الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهووسات» تفتيح البشرة يغامرن باستخدام مواد كيميائية لا تخلو من المخاطر

«مهووسات» تفتيح البشرة يغامرن باستخدام مواد كيميائية لا تخلو من المخاطر
2 يناير 2011 21:09
«بيضاء البشرة، نقية الخد، مشربة اللون بحمرة»، صفات طالما اعتبرها العرب من أهم مقاييس الجمال عند النساء. وهذه النظرة دفعت النساء للبحث عن وسائل تجعلهن مشرقات وذوات بشرة بيضاء، لذا لم تأل المرأة جهدا في تجربة كل شيء وأي شيء ليصبح جسدها ذا لون أفتح. في الفترة الأخيرة برزت صرعة جديدة في عالم تفتيح البشرة أطلق عليها اسم «إبر التبييض»، انتشرت في الآونة الأخيرة، حقن تحمل مواد ومركبات طبية تساعد على تفتيح البشرة، وصلت إلى الإمارات عبر تجار الإنترنت ثم دخلت إلى بعض العيادات أيضا. نادية إماراتية في الخامسة والعشرين من عمرها، جربت «إبر التبييض»، ورغم النتائج التي حصلت عليها إلا أن لونها سرعان ما عاد إلى سابق عهده عقب توقفها عن الحقن. أحماض الفواكه تقول نادية «سمعت عن إبر التبييض من صديقة لي، وأردت تجربتها، اشتريت 12 حقنة من سيدة دلتني عليها صديقتي، بسعر 5000 درهم، وكان علي حقنها في ذراعي مرة كل أسبوع لأحصل على أربع درجات بياض أفتح عن درجة جسمي الحقيقية». قامت نادية بالبحث عن عيادة طبية يمكنها أن تتلقى فيها الحقن، تقول نادية «حين اشتريت الحقن سألت البائعة عن مكان يمكن أن أحقنها أعطتني اسم عيادة في أبوظبي، زرتها لأرى كثيرين غيري من الشباب والفتيات يحقنون إبر التبييض فيها مقابل 25 درهما للحقنة الواحدة». بحثت نادية عن الحقن في الإنترنت بعد أن اشترتها، إلى ذلك، تقول «حين اشتريت الحقن كنت متحمسة لاستعمالها، لكن زميلة تعمل معي تكفلت بالبحث عنها عبر الإنترنت، وبعد أن حقنت الحقنة الأولى، تبرع كثيرون لإخافتي منها، لذا زرت موقعين أو ثلاثة لأقرأ أنها حقن آمنة مصنوعة من أحماض الفواكه فتابعت الحقن إلى أن علمت أمي بالقصة وغضبت واضطررت أن أتوقف تحت ضغطها». عن النتيجة، تقول نادية «لاحظت تفتيحا بمعدل درجتين عن لوني الطبيعي، استمر مفعوله حوالي ستة أشهر ثم بدأ جسمي يعود للونه لكني استفدت توحيد لون الجسم بأكمله فلم يعد لدي أجزاء أغمق من أخرى، وأتمنى أن أكمل الحقن لكن أمي أقسمت علي ألا أحقن نفسي بهذه الإبر مرة أخرى». أنزيمات الكبد موزة مواطنة، في الثامنة والعشرين من العمر، تقول عن تجربتها «حصلت على إبر التبييض من تاجرة سعودية على الإنترنت تكفلت بإيصال الإبر إلى باب بيتي بعد أن دفعت لها 4500 درهم، وأكملت العلبة بأكملها، ووجدت نتيجة رائعة، حيث توحد لون جسدي و«نوّر» وجهي، وبالطبع حصلت على التفتيح الذي اشتريت الإبر من أجله حتى أن من يراني كان يتساءل عن سر «الخلطة» التي استعملتها». إلى هنا كانت الأمور رائعة، وتكمل موزة «كنت أشعر ببعض الدوار والخمول، والغثيان دونما أسباب أعلمها، فراجعت الطبيب، وبعد فحص الدم والفحص السريري فاجأني الطبيب بوجود ارتفاع في أنزيمات الكبد، واشتباه بوجود خلايا سرطانية، دخلت في قلق نفسي أنا وأسرتي لم أكن أعرف سبب المرض، لكن طبيبي سألني إن كنت تعرضت إلى أي مادة كيميائية مؤخرا، وحينما أخبرته قال لي من المؤكد أن هذا هو السبب وإن كانت الدراسات لم تصدر شيئا موثوقا عن ارتباط حقن التبييض بالكبد». عانت موزة لسنة ونصف حتى اكتمل علاجها ومازالت تخضع لفحوص دورية لكنها تحاول أن تروي حكايتها للجميع حتى تتجنب الفتيات اللهث وراء البياض. رفض الجسم زينب علي إحدى الفتيات اللواتي جربت الإبر أيضا لكنها لم تحقن سوى لمرة واحدة، في هذا السياق، تقول «كانت أسوأ تجربة في حياتي، ربما كان خطأ مني أنا ولا علاقة للحقن به، لكن تجربتي السيئة تستحق أن تروى». وتتابع «اشتريت إبرة النضارة أو ما يعرف بحقن فيتامين C، وزرت ممرضة في بيتها لتعطيني الحقنة في العضل وليس في الوريد، وعدت للبيت وأنا أشعر بصداع، أخذت قيلولة وصحوت متألمة من ساقي، حاولت تدليك مكان الحقنة ووضع بعض كمادات الماء الساخن لأني اعتقدت أن الدواء تجمع في مكان واحد ولم يتوزع في الجسم، لكن الألم ازداد فاتصلت بالممرضة التي أعطتني الحقنة فوصفت لي اسم مرهم أدهن به المنطقة». وتكمل موزة «بعد يومين من الحقنة كان الألم أكبر من أن أحتمله، وللأسف لم يكن أحد من أسرتي يعرف بأمر الحقنة، حملني والدي مرعوبا إلى المستشفى وهناك سألني الطبيب عن الأمر وأخبرته، فقال إن جسدي لم يتقبل الحقنة وخضعت لجراحة تنظيف لساقي، وبالطبع غضب مني والدي وأهلي وتعلمت الدرس جيدا فلا يمكن أن أتلقي أي حقنة دون إشراف طبي». ليست آمنة يقول الدكتور سمير السعداوي، أخصائي الأمراض الجلدية، «برغم أني طبيب متخصص في الجلد وأمراضه لكني لم أعرف بأمر هذه الحقن إلا من زبونة أحضرتها لتسأل عن أضرارها، والغريب أني صادفت عدة أنواع منها تنتجها شركات مختلفة، وبعضها يحمل كتابة صينية، ما يشكك بفاعلية في محتوياتها». ويتابع «تعتمد حقن التبييض على مادة اسمها «جلوتاثيون» وهي مادة موجودة في الجسم البشري ومصنفة على أنها نوع من الأحماض الأمينية المضادة للأكسدة، وتتركز في الكبد للتخلص من السموم، وهي معروفة كحقن طبية منذ فترة بعيدة تستعمل في علاج داء الرعاش وبعض حالات القلب، والزهايمر وحالات تنظيف الجسم من السموم مثل المخدرات وجرعات الأدوية الزائدة». ويوضح السعداوي «التبييض في هذه الحقن كان أحد الأعراض الجانبية التي لوحظ وجودها على بشرة من خضعوا للعلاج، وهذا ما جعل البعض يروج لها أنها حقن تبييض، لكن أسوء ما في الموضوع أنها تروج لأناس طبيعيين سليمي الكبد والقلب والجسم، فيحقنونها بحثا عن التبييض مع أنها تساهم فعلا في تنشيط الكبد ورفع أنزيماته الأمر الذي يسبب أمراضا لم تظهرها الكثير من الدراسات بعد». تثبيط الميلانين حول إبر الفيتامينات التي يلجأ إليها البعض لتفتيح لون البشرة، يقول السعداوي إن «ما يعرف بإبر النضارة المحتوية على فيتامين C فهناك دراسات تقول إن لحمض الأسكوربي (فيتامين ج) قدرة على تثبيط الميلانين في البشرة، وعلى أساسها قام البعض بالترويج لها كحقن نضارة وتبييض، ولكن المشكلة أن هناك بعض التجارب الأولية أثبتت أن إفراط استعمال هذا الفيتامين تضعف مقاومة الجسم». ويتابع السعداوي «هناك بعض الشركات التي تصنع المواد على شكل حبوب وكبسولات، وبالطبع لها نفس أضرار الإبر. وهناك أيضا من يجدها معبأة في كريمات وربما يكون هذا الشكل أقل أشكال هذه المواد ضررا لكن لم تتأكد الدراسات بعد من كل تأثيراته». ويستغرب السعداوي تجاهل الناس، لاسيما الفتيات لمواد يمكن أن تساهم في نضارة البشرة وإشراقها ومتوفرة في الطعام. في هذا السياق، يقول «هذه المواد التي يجري وراءها الناس للتبييض موجودة في العديد من الأطعمة اللذيذة، فهناك أطعمة غنية بالجلوتاثيون وفيتامين C مثل الفواكه، الخضار، واللحوم، والأسماك، والجوز ومن يتناولها بانتظام سيجد أثرها على الصحة والبشرة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©