سيدني- أيمن جمعة:
أكد خبراء في مجال الصحة وسلامة الغذاء أن أبوظبي تمتلك واحدة من أفضل المنشآت العربية والدولية في مجال التعامل مع الذبائح المستوردة قبل توزيعها على السوق المحلية·
وقال ديفيد جونز، مدير خدمات التسويق والتخطيط الاقتصادي في منظمة لحوم ومواشي استراليا لٍـ 'الاتحاد''، إن هناك طلبا متزايدا في الأسواق العربية والخليجية بصفة عامة والإماراتية بصفة خاصة على اللحوم والماشية، واستراليا هي المصدر الرئيسي لواردات الإمارات من رؤوس الماشية· وخلال عملي كمسؤول إقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط طيلة عشرة أعوام، يمكنني القول إن ابوظبي تمتلك أفضل منشأة للتعامل مع الذبائح المستوردة على مستوى العالم العربي''·
وأضاف: ''تصدر استراليا سنويا حوالي 2,5 مليون طن من لحوم المواشي إلى مختلف دول العالم يصل منها حوالي 5 % إلى الشرق الأوسط لكن الإمارات هي بؤرة اهتمام صناعة المواشي واللحوم الاسترالية، ونحن ننظر إليها على أنها المركز الإقليمي للشرق الأوسط والبوابة المثالية لاقتحام السوق التي ينمو بمعدلات قوية· ونحن في استراليا نبذل قصارى جهدنا لتلبية متطلبات هذه الأسواق الواعدة'' ·
وتجيء الإمارات بعد السعودية كثاني أكبر مستورد للأغذية الاسترالية الحلال حيث بلغت قيمة وارداتها 866 مليون درهم ( 236 مليون دولار) في 2002 ارتفاعا من 811 مليون درهم في 2001 و616,5 مليون في 2000 و600 مليون عام ·1999
وتبلغ صادرات استراليا سنويا ستة مليارات دولار من اللحوم يتوجه أغلبها إلى اليابان (2,5 مليار دولار) ثم أميركا الشمالية (1,8 مليار دولار)، والدول الأوربية 200 مليون دولار في حين تستورد دول مجلس التعاون الخليجي ما قيمته 178 مليون دولار
وبالنسبة لصادرات المواشي الاسترالية التي تقدر قيمتها بنحو 711 مليون دولار، فإن منطقة الخليج تحتل المركز الثاني حيث تستورد ما قيمته 257 مليون دولار مقارنة مع 288 مليون لدول منطقة جنوب شرق اسيا ثم اليابان التي تستورد مواشي استرالية بقيمة 156 مليون دولار·
وتظهر الإحصائيات أن واردات الإمارات من لحوم الضأن الاسترالية ارتفعت في مايو الماضي إلى حوالي 700 طن مقارنة مع 350 طنا تقريبا في الشهر نفسه من العام الماضي· وارتفعت واردات الدولة خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالي إلى 2800 طن مقارنة مع 1450 طنا تقريبا خلال الفترة نفسها من عام ·2005
كما ارتفعت واردات الإمارات من لحوم الضأن الاسترالية بشكل مطرد خلال الأعوام القليلة الماضية لتصل إلى خمسة آلاف طن في 2005 من 4500 طن في 2004 وأربعة آلاف طن تقريبا عامي 2003 و·2002 وبلغت واردات الدولة من لحوم الضأن إلى ذروتها عام 2000 عندما وصلت إلى تسعة آلاف طن·
اللحوم الحلال
وأوضح جاري ماكليستر، خبير منطقة الشرق الأوسط في المنظمة، أن صادرات لحوم الحملان الاسترالية إلى الإمارات ارتفعت العام الماضي إلى 7500 طن العام الماضي من 5800 طن في 2004 وستة آلاف طن في 2003 وسبعة آلاف طن عام ·2004 ووصلت واردات الدولة من لحوم الحملان إلى ذروتها عام 2000 عندما وصلت إلى ثمانية آلاف طن·
وتظهر إحصائيات وزارة التجارة الاسترالية أن واردات الإمارات من الخراف الاسترالية ارتفعت بنسبة 18,3 % خلال 2005 لتصل إلى 58670 رأسا مقارنة مع 49580 رأسا في ·2004
ويشدد باتريك هاسينسون، مسؤول التسويق الدولي في ''لحوم ومواشي استراليا'' على أن بلاده تحرص على طمأنة سوق الإمارات بالتزام استراليا بقواعد الذبح وفق الشريعة الإسلامية أو ما يعرف باسم صناعة ''اللحوم الحلال''· وقال ''الوضع المثالي للإمارات وسوقها الواعد يتيح لنا فرصا قوية للاستثمار والنمو ونحن ملتزمون بتلبية الطلب على اللحوم الحمراء في هذا السوق القوي· ولدينا سجلات الكترونية لكل راس ماشية، وتحوي هذه السجلات التي يمكن وصفها بأنها بطاقة هوية الكترونية كل المعلومات المتعلقة بالحيوان وكل تحركاتها بداية من مكان ميلادها إلى المزارع التي تنتقل إليها وصولا إلى المجزر الذي تم نحرها فيه· وهذا نظام فريد من نوعه وقد بدأ العمل به منذ عام ·''1997
وهذه الضمانات المتعلقة بصناعة اللحوم الحلال هي أمر بديهي لدولة تصدر سنويا نحو 730 ألف طن من لحوم العجول والأبقار و62 ألف طن من لحوم الحملان و136 ألف طن من لحوم الضأن·
تقنيات خاصة
ويشير ماكليستر الى ان استراليا تطبق سلسلة من التقنيات الخاصة بمعالجة اللحوم بما يمهد الى ذبح المواشي حسب الشريعة الاسلامية، ولمزيد من الثقة فانه تتم مراقبة عمليات الذبح الحلال من خلال برنامج تنتهجه الحكومة الاسترالية لمراقبة ذبح المواشي حسب الشريعة ويطبقه موظفون يعملون تحت اشراف صارم من المنظمات الاسلامية·
ومضى قائلا ''صناعة اللحوم والمنتجات الحلال بصفة عامة التي يطلبها المسلمون في شتى أنحاء العالم، تمثل عنصرا رئيسيا للاقتصاد الاسترالي ويكفي الاشارة الى ان الصادرات الغذائية الاسترالية ''الحلال'' وصلت الى 3,7 مليار دولار عام ''·2002
وأضاف ''تعمل صناعة الغذاء الاسترالية لتعزيز حصتها في سوق منتجات الحلال الاسلامي وهو ما جعل صادراتنا الى الدول الاسلامية ترتفع بنسبة 64 % خلال أربعة أعوام حتى ·2002 المسلمون يتزايدون بنسبة 2,9 % تقريبا سنويا، أي ان عددهم قد يتضاعف الى 3,6 مليار نسمة خلال 24 عاما، وهذا ما يضفي أهمية كبيرة على صناعة اللحوم الحلال التي تقدر بنحو 150 مليار دولار سنويا·''
وتابع ماكليستر قائلا ''تقوم استراتيجيتنا لاقتحام السوق العربي تقوم على تعزيز صورة صناعة اللحوم الحلال والمشاركة في كل المنتديات واللقاءات ذات الصلة، اضافة الى الدور الذي يقوم به مكتبنا الاقليمي الموجود في البحرين منذ 20 عاما للرد على أية اسئلة بما يضمن النمو طويل الاجل لهذه الصناعة الحيوية· كما نعمل على تشجيع المبتكرات الجديدة في عالم اللحوم بما في ذلك طريقة تقطيع اللحوم بما يناسب طريقة الطهي المطلوبة والاعلانات التي تربط بين تناول بعض أنواع اللحوم والنشاط الجسدي· كما نشجع الدراسات التي تحدد أفضل طرق ووسائل شراء اللحوم''
عدد اليوم
