الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد الشرقي: تقدم الأمم يقاس بإبداعها وفكرها الإنساني

حمد الشرقي: تقدم الأمم يقاس بإبداعها وفكرها الإنساني
21 يناير 2014 23:53
السيد حسن (الفجيرة) - أكد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على أن الأمم الراقية يقاس تقدمها بما تنتجه من إبداع وفكر إنساني، وأن الكلمة المبدعة تحيا آلاف السنين في ضمائر الشعوب، بينما إبداع الشر والرذيلة الداعي إلى الفساد في الأرض، هو ميت لا محالة وممقوت على مر التاريخ. وقال صاحب السمو حاكم الفجيرة في تصريح خاص لـ «الاتحاد» على هامش افتتاحه الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما مساء أمس الأول: «ها نحن اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الفجيرة بشكل خاص، نقف على بداية طريق الإبداع، محاولين أن نجد لأنفسنا موطئ قدم على الخريطة الثقافية والفنية الخليجية والعربية والعالمية، ويدعمنا في هذا التوجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، الذي مهد لنا الطريق، ووفر لنا كل أدوات النجاح والرقي، سعيا منه لإيجاد بيئة ثقافية وفنية وإبداعية تأذن بميلاد طاقات شبابية وطنية تستلهم التاريخ والمستقبل وتنتج لنا نصوصا إبداعية ذات ملامح وطنية خالصة ومعايير وأسسا عالمية نتوارثها جيلا بعد جيل». وأضاف: «لقد أخذنا على أنفسنا العهد منذ قيام اتحاد دولتنا الفتية، أن نعمل على دعم العمل الثقافي والفني بشكل عام، وندعو الشباب في كل مرة تتيحها لنا المناسبة، أن يقبلوا على القراءة ويتسلحوا بالعلم، وأن تكون لديهم توجهات ثقافية وفكرية وعلمية تكرس جميعها لمصلحة الوطن والقيادة والمواطن، لأن الإنسان يقاس بما يملكه في ذاكرته الحية وضميره اليقظ من علم وثقافة وفنون رفيعة المستوى، وتلك هي سمات الشعوب المحبة للمعرفة والراغبة دائما في العيش في سلام ووفاق مع النفس أولاً ومع الآخر ثانيا، هكذا تصنع الثقافة الجادة والواعية شعوباً راقية محبة لوطنها ولقيادتها الحكيمة». وقال صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي: «من غير شك، أن دعمنا للثقافة والمسرح في الفجيرة، جاء انطلاقا من قناعاتنا الخاصة بأن المسرح بشكل خاص، وهو أبوالفنون، يمكن أن يخلق شعباً واعياً ومثقفاً، يمكن له أن يمتلك تجربة فكرية وثقافية ناضجة، وقد عرفنا الكثير من أدباء العالم قبل الميلاد وبعد الميلاد اشتهرت بهم دولهم، سواء الإغريق أو اليونان أو الرومان، وفي الحضارة العربية لدينا الكثير والكثير من الأسماء التي عرفت بشهرتها الأدبية والعلمية». وقال سموه: «وها نحن اليوم نسعى جاهدين، تحت راية القيادة الرشيدة لدولتنا، محاولين أن نلقي بحجر في مياهنا العذبة، التي من غير شك يوجد بها الكثير من المواهب الأدبية والفنية والفكرية والعلمية، إنها محاولة منا أن نستنهض همم الشباب وإبداعاتهم الفكرية في كافة مشارب العلم والأدب، وذلك بهدف الانتقال من عصر النهضة الذي نعيشه في دولة الإمارات، إلى رحابة المستقبل وتطلعاته، واثقين تمام الثقة أن أبناء الإمارات حتما سيكون لهم بصمة حقيقية، في إثراء الفن المسرحي والأدب والفكر العالمي خلال الفترة القادمة، وهذا هو الهدف الأسمى لنا جميعاً». وكانت الدورة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، افتتحت بحفل أقيم على شاطئ العقة بدبا الفجيرة ، قدم خلاله أوبريت بعنوان «لؤلؤة الشرق» بحضور 300 مثقف ومسرحي من خمسين دولة عربية وأجنبية. وشهد الحفل الشيخ صالح بن محمد الشرقي رئيس دائرة الصناعة والاقتصاد في الفجيرة، والشيخ الدكتور راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ، والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، والشيخ المهندس محمد بن حمد الشرقي رئيس الحكومة الإلكترونية. وفي كلمته خلال افتتاح المهرجان قال محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام رئيس المهرجان: «ها نحن نوقد الشمعة السادسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ، بعد عشر سنوات حافلات من ترسيخ الإنجاز، وعظيم التواصل الثقافي العربي والدولي، وعميق التأسيس لمهرجان عالمي لفن المونودراما» وأضاف «لقد غرسنا بذرة هذا المهرجان في إمارة الفجيرة برعاية متواصلة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة دائمة لسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، فنمت البذرة حتى طالت جبال الفجيرة شموخاً، وترسخت مثل وديانها عمقاً، فأينعت بطيب الثمار شبه واحاتها الغناء». من جانبه قال محمد سيف الأفخم مدير المهرجان في كلمته خلال الافتتاح: «ستلاحظون في هذه الدورة أنها تتجاوز سابقاتها سواء في نوعية العروض وعددها، فقد آلينا على أنفسنا في اللجنة العليا للمهرجان برئاسة الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، أن نتجاوز أنفسنا في كل دورة وأن نقدم كل ما هو جديد ومختلف فيما يخص الفعاليات الفنية والأدبية والفكرية». وأضاف الأفخم إن الحركة الثقافية في الفجيرة تشق طريقها بقوة بين جاراتها من الإمارات الأخرى، عبر التعاون والتواصل الدائم تحت مظلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، والتعاون المستمر مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع». وخلال حفل الافتتاح قام صاحب السمو حاكم الفجيرة يرافقه الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة في نهاية الحفل، بتكريم الفنان الكويتي القدير عبد الحسين عبد الرضا، الحاصل على جائزة الفجيرة للإبداع المسرحي في نسختها الثانية وكشخصية المهرجان. كما كرم الفنانة الليتوانية بروتي مار الحائزة على جائزة فاليري كازنوف المسرحية من الفجيرة في نسختها الأولى، ثم كرم سموه الفائزين بجائزة الفجيرة العربية لنصوص المونودراما وهم: الراحل عاطف فراية عن نص «البحث عن عزيزة سليمان» واستلمت الجائزة قرينته الناقدة الأردنية أمل المشايخ، ومأمون الحجاجي الفائز بالجائزة الثانية، وفائزة مصطفى ومصطفى حمداوي الفائزين بالجائزة الثالثة مناصفة. وكذلك كرم صاحب السمو حاكم الفجيرة في نهاية الحفل جميع الشركات الراعية للمهرجان. «لؤلؤة الشرق» يسرد سيرة اتحاد الإمارات قدمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام خلال حفل الافتتاح أوبريت «لؤلؤة الشرق»، من تأليف وأشعار جريس سماوي وزير الثقافة الأردني السابق، وألحان عبد الرب إدريس، وإخراج وسينوغرافيا ماهر صليبي، وشارك في الغناء والأداء المطرب حسين الجسمي وأريام ووليد إبراهيم ومحمد المسباح. ويتناول الشاعر جريس سماوي في الأوبريت الغنائي الملحمي، قصة الاتحاد وبناء دولة الإمارات، من خلال سبعة إخوان، كل أخ مشغول بصنعته وهوايته، فهذا تاجر، وذاك ملاح يهوى السفر والترحال، وثالث فارس يعشق الفروسية والخيل، ورابع ينكب على الكتب لينهل منها المعرفة، أما الأخ الأكبر فكان يحلم دائما بالوحدة، كان مشغولا بالفيافي والصحارى وكل ما تحمله من خير لأبناء الوطن. الاوبريت اختيرت له مساحة بالغة الجمال على شاطئ العقة بدبا الفجيرة، حيث تجتمع الأضداد الثلاثة، البحر والصحراء والجبال، أما الفضاء المسرحي فهو عبارة عن متن سفينة فسيح، ويبدأ الأوبريت براويه الكهل الذي يظل يقص حكاياته وهو يسير على خشبة المسرح ويتوكأ على عصاه يقول: «الزمن هو حاضر الأمة، والجغرافيا هي مشرق الشمس، والفضاء هو حرية الإنسان ومجده وتفوقه العالي، هي ذي لؤلؤة الشرق، حيث يجتمع الأهل والربع والضيفان، في ثنايا المكان تنقلهم إليها خيوط الزمان». وبينما كان الأخوة يستعرضون خواطرهم وغاياتهم في السفر، كانت خواطر الأخ الأكبر تغوص في رمال الوطن ومياهه العميقة وقال لهم الأخ الأكبر، ليس بالأفاق يا أخوة غير صقيع الغربة، ليس في الأجواء البعيدة غير الغيوم الملبدة، ما نفع الطيران في المدارات البعيدة، وسماء بلادنا فضاء شاسع، وأرضها ملاعب للحرية، وبحرها مليء بالكنوز التي تبتغى. ويقول جريس سماوي: قبل أن اكتب الأوبريت جئت إلى دولة الإمارات ومكثت ما يزيد على عشرة أيام لأعيش التجربة وأبحث عن ما يناسبها من كلمات تحيا مع المكان، ثم قمنا بعمل عصف فكري مع المخرج ماهر صليبي والمشاركين في العمل حتى وصلنا إلى الشكل النهائي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©