الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقليص الجيش البريطاني

5 يوليو 2013 22:17
بين كوين لندن عقب مقتل جندي شاب في الثاني والعشرين من مايو الماضي في لندن، كان تدفق مشاعر الحزن والصدمة الشعبية مثلما كان متوقعاً، ذلك أن فخر الجمهور البريطاني بقواته المسلحة كان كبيراً على الدوام، حتى وإن لم يكن دعمه للحروب الأخيرة كذلك. غير أنه في وقت يتميز بالتقشف، مازال تعلّق الجمهور البريطاني الدائم برجاله ونسائه في الجيش غير كاف لإنقاذ ميزانية الدفاع التي تقدر بـ34 مليار جنيه استرليني (52 مليار دولار)، وذلك حتى يتحمل الجيش نصيبه من الخفض الكبير في الإنفاق الحكومي. ذلك أن المخطط الأخير، الذي صدر في يونيو الماضي، يستهدف خفض عدد العسكريين الدائمين من 102 ألف إلى 82 ألفاً بحلول عام 2018. وفي هذا الإطار، يقول تيموثي إيدموند، الأستاذ بجامعة بريستول، والذي يدرس مؤسسات الدفاع والأمن التي تشهد تغييراً سياسياً وتنظيمياً: «الواقع أننا ننفق أقل على الدفاع لأن الشهية العامة أو السياسية للقيام بخلاف ذلك غير موجودة». وأضاف إيدموند يقول: «إن استطلاعات الرأي منذ نهاية الحرب الباردة كانت تُظهر دائماً أنك إذا طرحت السؤال: هل تمانع في إنفاق المزيد على الدفاع؟ فإن معظم الناس يقولون: نعم، إننا ندعم القوات المسلحة. لكنك إذا سألت: هل توافق على إنفاق أكبر على الدفاع على حساب مجالات أخرى مثل الصحة والتعليم، فإن الدفاع يأتي في ذيل القائمة». والواقع أن الجيش البريطاني يعتزم أن يصبح في المستقبل أصغر حجماً، وأكثر قدرةً على التركيز على التخصص، وأكثر اعتماداً على الاحتياطيين. وفي هذا الإطار، قرر المخططون أن الجيش لن يعود قادراً على القيام بعمليـات طويلـة الأمد من النـوع الذي قـام به في العراق وأفغانستان. كما أن القيام بمهمـات عسكرية بشكـل منفرد، على غرار القـوة التي قامت بتحرير جزر الفوكلاند من الأرجنتين في عام 1982، لن تعـود خياراً مطروحاً بعد الآن. غير أنه إذا كانت الحكومة البريطانية تشدد على التزامها المستمر بعمليات مشتركة مع الولايات المتحدة، فقد تم التعبير عن بعض القلق لدى الجانب الأميركي من أن يؤثر تقليص حجم الجيش البريطاني على قدرة الولايات المتحدة على الاعتماد على ما كان يمثل لوقت طويل أقرب حلف عسكري أوروبي. وفي هذا السياق، قال الجنرال راي أوديرنو، رئيس أركان الجيش الأميركي، في مايو الماضي: «في وقت يواصل فيه الجيش البريطاني تقليص حجمه، كانت لنا عدة حوارات بخصوص الإبقاء عليه منخرطاً في ما نحاول القيام به»، ثم أضاف: «ذلك أنهم من نواح كثيرة يعتمدون علينا، وخاصة في قدراتنا الميدانية في المستقبل». أوديرنو، الذي كان يتحدث في لقاء استضافه «المجلس الأطلسي»، وهو مركز أبحاث يوجد مقره في واشنطن، أضاف قائلا: «إن مبعث القلق بالنسبة لي هو أنهم يعملون على تقليص قدراتهم بشكل مهم، في وقت نقوم فيه نحن أيضاً بتقليص قدراتنا». وفي هذه الأثناء، أخذت بريطانيا تتجه نحو قدر أكبر من التعاون العسكري مع فرنسا. وكان اتفاق موقّع بين الجانبين في عام 2010 قد عبّد الطريق لتقاسم القدرات الخاصة بحاملات الطائرات، وإنشاء قوة استكشافية مشتركة، وجملة من التدابير الأخرى التي يهم بعضها المجال النووي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدورين البريطاني والفرنسي في العمليات الجوية الغربية ضد نظام معمر القذافي، كانا قد وُصِفا باعتبارهما مقياساً ممكناً لما يمكن تحقيقه في المستقبل، وإنْ كان بعض الخبراء، مثل البروفيسور إدموندز، يلفتون إلى أن الولايات المتحدة اضطرت مع ذلك للقيام بالجزء الأصعب في الأجواء فوق ليبيا. ومع ذلك، يشير إدموندز إلى أن نزاعات أخرى وقعت مؤخراً تُظهِر أن التدخلات المستقبلية التي ستشارك فيها بريطانيا مستقبلا، قد تتبع النموذج الليبي على الأرجح. ويقول إدموندز: «أعتقد أن تركة العقد الماضي شكّلت تراجعاً عن الإرادة السياسية، وبكل تأكيد عن شهية الجمهور، بسبب الانخراط في تدخلات طويلة تتكرر بدون بداية ولا نهاية واضحتين». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©