الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسماعيل عبد الرحمن: مقاصد الشريعة قضية تحتاج إلى التبسيط

إسماعيل عبد الرحمن: مقاصد الشريعة قضية تحتاج إلى التبسيط
4 يوليو 2015 20:55
حسام محمد (القاهرة) الدكتور إسماعيل عبد الرحمن ،أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، واحد من الذين أخذوا على عاتقهم التأكيد على أن الربط بين مقاصد الشريعة وتحديات العصر من قضايا مختلفة، أمر في غاية الأهمية وهو لا يترك مناسبة دون الحديث عن أهمية التجديد في الفكر الإسلامي بما يتيح تطبيق مقاصد الشريعة على نوازل العصر. يقرأ الدكتور عبد الرحمن كتاباً مترجماً من اللغة الإنجليزية وهو كتاب الدكتور جاسر عودة «مقاصد الشريعة دليل للمبتدئين»، حيث يرى أن الكتاب مهم للغاية خاصة وأنه صدر في الأساس باللغة الإنجليزية أي تم توجيهه إلى المسلمين غير العرب الذين يعجزون عن إنزال مقاصد الشريعة على مشكلاتهم المعاصرة خاصة في ظل عدم مراجع بلغة مبسطة تشرح لهم ذلك الأمر. أهم النظريات يشير د. عبد الرحمن وهو شقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن الملقبة ببنت الشاطئ، إلى أن الكتاب يتكون من ثلاثة فصول ويحتوي الفصل الأول على أهمية فهم المسلم لمقاصد الشريعة على اعتبار أنها من أهم النظريات التي يستند إليها الفكر الإسلامي الساعي إلى الإصلاح والتجديد، حيث يوضح ما هي المقاصد وأنها وفقما اتفق الفقهاء القدامى هي تلك الغايات التي شرعت الأحكام من أجلها لتحقيق مصالح العباد، أو هي المعاني والحِكم التي راعاها الشارع الحكيم في التشريع من أجل تحقيق مصالح العباد، والمراد بذلك أن كل حكم شرعي يشتمل على مصلحة تعود للعباد بجلب مصلحة لهم أو دفع مفسدة عنهم ويوضح الكتاب أن القدامى من العلماء لم يطلقوا وصف مقاصد الشريعة وإنما كانوا يعبرون عن المقاصد بالحكمة المقصودة بالشريعة من الشارع. حفظ الدين ويضيف د. عبد الرحمن: في الفصل الثاني من الكتاب يتناول المؤلف أهم العلماء في الماضي والحاضر الذين تحدثوا في مقاصد الشريعة وحرصوا على الإسهام في تعريف ذلك العلم، موضحاً أن من أهم أئمة فقه المقاصد من القرن الخامس الهجري حتى الثامن الهجري هم أبو حامد الغزالي والجويني والعز بن عبد السلام والشاطبي والقرافي وابن القيم وحرص المؤلف في هذا الفصل من الكتاب على توضيح أهمية قراءة إسهامات هؤلاء العلماء في كيفية فهم مقاصد الشريعة، حيث أكد أن حفظ الدين احتل المكانة الأولى عند كل هؤلاء العلماء وهم يتعرضون لمقاصد الشريعة، حيث أكدوا جميعاً أن حفظ الدين هو أهم مقاصد الشريعة من منطلق أن الدين لم يأت بمفسدة قط. القضايا المعاصرة ويطرح الكتاب أيضاً الإشكالية التي يحاول البعض النيل من الإسلام عن طريقها وهي الزعم أن الدين جامد وغير متطور وهو هنا ينفي تلك المقولة بأسلوب علمي متميز، حيث يؤكد أن الإسلام احتوى تشريعات تتفاعل بإيجابية مع كل القضايا المعاصرة كحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والسياسية، وكذلك فإن الإسلام لم يمنع المسلمين من الاجتهاد في القضايا الجديدة مثل مفهوم الإرهاب وكيفية التصدي له والأخلاق في ظل التدهور الذي يعاني منه العالم اليوم وشؤون الحياة عادة. يقول الدكتور إسماعيل عبد الرحمن إن الكتاب سعى لمناقشة قضية مقاصد الشريعة بشكل علمي معترفاً بأن هذه القضية متشابكة وتنطوي على تحديات ذهنية، ولكنه لجأ لمناقشتها لأن أكثر الكتب التي نشرت في هذا الموضوع موجهة بشكل رئيس إلى المتخصصين والعلماء وكبار المثقفين وتناست المبتدئين. الفروق التاريخية وفي الفصل الثالث يستعرض الكتاب إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية في هذا العصر أو سوء تطبيقها بمعنى أدق كثيراً ما يكون اختزالياً، يرى الأمور بمنظار الأسود والأبيض فحسب، دون اعتبار تعدد جوانب المواضيع يعتمد على الإشارات والألفاظ لا على المقاصد والغايات، موضحاً في النهاية أن نظرية المقاصد ترفع مستوى النقاش في القضايا التشريعية إلى مستوى أعلى من الناحية الفلسفية، وتتغلب على الفروق التاريخية التي أدت إلى التنازع بين المذاهب، وتشجع على ثقافة المصالحة والتعايش السلمي اللذين اشتدت الحاجة إليهما في كل أنحاء العالم مطالباً بضرورة وضع مقاصد الشريعة موضع التنفيذ، كما يجب أن تأخذ مكانها في اهتمام كل المتخصصين وواضعي السياسات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©