الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتكار نظام إلكتروني للحد من الحوادث المرورية المتتابعة

ابتكار نظام إلكتروني للحد من الحوادث المرورية المتتابعة
3 يوليو 2012
فكر المواطنان عبد الله العوضي وإبراهيم الهاشمي، بطريقة مبتكرة تسهم في التقليل من. الحوادث على طرق الدولة، وآثارها المدمرة للفرد والمجتمع. تتمثل في نظام إلكتروني متكامل يحاكي الأجهزة المستخدمة في أنظمة السلامة الموجودة في الطائرات، ويعتمد على تنبيه السائق إلى وقوع حادث لاتخاذ مسرب آخر، منعاً للحوادث المتتابعة، وذلك بعد أن تعرف الشابان على هذه الأجهزة وتعاملا معها أثناء عملهما كمهندسا طيران في إحدى شركات الطيران في الدولة. وأطلق عبد الله العوضي وابراهيم الهاشمي على مشروعهما، اسم «نظام الكتروني للحد من حوادث الطرق التتابعية»، حيث أمضيا قرابة السنة والنصف وهما يجريان دراساتهما حوله حتى توصلا إلى فكرته النهائية القابلة للتنفيذ والتطوير. آثار الحوادث وحول هذا النظام والشرارة الأولى المحركة لابتكاره يقول مهندس الطيران وقائد الطائرات الرياضية عبد الله العوضي:لاحظنا تزايد حوادث السير في السنوات الأخيرة وما تسببه لنا من أحزان متمثلة بفقدان عزيز علينا أو تعرضه لعاهة أو إصابة أو نجاته من الحادث بأعجوبة، وبالذات بين العديد من العائلات، ومنها عائلاتنا التي طالتها آثار الحوادث المرورية المدمرة، وبينما كنا في بيئة العمل أذهلنا ذاك النظام الذي يساعد طاقم الطائرات على تحديد مسارها في الجو ومنع اصطدامها ببعضها، ففكرنا بمحاكاة فكرة هذا النظام الذكي والمتكامل وتطبيقه على شوارعنا بشكل يعمل على تنبيه السائق تدريجيا أثناء قيادته على الطرق السريعة بوجود حادث ما أمامه وضرورة التخفيف من السرعة أو الانتقال إلى مسرب آخر أكثر أمانا. وأوضح العوضي أن النظام الذي ابتكره أيضا جزء منه مستوحى من نظام التنبيه الموجود في السيارات الحديثة مع بعض التعديلات البسيطة، ومن أنظمة النقل الذكية المستخدمة في الأنفاق والطرق السريعة المستخدمة في الدول المتقدمة. وشرح مهندس الطيران ابراهيم الهاشمي ماهية عمل النظام وطبيعته، النظام المبتكر الذي توصل إليه، حيث يقوم على تثبيت أضواء على تلك الفواصل أو القطع الحديدية الموجودة على الشوارع وتركيب إضاءة أخرى على كتف الطريق«الحواجز»، بحيث تشير تلك الأضواء على أرضيات الشوارع بوجود حادث أو عدم وجوده بينما تضيء المسارب الأخرى بلون مختلف لتوضح للسائق أن المسرب الذي يسير عليه في نهايته حادث وأن عليه الانتقال إلى المسارب الأخرى الأكثر أمانا، أما الأضواء التي وضعت على كتف الطريق فتبين للسائق مدى قربه من الحادث، فعلى سبيل المثال اللون الأخضر يعني أنه لا يزال بعيد عن الحادث والبرتقالي أنه بات أقرب والأحمر صار قريب جدا من الحادث وهكذا. برمجة اللوحات ويتابع الهاشمي، الجزء الآخر من المشروع هو برمجة اللوحات التنبيهية الموجودة في الشوارع ويكتب عليها السرعة المسموح بها، وعبر برمجتها واتصالها بالأضواء سابقة الذكر والأجهزة الحساسة ستغير السرعة الموجودة عليها أوتوماتيكيا وتحدد للسائق سرعة جديدة يجب عليه الالتزام بها حسب حالة الطريق ووجود حادث ومدى قرب السائق منه، بالإضافة إلى حساسات أخرى تتوزع على الحواجز أو كتف الطريق لتقوم بعملية مسح غير مرئي لتحديد مكان الحادث أو مكان أي عائق آخر كحيوان يعرقل الطريق أو ضباب كثيف ونحو ذلك ، وترتبط الاضاءات والحساسات واللوحات التنبيهية معا بنظام الكتروني متكامل متصل بغرفة التحكم التي يفترض وجودها لدى إحدى الجهات الأمنية المعنية بمتابعة الحوادث المرورية ، مما يجعلنا نتفادى اصطدام المركبات ببعضها بشكل تتابعي نتيجة عدم علم السائقين بوجود حادث أمامهم يتخذون لأجله الحيطة والحذر، تماما كالحوادث التتابعية التي حدثت مؤخرا نتيجة الضباب في العاصمة أبوظبي. ويذكر عبد الله العوضي مميزات أخرى للمشروع تتمثل في أن الإضاءات المراد تثبيتها في الشوارع ستعمل بالطاقة الشمسية وذلك لأنها تضم خلايا شمسية وبطاريات تشحن نفسها ذاتيا، وعمرها الافتراضي طويل فهي كالمستخدمة في السيارات الحديثة إلى جانب أن المشروع بحسب العوضي غير مكلف مقارنة بالنفقات التي تتسبب بها الحوادث. تطوير المشروع وقال إبراهيم الهاشمي إنه بينما كان وزميله عبد الله يجوبان بعض دوائر ومؤسسات الدولة بحثا عمن يدعم مشروعهما ويعينهما على تطبيقه وجه إليهم انتقادات أو أسئلة دفعتهم إلى تطوير المشروع، مشيراً إلى هذه الأسئلة والحلول بقوله، انتقدنا بأن الإضاءة الأرضية وعلى كتف الطريق في المشروع قد تربك السائق لأنها فجائية، فراجعنا المشروع ووصلنا إلى طريقة تكون فيها الإضاءة تدريجية مع اقتراب السائق من مكان الحادث مما يمنع ارتباكه، والانتقاد الثاني كان بأنه لو طبق النظام الذي وصلنا إليه كيف ستعامل من لديهم عمى ألوان ؟ والحل الذي وجدناه بزيادة تردد الإضاءة لتصبح فلاشية تطفئ وتضيء. وقام العوضي والهاشمي بعمل مجسم توضيحي بسيط لمشروعهما وفيلما ثلاثي الأبعاد، ويعمدا حاليا لعمل مجسم أكبر يدمجا فيه كل الأجهزة التي يتطلبها المشروع والتي هي في الأساس موجودة في الأسواق ولكن تحتاج إلى ربطها بفكرة مبتكرة هي بالتحديد الجديد الذي جاء به المهندسان سابقا الذكر. وكشف المبتكران عن أنهما حصلا على موافقة مبدئية من صندوق خليفة لدعم مشاريع الشباب ويطمحان أن يتبع ذلك الدعم الكامل من الصندوق وغيره، كما دعتهما إحدى الجهات لتسجيل ابتكارهما في جمعية الأمن وسلامة الطرق في بريطانيا.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©