إعداد - عدنان عضيمة:
لم تعد الخسارة التي تعاني منها مصانع السيارات الغربية تتعلق بشركة واحدة، بل أصبحت ظاهرة عامة يعود سببها إلى قضية جوهرية هي ارتفاع تكاليف التصنيع· وحتى لو بدا وكأن شركتي جنرال موتورز وفورد هما الأكثر تضرراً منها إلا أنها دفعت معظم الشركات الغربية إلى إعادة النظر في خططها واستراتيجياتها· وأحدث التطورات التي حدثت في هذا الشأن، القرار الذي اتخذته جنرال موتورز بإغلاق مصنع تجميع سيارات (الفان) العائلية في مدينة آزامبوجا الواقع شمالي العاصمة البرتغالية لشبونة، والذي دفع رئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سوكراتيس إلى توجيه نداء للشركة بتأجيل تنفيذه حتى يتسنى للحكومة إعداد وتقديم حوافز ومغريات ملائمة لإنقاذه·
وذكر تقرير نشرته الفايننشيال تايمز أن الشركة الأميركية كانت على وشك الإعلان عن إغلاق المصنع في إطار خطة متكاملة لتخفيض الأعباء والتكاليف· وهو يشغل 1100 عامل، وتزيد تكلفة بناء السيارة الواحدة فيه بنحو 630 دولاراً على تكلفة بنائها في بقية مصانعها· ويأتي نداء رئيس الوزراء البرتغالي في هذا الشأن بعد أن أشار بيان صادر عن الاتحادات التجارية البرتغالية إلى أن مناصب العمل التي توفرها صناعة السيارات في أوروبا الغربية تختفي بسرعة كبيرة بسبب الانخفاض الكبير في أجور العمال في أوروبا الشرقية·
ويسود الآن خوف عام في أوروبا من أن تعمد جنرال موتورز إلى غلق كل مصانعها في أوروبا الغربية بسبب التوجّه الواضح الذي بدا وكأنه يدفعها للاتجاه شرقاً حيث بدأت قبل أيام ببناء مصنع في روسيا ، كما أصبحت على وشك توقيع عقد شراكة مع بولندا· ومما زاد من هذه المخاوف أن ائتلاف شركتي بيجو وسيترون الفرنسيتين يخطط لإغلاق مصنع رايتون في وسط بريطانيا مما سيؤدي لفقدان 2300 عامل لمناصبهم· وأصبحت النسخة المعدلة من السيارة (بيجو 206) يصنع في سلوفاكيا بعد أن كانت تصنع في رايتون· وتكثر شركة فولكسفاجن بدورها من تكرار تهديداتها بنقل مصانعها من إسبانيا إلى أوروبا الشرقية بحثاً عن تخفيض تكاليف التصنيع مما يمكن أن يؤدي إلى إلغاء آلاف الوظائف· وبالرغم من أن أجور العمال والموظفين في دول أوروبا الشرقية تزداد باطراد إلا أنها لا تشكل حتى الآن إلا كسراً بسيطاً من أجور العمال في ألمانيا أو فرنسا أو إسبانيا أو إيطاليا· وتقوم الآن شركات قوية مثل بيجو وتويوتا وكيا وهيونداي ببناء مصانعها في أوروبا الشرقية، وأصبحت روسيا أيضاً موضع اهتمام كبير من هذه الشركات مثل نيسان وتويوتا وفولكسفاجن التي تخطط الآن لبناء مصانع جديدة هناك·
عدد اليوم
