تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اختتمت مساء السبت الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، فعاليات المبادرة الحكومية الاجتماعية “رمضان أبوظبي” التي انطلقت في السادس من يوليو واستمرت لمدة أسبوعين، ونظمتها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بالتعاون مع عدد من الجهات التابعة لحكومة أبوظبي وروّاد أعمال ومشاريع إماراتيين، وبإجمالي حضور تجاوز 10 آلاف زائر.
وثمّن المشاركون الرعاية الكريمة لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لفعاليات “رمضان أبوظبي”، والجهود الكبيرة التي بُذلت لتحقيق النجاح في المبادرة، التي تعدّ من المبادرات الحكومية لموظفي حكومة أبوظبي وعائلاتهم خلال شهر رمضان المبارك، وتجمعّا يهدف لخلق أجواء من الألفة بين الموظفين، وتأكيداً على الروح السامية التي يحملها الشهر الفضيل بتعزيز التقارب الاجتماعي، والاستثمار الأمثل للوقت، كما تهدف لتعزيز قيم ممارسة حياة صحية رياضية خلال الشهر الفضيل، وإبراز مشهد التواصل والتعاون بين الجهات، وتنمية الشراكات بينها، بما يخدم التفاعل الرياضي الاجتماعي.
وشملت المبادرة إقامة بطولة حكومة أبوظبي الرمضانية الأولى لكرة القدم التي نظّمها مجلس أبوظبي الرياضي بالتنسيق والتعاون مع الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، وجرت منافساتها على ملاعب داخلية مكيفة في قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وشارك بها 30 فريقا تمثّل جهات تابعة لحكومة أبوظبي، والتي تُوّج بها فريق شركة “أدنوك” بعد تغلبه في النهائي على فريق الشركة القابضة العامة– صناعات، بحضور معالي سعيد عيد الغفلي، رئيس دائرة الشؤون البلدية عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ومحمد إبراهيم المحمود، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية.
كما شملت المبادرة إقامة سوق رمضاني شاركت به عدد من الجهات الحكومية من خلال تقديم عروض لأنشطتها والتسويق لمنتجاتها، كهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهيئة الصحة، والاتحاد النسائي العام، وهيئة المنطقة الإعلامية “توفور 54”، والاتحاد للطيران، ومؤسسة التنمية الأسرية، وهيئة الهلال الأحمر، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ودائرة التنمية الاقتصادية.
وشارك 18 من روّاد الأعمال الإماراتيين عبر عرض لمشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، وتسويق لعلاماتهم التجارية، وذلك بالتعاون مع صندوق خليفة لتطوير المشاريع، مؤكدين على أهمية هذا القطاع الحيوي والذي يدعم الاقتصاد المحلي ويزيد من متانته، فضلا عن الدور الرائد للمشاريع الصغيرة في دعم الاقتصاد.
علاوة على عقد جهات حكومية لمحاضرات وندوات تتناول مختلف الشؤون الاجتماعية التي تهم الموظفين.
سلامة زادنا
وقدم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية محاضرة بعنوان “سلامة زادنا بأيدينا”، قدمها محمد جلال الريسي، مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بالجهاز، أكد خلالها أن قضية السلامة الغذائية تكتسب أهمية قصوى في استراتيجية حكومة إمارة أبوظبي الرشيدة، وذلك عبر العديد من الإجراءات العلمية والعملية الهادفة لضمان توفير أقصى درجات السلامة الغذائية في المجتمع المحلي وأهمها الوقوف في وجه الشائعات الغذائية.
وفي محاضرة أخرى بعنوان “تحكم في سلة أسعارك بالإحصاء”، تحدثت حنان المرزوقي من مركز الإحصاء بأبوظبي، عن توعية وتدريب الحضور على أفضل وسائل مراقبة الإنفاق ورصد معدلات التضخم الشخصية للفرد والأسرة، خاصة في شهر رمضان الكريم، حيث تزداد معدلات الإنفاق والاستهلاك.
كما عرض المركز مواد فيلمية عن الإحصاء وسلة الأسعار، إضافة إلى فيلم كرتون للأطفال عن تعداد السكان، من خلال شخصيتي منصور وشيخة الكرتونيتين اللتين ابتكرهما المركز للأطفال ضمن مبادرة الإحصائي الصغير، والتي خصص لها المركز ركناً مميزاً على موقعه الإلكتروني يستطيع الأطفال الاطلاع عليه والاستمتاع بما يضمه من أفلام وألعاب مسلية ومفيدة في الوقت نفسه.
دار زايد
وتحدث الشيخ وسيم يوسف في محاضرة بعنوان “دار زايد” والتي نظّمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير عن الإنجازات التي تحققت في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتوعية الجمهور بأهمية الحفاظ على هذه المكتسبات.
واستمرت المحاضرات والندوات خلال فعاليات “رمضان أبوظبي”، حيث قدّم صندوق خليفة لتطوير المشاريع ندوة بعنوان “صندوق خليفة.
.
حصاد التمكين” تحدث خلالها رائد الأعمال الإماراتيّ عبدالرحمن الطنيجي عن بداية تأسيسه لمشروعه الخاص والمساهمة الكبيرة والدعم المالي واللوجستي الذي قدمه له الصندوق، وبيّن أهمية المشاريع الصغيرة في تمكين المواطنين من دخول مجال الأعمال والنجاح فيه.
بينما ركزت “ذاكرة الوطن”، وهي محاضرة ألقاها سعيد السويدي من الأرشيف الوطني، الذكر التاريخي لأبوظبي، وعائلة آل نهيان، والمخطوطات التي توثق تاريخ الإمارة ونظام الحكم والحياة الاجتماعية التي يمتلكها الأرشيف الوطني.
حياة صحية
بينما عكفت شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” عبر محاضرتها التي حملت عنوان “حياة صحية”، على رسم خارطة طريق توضّح للجمهور أسلوب حياة صحية الواجب انتهاجه، من خلال تقديم النصائح والتوعية بأهمية المحافظة على الصحة عبر المأكولات الصحية وممارسة الرياضة بشكل دائم، فضلا عن الالتزام بإجراء فحوص دورية.
ومن جهتهم، تمتّع الزوار بمختلف الأنشطة والفعاليات التي تضمنتها المبادرة؛ حيث اطّلعوا خلال زيارتهم لمنصّة هيئة الهلال الأحمر، على مختلف الأنشطة الخيرية التي تقوم بها الهيئة، وأشادوا بالجهود الكبيرة التي يقوم بها الهلال الأحمر في مختلف المبادرات ودورها الرائد في العمل الخيري، وتخصيص نسبة من ريع السوق للأعمال الخيرية التي تقوم بها الهيئة.
كما استفاد الزوّار من برنامج “شاور” للاستشارات الأسرية، وهو أحد البرامج التي تقدمها منصة مؤسسة التنمية الأسرية، بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات التي طرحتها المؤسسة عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرّف زوّار منصة هيئة الصحة على أبرز مفاهيم الحياة الصحية، وأفضل طرق الطبخ الصحي عبر العروض الحيّة للطبخ والتي شارك بها أفضل الطباخين من فنادق إمارة أبوظبي، فيما استفاد عدد من النساء من دورس الّلياقة البدنية التي قدمتها الهيئة خلال الأسبوعين التي جرت خلالها الفعاليات.
وفي نفس الإطار، استمتع الزوّار في قاعة لعرض الأعمال السينمائية، التي خصصتها هيئة المنطقة الإعلامية، بعرض مجموعة من الأفلام التي أنتجتها سواعد إماراتية.
بينما قدّم جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة موجز لمشاركة الهيئة في السوق والتي قدّمت لزوارها الكثير من المعلومات حول دورها الريادي في مجال السياحة بأبوظبي، واعطائهم نبذة عن “صيف أبوظبي” الذي يستمر حتى سبتمبر المقبل.
ضيف الاتحاد
وقدمت منصّة شركة “الاتحاد للطيران” معلومات حول الخطط الترويجية للناقلة الوطنية والترويج لطائراتها الجديدة، كما أطلعت الزوّار على بعض البرامج التي تقدمها الاتحاد للطيران كبرنامج سفر موظفي حكومة أبوظبي وضيف الاتحاد، مع تقديمها لخصومات على تذاكر الطيران للحضور.
وأعرب الزوّار عن عميق القيم والرسائل التي ترسيها مثل هذه المبادرات، فهي جمعت بين الفوائد التربوية والاجتماعية والرياضية، كما أن الطابع التراثي للمكان أضفى جوّا أصيلا من عبق الماضي، ومثّلت زيارة البعض لفعاليات وأنشطة الاتحاد النسائي العام ومشاهدة فن نقش الحنّاء والحرف اليدوية وتقديم المأكولات الشعبية للزوّار، بمثابة عودة للوراء ومعايشة حياة الأجداد، وذلك يسهم في تجذير الموروث الشعبي لدى النشء.
(أبوظبي - الاتحاد)
عدد اليوم
