الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«شكراً بابا» تبرز قيمة العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة

«شكراً بابا» تبرز قيمة العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة
2 فبراير 2010 21:55
عبّرت مسرحية “شكرا بابا” التي عرضت مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة عن قيمة العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، وعن ضرورة تنمية هذه العلاقة من أجل مستقبل أفضل للبشرية، بحيث يكون الطفل طرفاً أساسياً وشريكاً فاعلاً في تأسيس هذه العلاقة السوية بين أطراف الدورة الطبيعية للبيئة وللحياة. المسرحية قدمتها فرقة المسرح الحديث بالشارقة في اليوم الرابع من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وهي من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وقام بأدائها مجموعة من الممثلين المخضرمين والشبان الذين تميزوا بحضور قوي وواثق على الخشبة، وكان الجهد والشغل الذي بذله الحليان واضحا وجليا في استثمار طاقة الممثل وتطويعها من أجل تجسيد غايات ومضامين العرض. اعتمدت ثيمة المسرحية على عنصر العقاب الأبوي الذي يمكن تحويله من عقاب مدمر إلى عقاب مثمر من خلال إقحام الطفل المعاقب في مناخ افتراضي يعايش فيه عناصر البيئة من أشجار وحيوانات قام الطفل بتعذيبها أو تخريبها. فالأب الذي يقوم بدوره عبدالله أبوعابد يأمر أطفاله الخمسة بتمثيل أدوار الحيوانات التي يوردها لهم في حكايته، فيتقمصون أدوار الخروف والطائر والكلب والحمار والشجرة، تبعا للأذى الذي سببه كل طفل من هؤلاء لهذه الكائنات المسالمة والمحايدة، ومن خلال المزج بين الواقع والخيال يبدأ هؤلاء الأطفال في الإحساس بالذنب الذي ارتكبوه ويشكرون والدهم في النهاية رغم القسوة الناعمة التي مارسها معهم في سياق القصة المروية والمترجمة على الخشبة بخفة ورشاقة وتنويع سلس بين الشكل الآدمي والشكل الحيواني. خلت المسرحية من الديكورات التي كان يمكن لها أن تنقل لنا جو المنزل أو جو الغابة والبيئة الخارجية بشكل مجسد وواضح، واستعاض المخرج عن هذا الجو المباشر بالأقمشة البيضاء والإكسسوارات البسيطة والإضاءة التي كانت تتلون وتتبدل حسب إيحاءات المكان وحسب موقع وانتقالات الشخوص في فضاء العرض. شهدت المسرحية عودة الفنانة فاطمة البلوشي وبتألق واضح بعد فترة غياب طويلة، كما استطاع الفنان عبدالله أبوعابد أن يقدم دورا مغايرا عن أدواره السابقة وتميز بحضور سلس ومتناغم مع متطلبات النص، وقدم الممثلون الآخرون وهم مروة خميس ونواف المطروشي ومحمد المصلحي وحمد عبدالرزاق أداء مرنا وحققوا التوازن المطلوب بين الحالة المتوهمة والحالة الواقعية دون إرباك لمكونات العرض ودون تشويش لتجاوب الحضور من الأطفال مع رسائل ومرامي النص. وأشار لـ “الاتحاد” المخرج والمؤلف مرعي الحليان بعد نهاية العرض إلى أن مسرحية “شكرا بابا” تحاول الخروج من الشكل النمطي والمكرر للتعامل مع عنصري الخير والشر، وقال الحليان إنه تطرق إلى مواضيع مغايرة تتعلق بالبيئة وما يرافقها من تلويث وتخريب والتوجيه المطلوب في سلوكيات الأبناء تجاه التهديدات التي تلاحق البيئة، وأضاف أنه تطرق في العمل إلى التفاصيل اليومية في حياة الطفل، وإلى العلاقات الأسرية التي يجب أن ترتقي وتتجاوز العلاقة النمطية المرتبطة بالثواب والعقاب فقط. ونوه الحليان إلى أنه أراد من خلال المسرحية أن يتجاوز الأساليب الإخراجية التي تكرست في المسرح الإماراتي كي يخوض غمار التجريب والبحث والارتجال وتحويل العرض إلى ما يشبه الورشة التي يساهم بها كل المشاركين في العمل. المسرح المدرسي ومن جهة أخرى وفي ثاني الندوات المقامة على هامش مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، نظمت اللجنة المشرفة على المهرجان وقبل عرض مسرحية “شكراً بابا” ندوة تخصصية بعنوان “المسرح المدرسي في الرؤية الحديثة للتربية والتعليم” شارك بها محمد سيد أحمد مصطفى، وقدم للندوة المسرحي الإماراتي أحمد بورحيمة بحضور عدد من المسرحيين والمهتمين. أشار المحاضر في بداية الندوة إلى أن منطلقات المسرح المدرسي هي نفسها منطلقات وقوانين المسرح بصورة عامة مع خصوصية البعد التربوي في المسرح المدرسي. وأضاف “ بين المسرح والمدرسة وشائج وصلات وروابط وإن اختلفت الوسائل والطرق، لأن الهدف الأسمى في هذا المسرح يتمثل في بناء شخصية الطالب وجدانيا ونفسيا وعقليا”. وأكد على أهمية المسرح المدرسي نظرا لخطورة العملية التربوية وبالتالي ــ وكما قال المحاضر ــ يجب على الدول أن تطور سياساتها التربوية وتعديل أنظمتها التعليمية لتتواءم مع تحديات العصر. وأشار إلى أن الطريق المشترك بين المسرح والمدرسة فرض على مناهج التربية الحديثة الاهتمام بفنيات المسرح لاستحداث أساليب جديدة لتقديم المواد المدرسية بدلا من الوسائل التقليدية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©