الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق الوحدات السكنية ملاذ رائع للزوار والقاطنين

حدائق الوحدات السكنية ملاذ رائع للزوار والقاطنين
3 يوليو 2012
تتنوع حدائق المساحات الخارجية المحيطة بالمشروع السكني وفقا لطبيعة وتصاميم الوحدات السكنية التي لابد أن تتناغم وتتمازج، بعناصرها المكملة لبعضها بعضاً، حتى تكون أكثر واقعية، هذه الحدائق التي برزت بشكل واضح، وأصبحت قطعة مهمة تزدان بها المنازل، عدا عن طبيعة الأجواء التي تتسلل بين ثناياها، تمد قاطنيها بمزيد من الراحة والبهجة والمتعة التي لا تخلو من بيئة صحية نقية وآمنة. وقد تواجدت تحت مظلة العديد من المشاريع السكنية، أنماط عدة من الحدائق منها حدائق الغابات، وحدائق تنتهج روح الحداثة، وحدائق تسير على وتيرة البساطة والهدوء في مفرداتها. وقد وُجدت هذه الأنماط من الحدائق في مشروع البراري. خولة علي (دبي) - توضح كاميليا بن زعل المديرة الإبداعية في إرساء ودعم مفهوم حدائق الوحدات السكنية قائلة: تمثل الحدائق ملاذاً رائعاً للزوار والقاطنين على حد سواء، حيث تشكل شبكة متواصلة من الأوراق والنباتات الخضراء على امتداد المشروع السكني. كما يمكن الوصول إلى الحدائق بسهولة من أي تجمع للفلل. وتضفي العناصر التزيينية والأشكال المتنوعة المزيد من الجاذبية على الحدائق وتتناغم تصميمياً مع كل نمط من الأنماط الثلاثة. وإلى جانب ذلك، تشكل المياه عنصراً مهماً في كل حديقة، حيث يتدفق جدول مائي وسط كل واحدة منها. ويكتمل هذا المشهد بالتناغم الكلي للمواد والعناصر الأخرى التي تضفي في مجملها طابعاً فريداً على هذه الحدائق الغنّاء وسط الوحدات السكنية التي تفرض أجواء صديقة للبيئة. حيث يضم مشروع البراري السكني ثلاث حدائق ذات أنماط مختلفة مستوحاة من بيئة البحر الأبيض المتوسط والبيئة المعاصرة وبيئة الغابة. وقد تم تخطيط وتصميم كل واحدة من هذه الحدائق بدقة وعناية كبيرة كي تعكس البيئات المستوحاة منها حيث تتميز كل حديقة بعنصر فريد يمثل عامل جذب يقود القاطن إلى مختلف أنحاء الحديقة. نمط البحر المتوسط وتضيف بن زعل قائلة: بالنسبة للحديقة ذات النمط المتوسطي، يتناغم السُرادق والأرضية الخشبية بشكل تام مع المناظر الطبيعية المحيطة، ويتصل مباشرة مع المجرى المائي المفتوح. ومن بين نقاط الجذب الأخرى عنصر الضباب والإنارة الساحرة عند المدخل، والذي يوحي للناظر بأن هناك حدثاً مهماً، كما يمثل هذا العنصر أيضاً عامل جذب كبيرا للأطفال أثناء دخولهم الحديقة. أما الحديقة العصرية فتتميز بخطوطها الصلبة والمنحنية، وتشكل القناة المائية التي تتدفق عبرها نقطة الجذب الرئيسية للتصميم. في حين تأخذ هذه الحديقة شكل تيار متعرج، مرصوف بصخور تمتد إلى جميع الحدائق الأخرى، وتتميز الحديقة المعاصرة بسد مائي محدد الجانبين، ما يضفي عنصراً معمارياً بارزاً وجذاباً وسط المساحة المحيطة به. فيما نجد حديقة wood land garden المستوحاة من الغابات وهي الأكبر بين جميع الحدائق النمطية، تتميز بتشكل الأشجار فيها باعتبارها العنصر الرئيسي في هذا المشروع التطويري. ومن أبرز ما يميز هذه الحديقة المساحات الاجتماعية المصممة خصيصاً تحت تجمعات الأشجار الكثيفة، لتشكل مساحات جذابة بالنسبة للقاطنين والزوار لأخذ قسط من الراحة. انتقاء أنواع النباتات وتؤكد بن زعل، أنه كما هو الحال بالنسبة للمواد الإنشائية التي تم اختيارها وتصميمها لتتناسب ألوانها وملمسها وأشكالها مع كل نمط من أنماط الحدائق المستخدمة فيها، كان لابد من اختيار النباتات أيضاً بما يحقق الهدف نفسه. وبالتالي، تم انتقاء أنواع النباتات المختلفة اعتماداً على ملاءمتها لنمط الحديقة التي ستزرع فيها وشكلها المعماري. ففي الحديقة المتوسطية تم اختيار نباتاتها، التي تتميز بها منطقة البحر الأبيض المتوسط. ونظراً للظروف المناخية القاسية التي تتسم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، كان لابد من استبدال الكثير منها بأنواع غير متوسطية، وتتميز هذه الأنواع البديلة بكونها تشبه كثيراً النباتات الإقليمية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال أوراقها ذات اللون الأخضر المائل للأزرق، والأزهار ذات اللون البنفسجي. ومنها أشجار الزيتون، نخيل السيكاس “السيكاد المتوسطي”، ونخيل الواشنطونيا، ونبات لوكوفيلوم فروتيسينس. أما نباتات الحديقة العصرية فنظرا للنهج البسيط التي تتسم به تصميماتها، فإن مجموعة النباتات التي تحتويها تلك الحديقة تتسم أيضاً بالبساطة والمظهر المميز لتجسد السمات المعمارية البارزة للمشروع. ومن هذه النباتات نجد بوسيدا مولينتي، واليوكا “نخيل البحر الأبيض المتوسط”، وشجيرات البراكنسونيا، بالإضافة إلى الهليلج “شبيه الزيتون”. حديقة الغابة وتضيف بن زعل قائلة: تتطلب حديقة الغابة، زراعة نباتات كثيفة توحي بفكرة التواجد في الغـابة، لهذا كان الـتركـيز الأساسي على أنواع الأشجار التي لا توجد لها أغصان من الأسفل ليسهل المشي تحتها، وتمثلت الفكرة الأساسية في زراعة أشـجار ذات تيجان متشابكة، بحيث تتداخل رؤوس الأشجار لتشكل ما يشبه المظلة فـــوق مساحة معيّنة. ومن الأشجار التي تمت زراعتـها في هذه المساحة، شجرة الحـرير، وشجرة الألزاس، بالإضافة إلى شجرة البوهينيا “خف الجمل”. وتؤكد بن زعل أنه في الوقـت الذي بـرزت فيه بعض الانتقـادات مؤخراً حول المشاريع التي تحتوي على مساحات خضراء غزيرة النبـاتات في دبي بسبب كثرة اسـتهلاك المياه، يمكن لأصغر المساحات من المناظــر الطبيعية المُنسّقة أن تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من حدة البيئة الخارجية التي تتميز بها الدولة، ولطالما كان هناك انجذاب طبيعي دائم يشعر به الإنسان في حياته اليومية تجاه المساحات الخارجية، ما يعني أن وجود مساحات تساعد على إقامة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية أمر لا غنى عنه، مع التأكيد على أهمية تواجد العنصر النباتي في تلك المساحات. تعزيز الاستدامة البيئية ترى كاميليا بن زعل مصممة حدائق الوحدات السكنية، أن مدينة دبي مهدت الطريق أمام المدن الخليجية الأخرى للمضي قدماً نحو تجميل المساحات وتعزيز الاستدامة البيئية عندما يتعلق الأمر بالمساحات الخارجية، السكنية والعامة على حد سواء. كما أن قوانين المباني الخضراء التي يجري تطبيقها حالياً تفرض تخضير نسبة معينة من المناطق بهدف تحسين صحة السكان وجودة حياتهم. ولا تقتصر المساحات الخضراء في المشاريع التطويرية على كونها مساحات ترفيهية فحسب، بل تسهم أيضاً بصورة كبيرة في توعية الأطفال وتعزيز سبل رفاهيتهم، حيث يعتبر التفاعل مع الطبيعة عنصراً أساسياً في نمو الطفل، وتعتبر حديقة المنزل أقرب مكان يمكن من خلاله البدء في هذه العملية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©