سوني مؤخراً كشف فيها أن شركته ثيرد بوينت زادت عرض شرائها إلى 7% تقـريبـاً أو نحو 70 مليون سهم من 6.5% في شـهـر مايو الماضي، وحث هيراي على أخذ مقترحة مأخذ الجد. وبرر لويب ذلك بأنه إضافة إلى زيادة رأس المال للمساعدة على تعزيز استراتيجية إلكترونيات سوني فإن تخصيص مجلس إدارة لأعمال التسلية من شأنه استعادة هذا القطاع قوته وقدرته على الإنفاق.
يذكر أن ثيرد بوينت طلبت مقعداً في مجلس إدارة سوني.
وشكك بعض المحللين من فائدة التخلص من بعض أعمال محتويات سوني المربحة - وهو الأمر الذي قد يحرم سوني من انفتاحها على مكاسب كبرى في وقت تحتفظ فيه بأقسام إلكترونياتها التي تتكبد خسائر حالياً. يذكر أنه في السنوات العشر الماضية حققت سوني معظم ربحها التشغيلي من وحدتي المحتويات والتأمين على الحياة، بينما منيت وحدة إلكترونيات الشركة بخسائر.
وقال أتول جويال محلل التكنولوجيا في جيفريز إن أرباح سوني التشغيلية التراكمية في العقد الماضي كان لها أن تتضاعف لولا نشاط إلكترونياتها المتهاوي.
وقال جويال في تقرير عرضه على اجتماع المساهمين: «ينبغي على سوني بيع بعض أصولها في مجال الإلكترونيات وليس في مجال المحتويات».
وأضاف أنه من الممكن استغلال التمويل الوارد في تنمية أعمال محتويات سوني المربحة وهو ما يضيف قيمة كبرى لصالح المستثمرين في رأيه.
يتوقف اتخاذ قرار بشأن عرض لويب على مجلس إدارة سوني الجديد الذي ضم ثلاثة أعضاء جدد مؤخراً هم جويتشي آيتو مدير مختبر وسائط الإعلام في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وآيكو هارادا رئيس ماكدونالد اليابان وتيم تشاف الرئيس السابق لفرع سوني نتورك انترتينمنت. يذكر أن آيتو عضو أيضاً في مجلس إدارة شركة نيويورك تايمز. أبدى المساهمون الذين حضروا الاجتماع في طوكيو تأييد موقف هيراي الحذر تجاه عرض لويب. وبدوا أنهم يعولون على تأكيدات هيراي على أن في مقدوره تحويل إلكترونيات سوني إلى تحقيق أرباح هذا العام.
وقال ماسايوكي سوزوكي أحد قدامى مساهمي سوني ومدير إحدى شركات صيانة المباني في طوكيو: «يسعدني أنه أوضح أن تقسيم سوني ليس بالأمر الجيد للشركة». وأضاف: «هناك سبيل واحد أمام سوني لكي تتعافى هو صناعة أجهزة متميزة».
تتوقع سوني تحقيق بعض النجاحات في مجال الإلكترونيات. وذلك أن هاتفها الذكي الرشيق إكسبيريا زد حقق أعلى المبيعات في اليابان ويمكن أن يتوفر قريباً في الولايات المتحدة. كما أن المستثمرين متشوقون إلى نتائج بلاي ستيشن 4 القادم الذي قوبل باستحسان ملحوظ في مؤتمر إي 3 الذي عقد مؤخراً في لوس أنجيلوس.
فهو جهاز أكثر قوة وأقل سعراً من اكسبوكس وان من مايكروسوفت، وقال محللون إن سوني لديها فرصة جيدة لتكسب حروب أجهزة ألعاب الجيل القادم.
غير أن بعض المساهمين بدوا متشككين في نوايا لويب، إذ قال أكيهيسا أشيكاوا الذي يعمل في مجال النشر في طوكيو واشترى أسهم سوني من ست سنوات ولكنه شهد تراجعها منذئذ: «لا أستشعر أنه مهتم بسوني في الأجل الطويل».
يذكر أن أسهم سوني ارتفعت 150% منذ منتصف شهر نوفمبر إلى أواخر مايو مدفوعة بضعف الين وآمال عريضة في تعاف اقتصادي قد تحققه السياسات الاقتصادية الجديدة التي يتبعها رئيس الوزراء شينزو إيب. وارتفعت أسهم سوني ارتفاعاً حاداً وسريعاً عقب 14 مايو حين قدم لويب عرضه لشركة سوني في رسالة مفتوحة فقفزت الأسهم 7% في أسبوع واحد.
غير أن أسهم الشركة تراجعت إلى حد ما منذئذ مع قوة الين ومع إبداء سوني قليلاً من الاهتمام بمقترحات لويب.
عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
عدد اليوم
